وأكدت الوزارة تضامن المملكة مع الجمهورية التركية الشقيقة، ورفضها واستنكارها التام لجميع أشكال العنف والإرهاب، والتي من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار، معربة عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
الى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس، إن بلاده تحتاج إلى وقت وظروف مناسبة للتدخل العسكري مرة أخرى لضرب المسلحين على حدودها الجنوبية، كما علق أردوغان على هجوم أنقرة قائلا: "إن التنظيمات الإرهابية لن تحقق هدفها أبدا".
وأضاف أردوغان، عبر ترجمة رسمية نقلها تلفزيون "تي آر تي" خلال كلمته في افتتاح الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان، إن على المسلحين "أن يتذكروا أننا قد نأتيهم على حين غرة".
وتابع قائلا "تركيا أنشأت شريطا أمنيا على الحدود الجنوبية للبلاد بعمق 30 كيلومترا لضمان أمنها"، مشيرا إلى أنه "عندما تكون الظروف مناسبة سنتدخل عسكريا مرة أخرى لضرب الإرهابيين في عقر دارهم".
وأضاف "لم ينجح الأوغاد الذين استهدفوا سلامة وأمن مواطنينا في تحقيق مبتغاهم، ولن ينجحوا أبدا".
من ناحية أخرى، قال الرئيس التركي إنه يهدف إلى صياغة دستور مدني جديد للبلاد، داعيا جميع الأحزاب السياسية للنظر في المشاركة في ذلك.
ووصل أردوغان إلى مقر البرلمان في العاصمة أنقرة بعد ساعات من الهجوم الانتحاري.
وفور سماع دوي الانفجار وإطلاق النار، سارعت قوات الأمن بالتوجه إلى المنطقة وإغلاق الشوارع المؤدية إلى موقع الهجوم واتخاذ تدابير أمنية واسعة.
وأفادت وزارة الداخلية بأن "إرهابيين اثنين وصلا على متن مركبة نحو الساعة 09:30 صباحا (06:30 بتوقيت غرينتش) أمام بوابة الدخول إلى الإدارة العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية ونفّذا عملية تفجير".
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا- إن الهجوم نفذه مسلحان يستقلان مركبة قام أحدهما بتفجير نفسه وتمكنت قوات الأمن التركية بالتصدي للمسلح الثاني وإطلاق النار عليه.
وقالت وسائل اعلام إن السلطات التركية تتحدث عن أن مخطط المسلحين كان شن هجوم أوسع مما تم تنفيذه، لكن قوات الأمن التركية أحبطت ذلك.
وقالت وسائل إعلام تركية رسمية إن مكتب المدعي العام في أنقرة فتح تحقيقا في الهجوم.
وأعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن التفجير، وتوجه السلطات التركية في العادة أصابع الاتهام في مثل هذه الهجمات إلى حزب العمال الكردستاني أو تنظيم "داعش".
وكتب وزير الداخلية التركي على منصة إكس "كفاحنا سيستمر حتى يتم تحييد آخر إرهابي"، في حين أكد رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش أن "تركيا وشعبها لن يمنحا الفرصة للخونة وسيتم مكافحة الإرهاب بروح الوحدة والتضامن". وشدد رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية على أن "تركيا لن تسمح أبدا للإرهاب بأن يتحكم في سياستها وستواصل حربها ضده".
هجمات سابقة
وتعرضت تركيا إلى هجمات وتفجيرات على مدار السنوات الماضية، ومن أبرزها عملية التفجير في إسطنبول في 14 تشرين الثاني(نوفمبر) عام 2022 التي راح ضحيتها 6 قتلى وأكثر من 80 جريحا.
وفي الأول من كانون الثاني(يناير) 2017، قتل 39 شخصا بينهم 27 أجنبيا، وجرح 79 آخرون في إطلاق نار في ملهى "رينا" الشهير في إسطنبول. وتبنى تنظيم "داعش" الاعتداء. وكانت المرة الأولى التي يعلن فيها التنظيم مسؤوليته عن هجوم في إسطنبول، علما أن أنقرة نسبت إليه هجمات أخرى.
في العاشر من كانون الأول(ديسمبر) 2016، أسفر اعتداء مزدوج قرب ملعب بشكتاش عن 47 قتيلا، بينهم 39 شرطيا، و160 جريحا.-(وكالات)