وفي ظل غياب المساءلة الدولية؛ فإن انتهاكات الاحتلال في تصاعد خطير بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، من حصار وتدمير وقصف بالطائرات للمخيمات، وإطلاق العنان لعصابات المستعمرين لتنفيذ عملياتهم العدائية العنصرية بحق الفلسطينيين.
ويزداد عنف المستوطنين المتطرفين ضد مدينة القدس وفي أنحاء الضفة الغربية، على غرار اعتداءاتهم الوحشيّة أمس بحق الفلسطينيين في مدينة الخليل، تحت حماية قوات الاحتلال، مما أدى لاندلاع المواجهات ووقوع العديد من الإصابات والاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين.
يأتي ذلك في ظل تحرك ما يسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، لحشد أنصارها المتطرفين واستغلال ما يزعمونه بالفرصة السانحة حالياً بانشغال العالم بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد قطاع غزة، من أجل إحكام السيطرة على المسجد الأقصى وتهويده وتقسيمه، وفق ما يتطلعون إليه.
وترتفع وتيرة اقتحام عشرات المستوطنين المستوطنين على شكل مجموعات متتالية للمسجد الأقصى، أسوة بأمس، وتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء الطقوس التلمودية المزعومة في باحات الأقصى، بحماية قوات الاحتلال.
وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، ونشرت عناصرها عند بوابات المسجد الأقصى، وفرضت قيوداً على دخول المصلين.
ولم يتوقف عنف المستوطنين عند ذلك الحدّ؛ بل عاثوا خراباً وتدميراً في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، بإحراق مركبات للفلسطينيين والاعتداء على الأطفال وخط الشعارات العنصرية على جدران المنازل، بحماية قوات الاحتلال.
وقامت مجموعات كبيرة من المستوطنين بالاعتداء على الفلسطينيين قرب "خربة قلقس" جنوب الخليل، جنوب الضفة الغربية، بالتزامن مع قيام قوات الاحتلال بعدد كبير من الآليات العسكرية باقتحام بلدة دورا، والانتشار في شوارع البلدة، ومداهمة مركزها الثقافي، وتدمير محتوياته.
وقامت قوات الاحتلال بالاعتداء على تظاهرات شعبية غاضبة احتجاجاً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وذلك باستخدام القوة العسكرية العاتية لتفرقتهم وتمزيق يافطات وصور مرفوعة من جانبهم للأسيرين محمود أبو صالح، وراتب الحريبات، حيث سيتم الإفراج عنهم اليوم من سجون الاحتلال، بعد قضائهما 22 عاماً في الأسر.
وردد الفلسطينيون هتافات غاضبة ضد استمرار عدوان الاحتلال في غزة، وذلك بارتكاب ثلاث مجازر وحشيّة ضد العائلات الفلسطينية، أمس، وصل منها للمستشفيات 39 شهيداً، و 93 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في تصريح أمس، إنه "ما يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وأفادت بارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال إلى (39.363) شهيداً، و (90.923) اصابة منذ السابع من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي.
ونتيجة للقصف الجوي الكثيف من قبل طائرات الاحتلال الحربية، فقد استشهد خمسة فلسطينيين، غرب مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، جراء استهداف مجموعة من النازحين الفلسطينيين.
ونددت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية بجرائم الاحتلال المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدة أهمية فرض العقوبات عليه ومحاكمته على جرائمه المستمرة، وخاصة ما يجري من حرب إبادة مستمرة في قطاع غزة، وتنفيذ سياسة التدمير وقتل الأطفال والنساء، وما يجري في الضفة بما فيها القدس من حصار وتدمير وقصف بالطائرات للمخيمات، وإطلاق العنان لعصابات المستعمرين.
وشددت القوى الفلسطينية، في ختام اجتماعها أمس، على أهمية متابعة الآليات من أجل التنفيذ لتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، ومن أجل ترتيب الوضع الداخلي في مواجهة المخاطر والتحديات المحيقة بالوضع الفلسطيني.
وأشارت إلى ما يتعرض له الأسرى من تنكيل وتعذيب وإهمال طبي وقتل نتيجة ذلك، مشيرة إلى وصول عدد الشهداء الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال إلى 257 شهيداً منذ بداية الاحتلال، وتسعة عشر شهيداً منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي حتى الآن.