"High step" مشروع تطوعي يؤهل كبار السن وذوي الإعاقة رياضيا

"High step" مشروع تطوعي يؤهل كبار السن وذوي الإعاقة رياضيا
"High step" مشروع تطوعي يؤهل كبار السن وذوي الإعاقة رياضيا

ربى الرياحي

عمان- حب الخير والإيمان بالمسؤولية المشتركة والانتماء للوطن هي مبادئ يؤمن بها مجموعة من الشباب الواعد المتطوعين، قرروا أن يحملوا على عاتقهم تأهيل شرائح مختلفة من المجتمع رياضيا، وخاصة كبار السن وفئة ذوي الإعاقة بكل أشكالها.

اضافة اعلان

الإنسانية العالية التي يتمتعون بها كشباب جعلتهم أقرب للناس، إضافة إلى أنها زادت من إحساسهم بالعطاء والمشاركة الفعلية من خلال تأسيسهم مشروع "high step" ووجودهم في الميدان.

صاحبة الفكرة لين حمدان تتحدث لـ"الغد" عن المشروع، مبينة أن الفكرة بدأت بالتشارك مع أحد زملائها في الجامعة ويدعى أمين الأمة صبح، هي ومن خلال دراستها الجامعية في مجال التأهيل الرياضي أدركت نقطة مهمة وهي الارتقاء بصحة أفراد المجتمع ومن كل الفئات. وقد كان التركيز في الدرجة الأولى على كبار السن والأشخاص من ذوي الإعاقة والحوامل وأيضا على المصابين بأمراض مزمنة.

وتبين لين أنهم من خلال مشروعهم "high step" والمأخوذ عن مبادرة عالمية يسعون إلى جعل الرياضة علامة حيوية، إضافة إلى تأهيل فئة ذوي الإعاقة، لافتة إلى أن الفكرة بدأت قبل تسعة أشهر تقريبا وعددهم اليوم كمتطوعين بلغ 84 شخصا.

يشترك هؤلاء الشباب في حب الوطن وخدمة المجتمع، لا يبحثون عن مقابل لما يقدمونه من خير، كل ما يطمحون إليه كخريجين وطلبة ما يزالون على مقاعد الدراسة هو تمكين الناس من الاهتمام بصحتهم ومنح الفرصة لمن يرغب في احتراف رياضة معينة وتأهيلهم ليكونوا لاعبين متميزين على المستويين الدولي والعالمي أيضا. وتنوه إلى أن إمكانية انضمام الأردن إلى المبادرة العالمية في الفترة المقبلة سيكون له بالتأكيد أثر كبير على رفع المستوى الصحي داخل البلد وهذا تحديدا ما يتطلعون إليه كمجموعة.

وترى لين أن إشراك ذوي الإعاقة بالمشروع والعمل على تدريبهم وتأهيلهم، يأتي من إيمانهم بدمج هذه الفئة المميزة بإبداعها وعطائها مع المجتمع لكونهم جزءا مهما منه ومن حقهم التواجد حقيقة في الأنشطة والبرامج التي تحفزهم على النجاح وتقوي من عزيمتهم وإرادتهم. وعبر هذا المشروع يتعاملون مع مختلف الإعاقات كالتوحد ومتلازمة داون والإعاقات الحركية والبصرية والسمعية ويعملون على معالجتهم بالرياضة.

ووفق لين، فإن لديهم في المشروع طبيبا مختصا يقوم بفحص الحالات التي تحتاج لتشخيص دقيق وإطلاع المدربين عليه هناك حتى يستطيعوا إعطاءهم التمارين المناسبة لوضعهم الصحي.

ويقوم المشروع على ست لجان لكل منها عمل محدد تختص به عن غيرها، فهناك اللجنة العلمية ودورها البحث وقراءة الكتب وإعداد ملخصات ترشد المدربين على كيفية التواصل مع الحالات وفهم طباعهم ونفسياتهم حتى يكون بمقدورهم التعامل معهم بسهولة وإفادتهم. واللجنة المالية ومهمتها جمع التبرعات من المتطوعين أنفسهم لعدم وجود جهة تتبنى الفكرة حتى الآن، إضافة إلى اللجنة المختصة بتأمين الأدوات والمعدات واللجنة الخاصة بذوي الإعاقة واللجنة الميدانية.

وتشير لين إلى أن ما يجمعهم اليوم كشباب هو صداقتهم وحبهم للرياضة والتطوع، وهذا كله بالطبع ساعد على خلق أجواء مريحة بين المتطوعين، إضافة إلى قيم وخبرات كثيرة تعلموها من المشروع ومن احتكاكهم بالناس، وتحديدا الأشخاص من ذوي الإعاقة الذين تعلموا منهم الصبر والمثابرة والعزيمة.

أما عن التحديات التي تواجههم كمجموعة تؤمن بالمسؤولية الجماعية وبأهمية الرياضة في تحسين الصحة الجسدية والعقلية والنفسية، فهناك بعض المضايقات التي باتوا يتعرضون لها مؤخرا، كما تؤكد لين، تكمن بالنزول إلى الميدان، وتحديدا المدينة الرياضية، فلم يعد أمرا سهلا والسبب في ذلك عدم وجود جهة تتبنى الفكرة.

غياب الدعم المادي أحد أهم التحديات التي تواجه المشروع، إضافة إلى الحاجة الماسة لمبنى خاص يستطيعون من خلاله تقديم دعم أفضل وخدمات تأهيلية على مستوى عالٍ يشمل كل من يرى في الرياضة وسيلة علاجية وعلى كل الأصعدة.

طموحهم بتطوير الفكرة أكثر والوصول إلى كل شرائح المجتمع وتأهيلهم يدفعهم إلى بذل جهد أكبر، آملين بأن يصلوا إلى حلمهم جميعا وهو إقامة منتجع صحي يعتمد الرياضة كأساس لعلاج كل الأمراض المزمنة خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتتوجه لين بالشكر لكل من آمن بالفكرة وشاركهم الطريق والحلم لكل المتطوعين معها ولمن يجد في العطاء سبيلا لرسم ابتسامة صادقة على وجوه تأبى الحياة وتتمسك بالأمل.