كورونا.. مطاعيم الأطفال تقي من "ناقل صامت"

مطعوم كورونا للأطفال
مطعوم كورونا للأطفال
منى أبوحمور عمان- في الوقت الذي ما يزال عدد كبير من أولياء الأمور "مترددين" في إعطاء مطعوم كورونا للأبناء الصغار، يؤكد مختصون أن الأمر بات "ضرورة ملحة" تحديدا للفئات العمرية من 12-18 عاما. وذلك لتسريع وتيرة التطعيم بحيث تسبق وتيرة العدوى، وبالتالي المحافظة على الاستقرار الوبائي وديمومة الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

موقف الأهل من مطعوم كورونا للأطفال

فئة من الأهالي، باتت مقتنعة أخيرا، في أن إعطاء الأبناء مطعوم كورونا يرفع مناعتهم ويحافظ على ديموية التعليم الوجاهي. إذ شاركت العديد من المدارس باستفتاء حول رغبة الأهالي بإعطاء الأبناء الطلبة المطعوم من عدمه، خصوصا بعد دخول الأردن رسميا الموجة الثالثة من جائحة كورونا. فيما حالة الاطمئنان التي عاشها أولياء أمور في فترات جائحة كورونا من عدم تسبب الفيروس بخطورة على صحة الأبناء؛ سرعان ما تبددت بعد ظهور متطور دلتا الذي يصيب جميع الفئات العمرية. ولعل الأطفال سجلوا النسبة الأعلى في الفحوصات اليومية بحسب تصريحات وزارة الصحة والتي بلغت ما يقارب 30 % من إجمالي الفحوصات الإيجابية اليومية. حالة الخوف والقلق التي يعيشها الكثير من أولياء الأمور من أن يصاب أحد أبنائهم بفيروس كورونا. وبالتالي نقله إلى الآباء والأجداد؛ دفعت الكثير منهم لأخذ قرار بإعطاء أبنائهم مطعوم كورونا حفاظا على صحتهم.

لقاح كورونا: ما الدول التي تعطي اللقاح للأطفال ولماذا؟

بينما غياب في الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية داخل المؤسسات التعليمية، خصوصا مع تزايد حدة الفيروس، زاد من انتشار المرض، بحسب أبو محمد ولي أمر لطالبتين في الصفين السابع والتاسع. ويقول "للأسف هناك الكثير من الطلبة والهيئات التدريسية غير ملتزمين بالتباعد والكمامة". ويلفت إلى أن إعطاء المطاعيم لطلبة المدرسة يرفع مناعتهم ويقلل من فرص الاصابة، ونقل العدوى إلى الأهالي وكبار السن. ويؤيده في الرأي خالد التميمي الذي قرر إعطاء طفله في الصف الثامن مطعوم فيروس كورونا بعد ارتفاع نسبة الإصابات بالمدارس سعيا منه للحفاظ على صحة العائلة بأكملها. ووجد أولياء أمور أن استمرار عملية التعليم الوجاهي مرهون بتطعيم طلاب المدارس والجامعات باعتبارها مناطق خصبة وفيها نسبة كبيرة من التجمعات.

دعوات للتوعية بأهمية اللقاح

وزير الصحة د. فراس الهواري أكد أن ثلث أولياء الأمور يريدون تطعيم أبنائهم في المدارس. أما الإحصائية التي قامت بها حملة "زودتوها"، فبلغت نسبة أولياء الأمور الذي يؤيدون تطعيم أبنائهم 20 % . في حين طالب باقي أولياء الأمور الاكتفاء بتطعيم المعلمين والكادر الإداري والفني في المدارس، ولم يمانعوا من اشتراط تطعيم أولياء الأمور لاستمرار أبنائهم في التعليم الوجاهي.

دراسة شمول الأطفال بـ”مطاعيم كورونا”

نور هنية بدورها تؤكد نيتها إعطاء طفلها (12 عاما) مطعوم فيروس كورونا، مستغربة الهجوم الكبير على تطعيم الأطفال في الوقت التي تقوم به الدول الكبرى بتطعيم الصغار، ولم ترد أي مشاكل على أخذ اللقاح. استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية خبير الأوبئة الدكتور محمد الطراونة يؤكد الدور الكبير للجامعات والمدارس في زيادة أعداد الإصابات. وبحسبه السبب في ذلك يعود إلى غياب الالتزام الكامل بالإجراءات الوقائية من ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي. فضلا عن منع التجمعات بهذه المنشآت وانخفاض نسبة التطعيم بين هذه الفئات العمرية. وينوه إلى أن كثيرا من الدراسات والأبحاث العلمية أكد على ضرورة تلقيح هذه الفئات العمرية من 12-18 عاما ليتمكن العالم من تسريع وتيرة التطعيم بحيث تسبق وتيرة العدوى. وبالتالي المحافظة على الاستقرار الوبائي وديمومة الحياة الاجتماعية والاقتصادية. ويضيف الطراونة "باتت ضرورة ملحة أن يصل التلقيح إلى فئات أقل عمرا" . ويلفت  إلى العديد من الدراسات التي نشرت حول أهمية تطعيم الأطفال وتمت الموافقة عليها واعتمادها من قبل منظمة الصحة العالمية والمؤسسة الغذاء والدواء الأميركية لإعطاء اللقاح للفئات بين 12-18. كما ويؤكد على ضرورة العمل للوصول إلى وضع وبائي مستقر من خلال تطعيم 80 % من المجتمع لضمان ديمومة العمل والحياة الاقتصادية والتعليم الوجاهي. وينصح الطراونة بدوره السلطات الصحية بزيادة الوعي والتثقيف الصحي بما يتعلق بلقاح كورونا للطلبة وأولياء الأمور. على غرار وبعث رسائل من قبل مختصين في هذا المجال واعتماد التوعية كجزء من الحصص الصفية حتى يتسنى للأهالي الإقبال على المطاعيم. ويلفت الطراونة إلى انتشار متحور دلتا في الأردن بشكل كبير في الأردن يتسبب بضغوطات كبيرة عل المنظومة الصحية. ويبين  أن الأطفال المصابين بهذا النوع من الفيروس يطلق عليهم اسم "الناقل الصامت" ما يعني أنهم ينقلون الفيروس لأهاليهم وأقاربهم وأجدادهم فتزيد نسبة الإصابات والإدخالات في المستشفيات نتيجة الالتهاب الرئوي. وبالتالي الضغط على المنظومة الصحية لاسيما وأن الأردن تحتل المركز الثاني في عدد الإصابات في الشرق الأوسط. ويطالب الطراونة السلطات الصحية بضرورة وقف جميع أشكال التجمعات كالأفراح والمهرجانات وبيوت العزاء بشكل مؤقت وزيادة عدد الفحوصات العشوائية . وذلك لاحتواء الوباء محليا حتى لا يصبح الأردن بؤرة تفشي الوباء في المنطقة والتأثير في الحياة، ووقف النشاطات الاقتصادية والتأثير على استمرارية العملية التعليمية. ويشير الطراونة إلى أنه لا بد في هذه المرحلة من زيادة وتيرة المطاعيم من خلال إعطائه لجميع فئات المجتمع من جهة. إلى جانب زيادة تلقيح الجرعة المعززة من مطعوم كورونا حتى يتمكن الأردن من احتواء الجائحة والمحافظة على استقرار الوضع الوبائي.

 تطعيم الأطفال " حاجة ملحة "

بدوره يبين طبيب مجتمع وصحة عامة وبيئة ووبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني لـ"الغد" أن تطعيم الأطفال في هذه المرحلة الوبائية التي يمر بها الأردن أصبح "حاجة ملحة". وذلك في ظل ارتفاع نسبة الفحوصات الإيجابية اليومية، والتي بلغت نسبتها بين الأطفال من سن 12-18 من 25 % -30 %. ويشير المعاني إلى أن ظهور المتحور دلتا غير الكثير من الحسابات والدراسات التي أثبتت في بداية الجائحة عدم تأثر الأطفال بفيروس كورونا وعدم نقلهم للعدوى. في حين أن هذا المتحور يؤثر على هذه الفئة العمرية ويعرضها للخطر، وبالتالي نقل العدوى للآخرين. ويعرف المتحور دلتا بحسب المعاني بـ"الفيروس الصامت" أي يدخل الجسم. ويبقى فيه دون أن تظهر أعراض وبالتالي لا يتمكن من حوله من أخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإصابة.

 مناعة مجتمعية

وتبدو أهمية إعطاء هذه الفئات العمرية لقاح فيروس كورونا لتعرضها لتجمعات دائمة ضمن أماكن مغلقة في المدارس داخل غرف صفية. وذلك خصوصا في ظل غياب تطبيق الالتزام بالإجراءات الصحية التي اشترطت عودة الطلبة إلى مدارسهم. هذا كله بحسب المعاني انعكس على نسبة الفحوصات الإيجابية وارتفاع نسبة الإصابة بين هذه الفئة. ويؤكد على عدم وجود أي فئة عمرية محمية من هذا الفيروس بعد ظهور متطور دلتا وأصبح من الضرورة تطعيم أكبر فئة من المجتمع للوصول إلى المناعة المجتمع. والوصول للمناعة المجتمعية يتطلب تطعيم 80 % من المجتمع، وهذا يعني ضرورة تطعيم الفئات العمرية مابين 12-18 عاما. فالمجتمع أصبح بأكمله مستهدفا بالتطعيم"، لافتا إلى ضرورة إيجاد طريقة أخرى للحملة الوطنية للتطعيم للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس. لاسيما وان من 200 -230 ألفا من الفئات المستهدفة لم يحصلوا على جرعة أولى من المطعوم. وينوه المعاني إلى أن قبول 25 %-30 % من أولياء الأمور تطعيم أبنائهم بحسب تصريحات وزارتي التربية والتعليم والصحة يعتبر نسبة ضعيفة جدا، ويدل على ضعف الحملات الإعلامية. ويشدد على ضرورة رفع مستوى التوعية لدى أولياء الأمور. وفي هذا السياق، يلفت المعاني إلى دور الحكومة في الوقوف والتفكير في آلية استقطاب المجتمع بكافة فئاته العمرية باعتبارهم معرضين جميعا للإصابة بهذا الفيروس. فالمشكلة في الأردن ليست بتوفر المطاعيم وإنما بالإقبال عليها.اضافة اعلان