مادبا- حينما يجد الإنسان شغفه في مهنة يتقنها ويطلق فيها كل إبداعاته ويتعلم منها كل ما هو جديد، يشعر أنه وجد طريقه الذي لطالما بحث عنه.
سجى أنور أبو الحاج، تعثرت فيها السبل منذ ثلاثة عشر عاما وهي تبحث عن وظيفة تساعدها على إعالة نفسها وعائلتها، لتجد نفسها تخط طريقا آخر بالتعلم والتجريب وصولا لإنشاء مشروعها الخاص بصناعة الصابون ومستحضرات تجميلية، كلها مصنوعة من مواد طبيعية.
منذ ذلك الحين، وأبو الحاج تتعلم وتخضع لدورات تدريبية عديدة لكي يكون ما تصنعه آمنا، وينال استحسان الزبائن ممن أبدوا إعجابهم بما تصنعه يديها.
انهمكت أبو الحاج في صناعة مستحضرات التجميل في مدينة مادبا، وأصبحت هذه المهنة بالنسبة إليها تدر عائدا ماديا جيدا، وكانت انخرطت في دورات متخصصة في هذا المجال بعمان عن طريق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، وفق ما ذكرته لـ"الغد".
ارتأت أبو الحاج من صناعة مستحضرات التجميل والصابون الطبيعي وسيلة لتحقيق مبتغاها في إنشاء معمل منزلي لهذه الغاية، إذ تصنع فيه تلك المستحضرات، معتمدة على قدراتها وتعلمها الدائم في هذا المجال.
ولاقت أبو الحاج دعماً من زوجها بتخصيص جزء من المنزل للعمل فيه على استكمال ما بدأته في بيت أهلها وفق ما قالت، فهو متفهم لعملها ويشجعها وساعدها كثيراً طيلة امتهانها هذه الصناعة، والتي تحلم بالاستمرار في تطويرها، لتصبح "ماركة مميزة"، ولها اسم كبير في السوق. واستطاعت (أم طارق)، أن تكتشف وتبدع بعالم صناعة مستحضرات التجميل الذي عاد عليها بالفائدة الكبيرة على مدى سنوات مضت.
تقول: "لم يكن المشوار سهلاً، إنما حب وشغف العمل جعلني أتجاوز الصعوبات وأتخطاها". معتمدة على مواقع التواصل الاجتماعي في تسويق منتجات مشروعها، وإيصال الطلبيات.
في البدايات مع هذه الصنعة أو الحرفة بتشكييل قطع (الصابون الطبيعي)، قامت بتحويل غرفتها الصغيرة إلى معمل لاستخدام الزيوت الخاصة بالشعر وصناعة الصابون.
وتقول: "بالإرادة والعزم واصلت طريقي، خصوصا بعد أن وجدت رواجاً للمنتجات التي أصنعها من قبل المقربين والأصدقاء".
وفي خضم رحلة عمل استغرقت ثلاثة عشر عاما، نجحت خلالها (أم طارق) بإنتاج أصناف من الصابون الطبيعي، لطرحها في الأسواق المحلية، ومع ازدياد الطلب فكرت في توسيع مشروعها خطوة بخطوة.
تشرح، "لم أكتف بإنتاج الصابون بأشكاله التقليدية وإنما عمدت إلى إضفاء لمسات جمالية"، معتمدة على مواهبها الفنية في زخرفة تلك المنتجات بألوان وتصاميم مختلفة، مما ساعد على رواج بضاعتها.
وتشير (أم طارق) إلى جميع أصناف الصابون ومستحضرات التجميل والكريمات بأنها مصنوعة من مواد طبيعية 100 %، من الزيوت، كما تستخدم مادة الجلسرين الخام لصناعة الصابون، إضافة إلى مواد طبيعية تتكون من زيوت طبيعية مثل: زيت الزيتون، زيت الحبة السمرا، زيت ورق الغار، زيت اللوز الحلو، وجميع أنواع الزيوت حسب رغبة الزبون باختياره، بخاصة صابون زيت الزيتون البلدي، الخالي من المادة الكيميائية، ليساعد على نعومة البشرة، والنضارة ويمكن للجميع استخدامه بغض النظر عن العمر.
وتوضح تفاصيل المكونات التي تدخل في تصنيع زيت الشعر، فقد أكدت أن المواد المستخدمة لزيت الشعر تتكون من: زيت الحشيش الأفغاني الأصلي الخام، وزيت جوز الهند، زيت إكليل الجبل، زيت الأرغان الخام، زيت الثوم، وجميعها مواد طبيعية ولها فوائد علاجية لاقت استحسانا من قبل الزبائن.
تختتم أم طارق حديثها بالقول: "أسعى إلى تطوير مشروعي بأصناف جديدة أخرى، لافتة إلى أن حلمها أيضا هو توظيف عدد من النساء لكي يستطعن إعالة أنفسهن وعائلاتهن ويصبح لديهن خبرة في هذا المجال".
اقرأ أيضاً:
حوراني.. إبداع في تشكيل قطع الصابون العلاجي والمعطر الخاص بالمناسبات