طفلة تعاني الشلل الدماغي تطلق مشروعها لتأمين العلاج والالتحاق بالمدرسة (فيديو)

الطفلة باسمة ووالدتها خلال المشاركة في البازار لتأمين العلاج-(تصوير ساهر قدارة)
الطفلة باسمة ووالدتها خلال المشاركة في البازار لتأمين العلاج-(تصوير ساهر قدارة)

ربى الرياحي

عمان- ببراءة الأطفال وبالصبر والإرادة، تحيك الطفلة باسمة فادي حمزة ابنة السبع سنوات حلمها كما تمنته، هي ولأنها محبة للحياة، تريد أن تقوى على الألم وأن تعيش واقعا أكثر فرحا.

اضافة اعلان

باسمة، وبما لديها من أمل وعزيمة وبراءة الصغار، تعيش مع إعاقتها التي لازمتها منذ الولادة، لم تمنعها من أن تكون لها أمنيات وأحلام تطمح لأن تحققها.

"بسمة أمل" هو اسم المشروع الذي أطلقته والدة باسمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال المشاركة في البازارات لبيع منتوجات بسيطة، وذلك حتى تتمكن ابنتها من مواصلة طريقها وتحقيق حلمها بالالتحاق بالمدرسة كغيرها من الأطفال.

هذا الاسم جاء ليعبر عن باسمة، فهي بابتسامتها قادرة على أن تقهر المستحيل وتتجاوز كل العوائق لعلها تنصف ويكون من حقها أن تمارس طفولتها بعيدا عن الحرمان والتهميش.

شلل دماغي هو ما تعاني منه باسمة، وفق ما تقول والدتها فاتن الثوابتة، إذ إن ولادة مبكرة أدت إلى إصابة ابنتها بنزيف على الدماغ أثناء وجودها في الخداج، وهذا بالطبع أثر على حركتها فكان من نصيبها أن تلازم الكرسي.

وتلفت إلى أن ابنتها حرمت من أن تمشي وتتحرك كبقية الأطفال، لكنها أيضا طفلة متكلمة وذكية جدا قادرة على الحلم والإصرار، كل ما تريده هو أن تتساوى مع غيرها ويكون بمقدورها أن تتعلم.

“أطفال الشلل الدماغي” محرومون من التعليم

وكأسرة داعمة لابنتها، صاروا أكثر تمسكا بإيصالها إلى ما تتمنى، مبينة أن هناك الكثير من التحديات التي تقف في طريقهم كعائلات لأبناء يعانون من الشلل الدماغي، أهمها التكاليف المادية الناتجة عن العلاج الطبيعي، إضافة إلى قلة المدارس التي تتقبل هؤلاء الأطفال.

الطفل دعنا.. إصابته بالشلل الدماغي تحرمه من الحق الدستوري بالتعليم

تقول الأم "ابنتي، كأي طفل آخر، من حقها أن يكون لها مكان على مقاعد الدراسة وأن تحظى برعاية صحية خاصة"، مضيفة أنها تتحدث بلسانها وبلسان كثيرين غيرها أتعبهم التجاهل لمشكلات كبيرة تواجههم دون أن يكون هناك من يدعمهم ويقف إلى جانبهم ليستطيعوا على الأقل تأمين أبسط الحقوق لأبنائهم.

"أريد أن ألعب وأمشي وأذهب إلى المدرسة"؛ هذه هي الكلمات التي ترددها باسمة دائما وتسعى والدتها بكل ما أوتيت من قوة أن تجعلها حقيقة وأن يغدو الحلم واقعا يرضيها ويرضي ابنتها، منوهة إلى أن باسمة خسرت سنة من عمرها دون دراسة، لكن ذلك كله سيعوض بعون الله إذا تمكنوا من جمع تكاليف علاجها وأصبح بمقدورها عمل جلسات علاج طبيعي لها.

الشلل الدماغي سرق أجمل لحظات الطفلة سما.. وتحتاج لعملية تنقذ حياتها!

الأم حاولت منذ البداية، وبذلت كل طاقتها لتأهيل ابنتها نفسيا وجسديا، واستطاعت أن توصلها إلى منتصف الطريق، لكن تعرضها لوعكة صحية مؤخرا منعها من إكمال التمارين اللازمة لباسمة، لذا هي بحاجة اليوم لمن يأخذ بأيديهم حتى تتمكن طفلتها من إتمام علاجها كما يجب.

وتشير إلى أنهم كأسرة ليس لديهم القدرة المادية الكافية لدعم ابنتهم وتوفير كل ما يلزمها، فوالدها عامل مياومة، وهذا بالطبع يحول بينهم وبين تحقيقهم حلم ابنتهم، كما أن كل الأجهزة والمعدات الخاصة بهذه الفئة غالية جدا ومن الصعب تأمينها لعدم وجود جهة داعمة. إلى ذلك، فإن باسمة وغيرها من الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي بحاجة إلى حليب خاص وإلى لوازم أخرى تزيد من أعباء الأهل وتحملهم فوق طاقتهم.

الدعم والاهتمام ووجود جهات معينة تسند هذه الفئة هي خطوات مبدئية لحل الكثير من المشكلات العالقة التي تعيق حياة الكثير من الأطفال وأسرهم، وهي أيضا نقطة مهمة تمكن الجميع من الالتفات لهذه الفئة بعين الإنسانية وبأنهم أشخاص لهم حقوق الأصل فيها أن تطبق فعليا.

وتتوجه الأم برسالة صريحة للمجتمع وللمسؤولين "المعاناة كبيرة ونحتاج لمن يشاركنا الحمل حتى نستطيع أن نصل بأبنائنا إلى بر الأمان، وهذا حتما يتطلب أولا تهيئة المدارس أكثر وتطبيق الدمج بصورة حقيقية وبشكل أوسع وأيضا تدريب المعلمين والمعلمات على كيفية التعامل مع أي طالب من ذوي الإعاقة، إضافة إلى ضرورة وجود مراكز حكومية أو مراكز بأسعار زهيدة تختص بالعلاج الطبيعي وبتوفير المعدات اللازمة".

عائلة باسمة تضطر في أغلب الأحيان لشراء أدوية غالية لعدم توفرها في المستشفيات الحكومية، وتستنكر الأم رفض شركات التأمين الخاصة لطلبها بشمل ابنتها بالتأمين.

وأما عن المشروع الخاص بباسمة الذي يحمل اسم "بسمة أمل"، فتقول الأم "هدفي من عمل هذا المشروع ونشره على نطاق واسع ليصل إلى أكبر عدد ممكن هو تعريف الناس بقصة ابنتها وبالحلم الذي تتحدث عنه يوميا بأن تذهب للمدرسة، فهذه الدعوة الوحيدة التي تكررها باسمة باستمرار، فقلبها الصغير يرفض الاستسلام رغم كل العوائق.

هي كطفلة متفائلة ومرحة تتمنى أن تغادر الكرسي حتى تتمكن من اللعب مع أقرانها، شخصيتها الاجتماعية المحبة للحركة والخروج والاختلاط بالناس تدفعها لأن تتمسك أكثر بحلمها، وأيضا تمنح والدتها القوة والصبر على متابعة الطريق حتى النهاية.

وتتمنى الأم أن يصل مشروع باسمة إلى كل الأردن وأن تشتري منها أكبر الشركات والمدارس وأن يكبر هذا الحلم بدعم كل إنسان خير في هذا البلد. بازارات عدة شاركت فيها باسمة مؤخرا، أهمها بازار روابي الفرح في دابوق الذي رعته الشريفة بدور عبد الإله رئيسة جمعية رعاية الطفل والأسرة الخيرية بمناسبة يوم الاستقلال. ولأن المشروع رحماني، كما تبين الأم، فقد كانت الفكرة أن تبيع باسمة "مج ومسبحة أو مج ووردة" حتى تكون الرسالة إنسانية تتناسب ووضعهم المادي.

الطفلة باسمة ووالدتها خلال المشاركة في البازار لتأمين العلاج-(تصوير: ساهر قدارة)