عواصم - فيما أعلنت السلطات الأوكرانية حالة التأهب الجوي في العاصمة كييف ومقاطعات خيرسون وميكولايف وأوديسا وزاباروجيا، للتحذير من ضربات جوية وصاروخية روسية، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن بلاده مستعدة للتفاوض مع كل أطراف الصراع الأوكراني.
وأضاف في مقابلة تلفزيونية "أعتقد أننا نتحرك في الاتجاه الصحيح، ندافع عن مصالحنا الوطنية ومصالح مواطنينا وشعبنا، وليس لدينا خيار آخر غير حماية مواطنينا".
وتابع "نحن مستعدون للتفاوض مع كل الأطراف المعنية بشأن حلول مقبولة، لكن الأمر يعود لهم، لسنا من يرفض التفاوض لكن هم من يرفضونه".
وأضاف بوتين أن سلطات كييف أثارت الصراع عبر القيام بأعمال عسكرية "قاسية" ضد المدنيين، ما اضطر بلاده للدفاع عنهم. كما أكد أن هدف موسكو الوحيد هو توحيد الشعب الروسي، مشيرا إلى أن سياسة خصوم روسيا تقوم على مبدأ "فرق تسد".
وقال بوتين إن روسيا ستكون قادرة على تدمير منظومات باتريوت للدفاع الجوي إذا سلمتها واشنطن لكييف، وذلك عقب أيام من إعلان واشنطن موافقتها على تزويد حليفتها كييف بتلك المنظومات المتطورة للحد من تهديد الطيران الروسي والصواريخ "الخارقة" التي تتفاخر بها موسكو.
وهذه ليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس الروسي عن إمكانية التفاوض على حل الصراع في أوكرانيا المستمر منذ 10 أشهر، إلا أن كييف تصرّ على أنها لن تقبل التفاوض وتنهي القتال إلا عندما تنسحب القوات الروسية مما تصفه "بالمناطق المحتلة".
في غضون ذلك كشفت أوكرانيا عن تحرك عسكري قرب حدودها مع بيلاروسيا، وأعلنت تجدد القصف الروسي على خيرسون.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن كتيبتين للدبابات وكتيبة بنادق اقتربت من الحدود الأوكرانية عبر أراضي بيلاروسيا، وذلك في إطار تدريبات يجريها الجيش الروسي هناك.
من جهته، قال قائد القوات المشتركة في الجيش الأوكراني سيرهي نايف، إن قوات بلاده أجرت تدريبات تحاكي مواجهة عمليات إنزال جوي لمجموعات استطلاع روسية من أراضي بيلاروسيا.
وأوضح أن التدريبات الأوكرانية تأتي ردا على التحركات التي يقوم بها الجيش الروسي في مناطق بيلاروسيا المتاخمة لأوكرانيا.
في المقابل، نفى ميخائيل غالوزين نائب وزير الخارجية الروسي أن يكون الاتحاد العسكري بين بلاده وبيلاروسيا موجها من أجل الحرب في أوكرانيا. وقال إن مهمة هذا الاتحاد صد أي عدوان محتمل ضد أراضي بيلاروسيا الحليفة لموسكو.
وكان غالوزين قد قال إن منظومتي الدفاع الجوي "إس-400" و"إسكندر" اللتين قدمتهما موسكو لمينسك تأتيان في إطار تحسين القدرات القتالية للجيش البيلاروسي وزيادة كفاءة نظام الدفاع الجوي الروسي البيلاروسي المشترك.
في غضون ذلك، أعلنت الإدارة العسكرية الأوكرانية مقتل 10 أشخاص وجرح 55 آخرين في تجدد القصف الروسي على أحياء عدة في مدينة خيرسون.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن القصف الذي وصفه بالوحشي انتقام من سكان المدينة لمقاومتهم "الاحتلال"، مضيفا أن بلاده سيكون بمقدورها منع مثل هذه المآسي حال حصولها على صواريخ ومدفعية بعيدة المدى.
ومن جهتها، وصفت السفيرة الأميركية في أوكرانيا بريجيت برينك الهجوم الروسي على خيرسون بالوحشي.
ودعا رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية في مقاطعة خيرسون ياروسلاف يانوشيفيتش السكان لإخلاء المقاطعة بسبب استمرار القصف الروسي والانقطاع المتواصل للمياه والكهرباء.
وقال يانوشيفيتش إن السلطات ستوفر أماكن لكل من يغادر المدينة التي تواجه إرهابا حقيقيا، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية شنت أكثر من 90 هجوما من منصات إطلاق صواريخ متعددة على مقاطعات عدة في البلاد، لا سيما مقاطعة خيرسون التي شهدت قصفا مكثفا على وسط المدينة وقتل فيه 10 مدنيين وأصيب العشرات.
وأضافت أن الروس يكثفون جهودهم للقيام بعمليات هجومية في مناطق شرق البلاد، لا سيما باتجاهي باخموت وليمان وأفدييفكا، كما يسعون إلى تحسين موقفهم باتجاه كوبيان، مؤكدة أن قواتها تعمل على صد الهجوم الروسي على أكثر من جبهة.
من جهته، أكد الجيش الأوكراني أن قواته نفذت خلال الساعات الماضية 4 غارات على مواقع تمركز القوات الروسية، كما ضرب 4 نقاط تحكم ومناطق تركز أنظمة صاروخية من نوع "إس-300".
في المقابل، أعلنت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن القوات الأوكرانية استهدفت أحياء سكنية في المقاطعة. وبثت لقطات لما قالت إنها تدمير نقطة مراقبة أوكرانية في منطقة دزيرجينسكي شرقي البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات بلادها قضت على نحو 200 عسكري أوكراني خلال عمليات عسكرية نفذتها في عدة مقاطعات خلال يوم الجمعة. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف إن سلاح الجو أسقط مقاتلة أوكرانية و3 مروحيات في مقاطعة دونيتسك.
من جانب آخر، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن الحرب في أوكرانيا "لا يبدو أنها ستنتهي بسهولة".
وأضاف أكار الذي يؤدي بلده العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) دور الوسيط في النزاع بين جارتيه المطلتين على البحر الأسود "لن يكون من الخطأ القول إنه رغم حسن نوايانا ودعواتنا لوقف إطلاق النار، من المرجح أن تستمر الحرب عام 2023".
وأقر، خلال مؤتمر صحفي في أنقرة، بأن "هذه الحرب لا يبدو أنها ستنتهي بسهولة"، بسبب المساعدات العسكرية الغربية لكييف والتصميم الذي تبديه موسكو لتحقيق أهدافها.
وختم أكار بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، "على الأقل وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية. ثم وقف دائم لإطلاق النار ثم محادثات سلام"، وفق ما ذكر.-(وكالات)