حنان بشارات- في الوقت الذي كشف فيه استشاريان صحيان، أن القولون العصبي ينجم عن مشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب، أشاروا إلى أن هناك حالة صحية شائعة تصيب الأمعاء الغليظة وتسبب تقلصات وانتفاخًا في البطن، إضافة لتغير في نمط حركة التجويف المعوي، التي من أسبابها تضخم في البكتيريا الطبيعية الموجودة في الأمعاء، وحساسية الطعام والعامل الوراثي.
ورغم تباين آراء الخبراء على مسمى محدد لمرض القولون ما بين متلازمة القولون المتهيج ومرض الأمعاء سريعة التهيج والقولون العصبي أو اضطراب التفاعل بين القناة الهضمية والدماغ، إلا أنه مهما اختلفت المسميات، فإن هذا المرض بات الأكثر انتشاراً في الوقت الحالي.
وفي السياق، قالت استشارية أمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتورة ميسم عكروش لـ"الغد"، إن مسمى القولون العصبي غير دقيق علمياً وغير مقبول أن يكون كتشخيص، وأن المقصود بمتلازمة القولون المتهيج هو أن هنالك ظروفا معينة تزيد من إفراز سيالات عصبية من الدماغ تؤثر على القولون وتؤدي الى نفخه، وأن القولون والأحشاء لا تتألم عادة إلا بحالتين؛ حالة النفخ وحالة نقص الأكسجين عليها.
وأشارت عكروش، إلى أن هناك أسبابا علمية كثيرة يجب أن يتم استثناؤها عند حدوث أي من الأعراض المتهمة بمسمى القولون العصبي، مثل أي تغير على حركة الأمعاء ما بين إسهال وإمساك أو أي ألم أو نفخة وغازات، وأي تغيير على لون البراز يمكن أن تكون له أسباب بعضها بسيط وله علاج عرضي، وبعضها يكون بسبب إصابة مرضية ويحتاج الى علاج طبي، وبعضها يمكن أن يكون حديث المنشأ يقرع جرس الإصابة بالأورام.
وقالت إنه من المهم أن يتم تصنيف الأعراض حسب عمر المريض وظروفه وعمله وصحته، ومن الضروري أن نتنبه الى أن غياب بعض الأعراض يقرع جرس الأورام مثل أي شيء يؤثر على وزن المريض وشهيته ومسببات فقر دم أو النزيف.
وأضافت عكروش "مع التقدم بالعمر؛ أي فوق الخامسة والأربعين، يصبح المريض بحاجة الى تنظير قولون للمسح الطبي (الاحترازي) للتأكد مما إذا ما كانت هناك أي إصابة، فمن الممكن عندها كشفها قبل أن تتحول فيما بعد الى أورام يتوجب استئصالها".
وشددت على ضرورة معرفة أن هناك أمراضا تحسسية تحدث في الأمعاء، وأخرى عضوية مثل التهاب القولون التقرحي والتهابات بكتيرية وأمراض مزمنة مثل السل.
وتابعت عكروش "يمكن أن يصيب القولون أمراضا أخرى من أجهزة أخرى بالجسم مثل أمراض الأجهزة الرئوية".
وقالت إن هناك أدوية يتم الحصول عليها من الخارج من الممكن أن تحدث مشاكل بالقولون، علينا أخذ الحيطة والحذر في حال كان أحد أفراد العائلة مصابا بأي أورام.
ونوهت إلى أن الأدوية المضادة للالتهاب التي يحصل عليها المرضى للأوجاع والتهابات المفاصل أو غيرها، تؤثر على القولون بصفاته الميكروسكوبية وتمنع الامتصاص وتسبب إسهالات، معتبرة أن بعض حالات القولون تكون أسبابها نفسية مثل القلق والاكتئاب.
واستطردت بالقول إنه من الممكن أن يعكس إصابة القولون إما سوء امتصاص أو تهريب دم بسبب وجود أمراض داخلية في الأمعاء والقولون.
وبدوره، قال استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتور نعيم أبو نبعة، إن الأمعاء السريعة التهيج أو ما يسمى بالقولون العصبي، هي ظاهرة وظيفية غير عضوية تتميز بمجموعة من الأعراض التي تدل على اضطراب في الجهاز الهضمي في غياب أي مرض عضوي، ومردها النشاط غير الطبيعي في عضلات الأمعاء.
وأضاف أبو نبعة، أن الأعراض تختلف من مريض لآخر، وقد تختلف لدى المريض نفسه من وقت لآخر، مثل ألم بطني، وهي أكثر الأعراض شيوعاً، وقد يكون الألم شديداً في بعض الحالات، وقد يدوم لساعات أو أيام، وعادة ما يظهر بعد تناول الطعام الذي يزيد الضغط داخل القولون.
وتابع "في حالة القولون العصبي، قد يعاني المريض من الإمساك أو الإسهال أو من التغير المستمر بين الاثنين، وقد تفصل بين النوبات فترات من الإخراج الطبيعي".
وشدد على ضرورة التذكير بأن الإسهال الليلي الذي يوقظ المريض من نومه غالباً ما يكون نتيجة مرض عضوي في الأمعاء، وليس نتيجة القولون العصبي.
وأكد أن هناك أعراضا أخرى مصاحبة مثل عسر الهضم التي قد تتمثل بغثيان، تقيؤ، حموضة، وقد يعاني المريض من الصداع ونقص بسيط في الوزن.
وأشار الى أن الشعور بالانتفاخ هو أحد أعراض القولون العصبي، وعادة ما يكون في المنطقة السفلى من البطن، وهذا الشعور بالانتفاخ قد يستمر في الازدياد أثناء النهار وعادة ما يعاني منه غالبية المرضى.
ونوه الى أن على الشخص الذي يعاني من الأعراض مراجعة الطبيب للكشف عليه سريرياً، وبعد ذلك يتم عمل فحوصات مخبرية متنوعة وإشعاعية، وقد يحتاج لإجراء تنظير للجهاز الهضمي للتأكد من أنه خال من أي مرض عضوي، بعدها يمكن تشخيصه بالقولون العصبي بعد استبعاد الأمراض العضوية.
وأوضح أبو نبعة، أن المريض المشخص بالقولون العصبي عليه مراجعة الطبيب كل ستة أشهر أو كل سنة، للتأكد من أنه لا يوجد مرض عضوي.
وأشار الى خطورة القلق والاكتئاب في حالات القولون، باعتبارها أحد المسببات.
ويعرف القولون العصبي بأنه حالة صحية شائعة تصيب الأمعاء الغليظة وتسبب تقلصات وانتفاخًا في البطن، إضافة لتغير في نمط حركة التجويف المعوي، التي من أسبابها تضخم في البكتيريا الطبيعية الموجودة في الأمعاء، وحساسية الطعام والعامل الوراثي وبعض المشكلات النفسية، مثل القلق والاكتئاب.