توصلت دراسة جديدة إلى أن المزيد من الأطفال، والمراهقين، والشباب، يعانون من القلق، لكن عددًا أقل منهم يتلقون العلاج المناسب. بحسب ما نشر موقع "سي ان ان العربية".
ونظرت دراسة جديدة في بيانات من المسح الوطني للرعاية الطبية المتنقلة بين العامين 2006 و2018، وقيمت زيارات الطبيب في العيادة لمعرفة عدد من شخصوا باضطراب القلق وماهية العلاج، إن وجد. وتراوحت أعمار المرضى الذين تمت دراستهم بين 4 و24 عامًا.
وكشفت الدراسة المنشورة في مجلة Pediatrics التابعة للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال الإثنين الماضي، أنه في حين زاد عدد الزيارات بسبب القلق من 1.4 % في الفترة الممتدة بين العامين 2006 و2009، إلى 4.2 % بين العامين 2014 و2018، فإن نسبة الزيارات العلاجية، انخفضت.
كما أن البيانات التي خضعت للتحليل في هذا الاستطلاع، الذي ما برح يشرف عليه المركز الوطني للإحصاءات الصحية، كشفت عن زيادة احتمال تناول المريض للأدوية بمفرده بهدف علاج القلق من دون خضوعه لعلاج بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
وأظهر البحث ما أفاد به مقدمو رعاية الصحة العقلية، ومفاده بأن القلق لدى الشباب يزداد سوءًا في الولايات المتحدة، كما قالت الدكتورة لورا تشافيز، المؤلفة الرئيسية للدراسة، والباحثة الرئيسية لدى مركز أبحاث المساواة في صحة الطفل والنتائج بمستشفى نيشن وايد للأطفال في كولومبوس، بولاية أوهايو الأمريكية.
ورأت الدكتورة لاتا ماكجين، أستاذة علم النفس في جامعة يشيفا بمدينة نيويورك الأميركية، غير المشاركة في الدراسة، أن نقطة ضعف الدراسة تكمن في أنها على الأرجح تغطي جزءًا من المشكلة فقط.
وأوضحت ماكجين، وهي من بين مؤسسي "Cognitive & Behavioral Consultants" في وايت بلينز، بمدينة نيويورك الأميركية، أنه في حين شملت الدراسة الأشخاص الذين يأتون للعلاج، هناك العديد من الأشخاص الذين لم يأتوا أبدًا إلى الطبيب. وهناك أشخاص كثيرون لا يحصلون على أي شيء".
لماذا نحتاج إلى العلاج؟
وقالت ماكجين: "إن البيانات المتعلقة بالعلاج مثيرة للقلق، لأن الأدلة الموجودة تبين أن العلاج هو أفضل طريقة لعلاج القلق، بالنسبة لغالبية الناس".
وأضافت، أن غالبية الشباب لا يتلقون أي نوع من العلاج، رغم أن العلاج مثل العلاج السلوكي المعرفي، أو العلاج المعرفي السلوكي، يمثل خط دفاع في خط المواجهة ضد القلق.
وأشارت ماكجين، إلى أنه في الحالات الشديدة التي يستفيد فيها المرضى من الأدوية، فإن أفضل الممارسات تقول: "إن هؤلاء المرضى يجب أن يخضعوا لتدخلات دوائية وعلاج نفسي".
وتابعت، أن تناول الدواء باعتباره الشكل الوحيد من العلاج قد يعني الاستمرار في تناوله لفترة طويلة.
وشرحت ماكجين أن "حقيقة أنهم لا يتلقون العلاج يشير إلى أنهم في الأساس لا يتعلمون أي أدوات للتعامل مع القلق بمفردهم"، مضيفة أن هذا الواقع مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة للشباب الذين ما يزالون يتطورون بيولوجيًا واجتماعيًا.
ومن جهتها، قالت الدكتورة أريانا هويت المديرة التنفيذية لمؤسسة "On Our Sleeves"، وهي مبادرة لمستشفى "Nationwide Children’s Hospital" التي تدافع عن صحة الأطفال العقلية: "إن التعايش مع حالات مثل القلق والاكتئاب يمكن أن يشعر الفرد وكأنه يسبح في محيط".
وأضافت هويت، غير المشاركة في البحث، أن العلاج يهدف إلى تعليمك السباحة، لكن أحيانًا تغرق نتيجة الإرهاق من عبور التيارات، وتحتاج إلى عوامات للمساعدة.
ولفتت هويت إلى أن "هذا ما يمكن أن يفعله الدواء. إذ يتيح لك الحصول على هذه العوامات، ويمنحك هذه الاستراحة. ويريحك من شدة الأعراض، ولكن بعد ذلك عليك الخضوع للعلاج بغية تعلم الأدوات اللازمة وكيفية التعامل والتعايش مع هذه الحالة".
وقالت تشافيز: "إن العلاج الأكثر فعالية قد يساعد في مواجهة تحديات الصحة العقلية المتزايدة لدى الشباب".
اقرأ أيضاً:
القلق المرضي لدى الأطفال: التشخيص والأعراض والعلاج