في الحظر المنزلي.. رجال يستعرضون مهاراتهم وفنونهم بالطبخ

3
3

ديمة محبوبة

عمان- العشرات من الصور والفيديوهات تنتشر يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي لوصفات الأطعمة التي يتفنن بها الرجال في الحجر المنزلي من باب كسر الروتين، وبعضهم من اكتشف موهبته الحقيقية في المطبخ.اضافة اعلان
بعد مرور أسبوع على الحجر المنزلي، استيقظت سميرة على صوت ضجيج في المطبخ، استغربت كثيرا لأن زوجها لا يذهب للمطبخ، وكانت المفاجأة بمائدة إفطار جميلة فيها الكثير من المكونات كالحمص البيتي والفلافل والفول وكلها من صنعه.
وتستذكر أنها عندما وقفت في المطبخ وجدت كل شيء نظيفا وفي مكانه وأن هناك أطباقا متنوعة من صنع يديّ زوجها وكلها تتميز بطعمها اللذيذ، وعندما سألته عن السر كان جوابه "الملل من قعدة البيت قلت أتسلى".
وتؤكد "تلك كانت الانطلاقة، في اليوم التالي كانت أطباق السلطة المختلفة والمتنوعة من صنعه، حتى وصل إلى الحلويات"؛ إذ تفاجأت بصنعه قالب كيك بنكهة الشوكولاته، وذلك من خلال اتباع وصفة لشيف معروف على "يوتيوب".
لكن المفاجأة الكبرى لسميرة عندما وجدت زوجها يعجن، وعندما سألته "ماذا تفعل؟"، فقال لها "خبز" وبعض المعجنات، بوصفة سهلة وسريعة.
تؤكد سميرة أن هذه التجربة لزوجها بالفعل جعلت في المنزل نكهة جميلة ومفاجآت مستمرة، حتى أن ضجره من الجلوس في المنزل قل كثيرا، وبات يشعر بأنه يقوم بشيء جميل مفرح، وخصوصا أن الوصفات كلها لذيذة ولم يفشل أي منها.
مرام أحمد، وبالرغم من بعض الملل من كثرة الجلوس في المنزل، وسماع الأخبار التي تجعل الفرد متوترا، إلا أنها باتت تنتظر بماذا سيفاجئها زوجها في المساء، فعليه طبق للتسلية إما موالح أو حلويات من صنعه.
وتبين أن الحجر الصحي الذي فرضته الحكومة على الجميع خوفا من تهديد فيروس كورونا، كشف قدرة الكثير منهم على التأقلم مع الوضع الجديد والتقارب بالأسرة ومعايشة أدق التفاصيل، كما أظهر مواهب الأزواج وقدرتهم على دخول المطبخ ومساعدتهم على إعداد الطعام للأسرة، وعلى طهي حتى الوصفات التقليدية الصعبة التي تتميز بها الأسر العربية.
إعجابه بالأطباق التي يقوم بصنعها، دفعه لإنشاء صفحة خاصة له على "انستغرام" لوضع وصفاته ونشر صور مما يقوم بطهيه خلال الحجر المنزلي.
في حين يؤكد وسام أنه وإخوته الخمسة كل يوم يتشاركون صور الموائد التي يعدونها في المنزل، بعضها حلويات وأخرى موائد طعام، حتى أنه قام بمساعدة زوجته بلف ورق العنب، مبينا أن الجلوس لما يقارب الشهر في المنزل سيؤثر سلبا عليه إن لم يقم بشيء يسليه ويغير الأجواء ويضفي المرح.
وبعد أن قام بإعداد أطباق الحلويات بمساعدة زوجته وابنته في البداية وشاهد ردود الفعل عندما تذوقها الجميع، تشجع، ووجد هذه الأجواء تخلق مرحا وبهجة بين أفراد العائلة، حتى أنه شجع أشقاءه على اكتشاف ذاتهم ومواهبهم، وكل يوم يتبادلون الصور والوصفات والنكات والمزح على هذا الموضوع.
اختصاصي علم الاجتماع د. حسين خزاعي، يبين أن فيروس كورونا أظهر مواهب الأزواج ومساعدتهم على إعداد الطعام للأسرة، وعلى طهي حتى الوجبات التقليدية الصعبة، لافتا إلى أن الكثير من العائلات شاركت فيديوهات للرجال ومساعدتهم في المطبخ أو إعداد حلويات خاصة وسلطات وأطباق متنوعة حتى طبخات تقليدية، ومن كان مبدعا أكثر في تزيين المائدة.
فيروس كورونا غير الكثير من المفاهيم، الاجتماعية والثقافية، فشاهدنا الرجال في المطبخ، يتباهون بأطباقهم وكيفية صنعها وترتيبها، حتى لو كانوا سابقا يساعدون زوجاتهم أو أسرهم، إلا أنهم لا يفصحون وتبقى الصور للذكرى الشخصية، أما اليوم بكل الطرق يتم الإعلان عنها واحتكار الوصفات أو التباهي بها ونشرها.
جميع هذه الخطوات والتغيرات في حياىة الأزواج، تساعد على خلق أجواء جميلة ومتينة في البيت والأسرة، ما يجعل التكاتف الأسري والشعور بالآخر شيئا جميلا ومساعدة الزوج للزوجة يجعلهما أقرب وأكثر ودا مع بعضهما بعضا.
ويؤكد الاختصاصي النفسي د. موسى مطارنة، أن التعاون وتقديم المساعدة والمشاركة في المطبخ تغير الحياة بين الأسرة أكثر راحة وتكسر الملل، خصوصا في الحجر الصحي، فالساعات الطويلة بلا خروج، تزيد من شعور الفرد بالملل وقد تزيد الخلافات بين أفراد الأسرة الواحدة، لكن بكسر الروتين وخلق شيء جديد وموهبة تسعد الفرد ومن حوله، يكون هنالك تحد في العائلة وبين الأصدقاء ونقاشات جديدة تعطي طابعا إيجابيا للحياة في الحجر المنزلي.