زفاف الحسين.. أجواء الفرح تعم كل بيت أردني

المباني تتزين بعبارات التهنئة وصور سمو ولي العهد استعدادا لحفل زفافه- (تصوير: ساهر قداره)
المباني تتزين بعبارات التهنئة وصور سمو ولي العهد استعدادا لحفل زفافه- (تصوير: ساهر قداره)

تتزين شوارع المملكة على امتداد محافظاتها بالصور والأعلام احتفاء بزفاف ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، والذي يرى فيه الأردنيون "عرسا لكل بيت أردني"، فمع اقتراب موعد الحفل المقرر في الأول من حزيران، تعمد الكثيرون على تزيين شرفات المنازل وغالبية واجهات المحلات التجارية بالصور وعبارات التهنئة لسموه ابتهاجا بهذه المناسبة السعيدة.

اضافة اعلان

 

  وفي المملكة، تداخلت الاحتفالات بعيد الاستقلال مع التحضير لمراسم حفل الزفاف، الذي بات ينثر الفرح في مختلف المناطق، بل إن كثيرا من الجهات الشعبية من الجمعيات والتجمعات العشائرية "الدواوين" باتت تتحضر لفعاليات فرح "الحسين" وتعميم مظاهر الفرح في كل منطقة وبيت.


مواقع التواصل الاجتماعي، عجّت بما يدور على أرض الواقع في المحافظات، ما بين بيوت شعرٍ منصوبة لاستقبال المحتفين كل بمنطقته، وعائلات تنشر صوراً لمداخل البيوت والشرفات تحمل عبارات تهنئة موجهة للعائلة الهاشمية بمناسبة زفاف ولي العهد.


صور ولي العهد الحسين والآنسة "رجوة آل سيف"، باتت الأكثر تداولاً خلال الأيام الماضية، والتي تعتبر أحد التجهيزات للفرح الملكي، الذي بدأت فعلياً منذ أيام، من خلال "حفل الحنة" الذي أقيم في قصر رغدان العامر، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو وصور للحفل، أثارت مشاعر الفرح وزادت من تفاعل الأردنيين بتحضيرات الحفل، سواء في بيوتهم وعلى حساباتهم الإلكترونية.


أهازيج وأغانٍ تُسمع من المحلات التجارية والمجمعات، وعلى مكبرات الصوت في المدارس كذلك، يحتفلون بزفاف الحسين، بالتزامن مع عيد الاستقلال، بيد أن رئاسة الوزراء أعلنت تأجيل العديد من الاحتفالات العامة المقامة بمناسبة عيد الاستقلال، والتي اعتادت المؤسسات على تنظيمها كل عام.


وعلى طول مسار الموكب الملكي للزفاف المقرر في الأول من حزيران القادم، قامت المحال التجارية والمؤسسات، والمنازل كذلك، بوضع صور للأمير حسين والآنسة رجوة، بشكل عفوي ليزيد من جمال الموكب الملكي، ومنهم من يستعد للوقوف في الشارع العام للاحتفال في ذات اليوم، عدا عن بعض الشركات الكبرى التي تستعد لنصب خيام الفرح، من باب المشاركة المجتمعية، في تنظيم احتفالات الوطن بـ "فرح الحسين".


عبارة أو هاشتاج #نفرح-بالحسين، هو الأبرز خلال هذه الفترة، والتي زاد من انتشارها "ترويسها" للكثير من الصور والعبارات التي تحتفي بالزواج الملكي، إلى جانب انتشار كثير من الأعلام في الشوارع وبوابات المحال التجارية وشرفات المنازل، وقد اعتمدت مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية هذا الهاشتاج للحديث عن احتفالات المملكة بزفاف ولي العهد، ليصار إلى تعميمه في كل فعالية تتعلق بهذا الحفل.


وعبّر مرتادون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن فرحهم "بزفاف الحسين": أن كل ما يقوم به الأردنيون من فعاليات لزيادة معالم هذا الفرح الأردني، هي عبارة عن تعبير عن الفرح والمشاركة، وصورة من صور الاستقبال للضيوف المشاركين في هذا الحفل الكبير.


بالإضافة إلى ذلك، فإن إطلاق العشرات من الأغاني الوطنية المخصصة لهذه المناسبة، وقد زادت من بهجة مظاهر الفرح في الشوارع والمجمعات التجارية، وحتى في المؤسسات التربوية، والتي عمد إلى إطلاقها مجموعة من الفنانين الأردنيين، لتبثها العديد من القنوات والمحطات الإذاعية.
كما شهدت سماء العاصمة عمان خلال الأيام الماضية، عروضا لطائرات الدرون التي رسمت شعار الاحتفال الخاص بزفاف ولي العهد، والتاج الملكي، ولقيت استحسانا وفرحا بين المواطنين، الذين سارعوا إلى تصويرها ونشرها عبر حساباتهم، وكذلك تدوينها بعبارات الفرح والتهنئة لـ "الأمير حسين".


التجهيزات الوطنية "الرسمية" ما تزال على قدمٍ وساق في مختلف الأماكن، في ذات الوقت الذي يقوم به المواطنون بالتجهيز للحفل الذي يتواءم مع العادات والتقاليد الأردنية، ما يجعل تفاصيل الحفل قريبة من الأردنيين، بشعبيتها وأغانيها، زاد من تفاعل المواطنين معها كذلك ما تم بثه من مقاطع لمشاركة ولي العهد حفل "السامر" الذي أقامه زملاؤه في الجيش الأردني، وبحضور الأمير هاشم، بأجواء حميمية وقريبة من كل أردني.


الملكة رانيا، كانت قد شاركت عبر حساب الإنستغرام أغنية لفرقة "جماعة خير" مهداة للأمير حسين بمناسبة زفافه، وقد حملت الأغنية الكثير من المعاني الأبوية وبكلمات "أردنية"، وأيضا أغنية للفنان نجم السلمان بعنوان "زفة الأمير حسين"، وطرح الفنان عيسى السقار أغنية بعنوان "زفة الأمير حسين"، كما شارك الفنان حمدي المناصير بأغنية شعبية مخصصة لحفل زفاف الأمير حسين.


أن تتحول المناسبة الوطنية والعرس الملكي إلى "عرس وطني" ومناسبة اجتماعية هي من ضمن ميزات المجتمع الأردني، والعلاقة التي تربطه بالنظام الملكي، وفق أخصائي علم الاجتماع الدكتور محمد جريبيع، حيث تحرص العائلة المالكة على مشاركة الأردنيين أفراحهم من خلال الدعوات التي يتم تقديمها لمختلف أطياف المجتمع وفتح المشاركة بمختلف أشكال التعابير المتاحة عن الفرح، والتي تجعل كل فرد في الأردن من ضمن تفاصيل الفرح الأردني.


ويضيف جريبيع، أن الأفراح المرتبطة بالعائلة المالكة ومشاركة المجتمع فيها تعكس العلاقة القوية ما بين النظام والشعب، وتكون اختبارا للمحبة والثقة المتبادلة، وطريقة الاحتفال التي تقوم بها الأسرة الهاشمية تعكس مدى انخراطها بالثقافة والعادات والتقاليد الأردنية، وتعكس كذلك الهوية الوطنية التي تجمع كل أفراد الشعب حولها. ويرى جريبيع أن هذه المناسبة تحمل مجموعة من الرسائل الوطنية والاجتماعية، أولها أن كل مكونات المجتمع الأردني تجمعهم هوية وطنية واحدة، وثقافة وقيم مشتركة، وأن هناك قواسم مشتركة كثيرة بين النظام والشعب، بغض النظر عن مواقعهم، وما ظهر في فرح الحسين من "نكهة أردنية خالصة" ولّد إحساسا لدى الأردنيين أن هذا الحفل كأنه يتعلق بكل بيت أردني، وهذا أمر يعتبر من أجمل الأمور التي يتحدث بها العالم حول ما يحدث الآن من أجواء فرح "أردنية".


وكما يقول جريبيع فإن المناسبات والأفراح الوطنية الأردنية هي جزء من المنظومة المجتمعية في الوطن، وأن يشعر كل شخص على الأرض الأردنية أنه جزء من هذا الحفل، فإن ذلك ينمي لديه الروح الوطنية وحب الوطن والانتماء إلى كل جزء فيه، ليكون الفرح معمماً على كل بقعة فيه، وتبدو تلك المظاهر من خلال الفعاليات التي يتم ترتيبها أو أن تكون بشكل عفوي من قِبل المواطنين.


وما يلفت النظر بحسب جريبيع، "هو التفاصيل الصغيرة المتعلقة بالفرح، سواء أكانت من خلال الأغاني أو المفردات المتداولة أو الفرق المشاركة والطريقة التي أُستخدمت بها في حفل زفاف ولي العهد، زادت من تقارب الشعب بنظامهم الملكي، واللحمة في المجتمع الأردني، ونحن بأمسّ الحاجة إلى مثل هذه المناسبات التي تزيد من المشاعر الوطنية المشتركة".

 

اقرأ أيضاً: 

زفاف الحسين ورجوة على أهم وسائل الإعلام العالمية