خيام نوعية وحافظات مياه ضمن مبادرة إنسانية لغزة تطلقها "رواد الخير"

1722772144006589600
جانب من المبادرة

بكل حماس وهمة، يسارع متطوعون من جمعية رواد الخير لبناء المجتمع المحلي ليكونوا ضمن فريق الدعم والمساندة للحملة التي تنظمها الجمعية وتهدف إلى جمع أكبر عدد ممكن من الخيام وحافظات المياه لتوزيعها على العائلات في غزة، وذلك في إطار التضامن مع الأشقاء الفلسطينيين في محنتهم.

اضافة اعلان


اجتمع المتطوعون على شعار استمدوه من قول النبي عليه الصلاة والسلام "من فرج على مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة"، إذ إنهم يدركون صعوبة ما يمر به الغزيون الآن من كرب ومحن وأوجاع لا تنتهي، والحاجة إلى المساعدة والدعم لتجاوز بعض ما يمرون به من صعوبات، وبخاصة في الخيام التي يعيشون فيها، وحاجتهم إلى المياه النظيفة الصالحة للشرب في أوعية مناسبة وحافظات.


في مساحات شاسعة من غزة، غطت الخيام معظم المناطق السكنية لتكون ملجأ للآلاف. ورغم تنوع هذه الخيام وأشكالها، إلا أنها جميعاً تشترك في كونها شاهداً على الدمار الذي لحق بالمكان. ولم تسلم هذه الخيام مع استمرار القصف، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها السكان.


لذلك، كانت جمعية رواد الخير، من عاملين ومتطوعين فيها، جزء من حملة الشعب الأردني "رسمياً وأهلياً"، في تقديم المساعدات المناسبة، على أمل أن تجد تلك الخيام طريقها لمحتاجيها بالفعل، وذلك عن طريق التعاون بين رواد الخير والهيئة الخيرية الهاشمية؛ الجهة الرسمية والفعالة في إيصال تلك المساعدات إلى داخل غزة.


شباب وفتيات كانوا جزءا من هذا السباق الخيري، لمساعدة الأهل في غزة، ومساندة الغزيين في ظل الحرب الوحشية التي يقبعون تحت قنابلها وصواريخها القاتلة التي استوت فيها البيوت بالأرض، ولم يعد لديهم مكان يأوون إليه سوى الخيام التي يتم التبرع بها من جهات دولية وعربية عدة، بل منهم من يقوم بصناعة تلك الخيام بشكل يدوي بدائي، علها تحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء.


مدير جمعية رواد الخير أحمد البطاط، قال في حديثه عن هذه الحملة، إن الإعداد والتحضير لجمع التبرعات كان على دفعات، في سبيل تأمين أكبر عدد ممكن من المساعدات من خيام وحافظات مياه، حيث تم تزويد مستودعات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بالمساعدات.


ولفت البطاط إلى أن هذه الحملة الكبيرة للجمعية، جاءت بعد أن أجبر الأهل في غزة بسبب الحرب الغاشمة على هجر مساكنهم التي دمرت، وافترشوا العراء بمساكن من مخلفات الحرب لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، واضطروا لاستخدام أدوات بسطية وبالية وغير صالحة، ومن هذه الأشياء الجالونات البلاستيكية والجراكن وتنك الحديد المعاد استخدامه، مع ما يرافق هذا من مشاكل صحية بسبب استخدام هذه الجالونات.


وأظهرت العديد من المقاطع المصورة التي يتم عرضها من داخل قطاع غزة، مدى صعوبة الحصول على مياه الشرب، والحاجة لوضعها في عبوات مناسبة، بيد أن تبعات الحرب لم تبقِ ما يمكن استخدامه بشكل آمن، الأمر الذي دفع بالعديد من الجهات التي تقدم العون لسكان القطاع إلى البحث عن وسيلة آمنة لحفظ المياه، فكان أن اختارت رواد الخير هذه الطريقة المناسبة وجمع التبرعات التي تؤمن كميات كبيرة منها وتزويدها للهيئة الخيرية الهاشمية.

 

الحملة، كما وصفها البطاط، تشمل تجهيز أعداد كبيرة من الخيام المصنعة من الأقمشة القوية والمتينة المصنوعة من مادة الكتان المقوى وأعمدة من الخشب، حيث قام مجموعة من الشباب المهرة بتصنيعها وتحضيرها وتغليفها بطريقة تسهل نقلها، بالإضافة إلى جمع المئات من حافظات المياه الصحية، وتم تسليمها بالفعل الى مستودعات الهيئة الخيرية الهاشمية في الغباوي بمحافظة الزرقاء.


ووفق البطاط، فإن رواد الخير تسعى لأن تكون حاضنة لمثل هذه التبرعات والحملات الخيرية، كغيرها من من الحملات الخيرية الأخرى في الأردن، التي امتثلت جميعها لدعوة وخطى جلالة الملك عبد الله الثاني، في مشاركته الشخصية بالعديد من الحملات الخيرية، وفي الإنزالات التي تقوم بها القوات المسلحة والهيئة الخيرية الهاشمية، مثمناً الجهود التي لم تنقطع يوما عن مد يد العون للأهل في غزة منذ اندلاع الحرب فيها وامتدادها حتى هذا الوقت.


من جهته، فقد كان مندوب الهيئة الخيرية الهاشمية نضال الظهراوي، قد قال في تعليقه على هذه الحملة والحملات المماثلة في المملكة، إنها تأتي من جميع مناطق المملكة أفراد وجمعيات ومصانع وشركات ومؤسسات رسمية وخاصة، "ونواصل الليل بالنهار لاستقبال تبرعات أهلنا في الأردن لإيصالها لأهلنا في غزة، بحسب توجيهات ورؤى الملك عبدالله الثاني بأهمية إغاثة أهل غزة".


كما أشاد الظهراوي بنوعية تلك المساعدات المقدمة من رواد الخير، وبخاصة حافظات المياه منها التي وصفها بأنها الأولى من نوعها في حملات التبرع الكثيرة، وسيكون لها قبول واستحسان من الأهل في قطاع غزة، الذي ما يزال يعاني من تبعات الحرب وفقدانه الكثير من مرافق الحياة فيها.


وتعد جمعية رواد الخير لبناء المجتمع المحلي إحدى أكبر الجمعيات الرائدة في العمل الإنساني والخيري في الممكلة وتسهم في بناء المجتمع المحلي، وتمكن الأسر ذات الدخل المحدود من العيش بكرامة.