ويهدد خطر الهدم، حي البستان بالكامل، الذي يضم 100 منزل يقطنها 1550 نسمة، حيث يعيشون منذ سنوات بخوف دائم وقلق على مصيرهم من مخططات سلطات الاحتلال ورفضها لجميع المشاريع المقدمة لترخيص المنازل.
وما تزال مساعي تهويد "حي البستان" متواصلة منذ العام 2004، عندما قررت سلطات الاحتلال هدم الحي المقدسي، لإقامة مشروع استيطاني فيه، وبعد عام بدأت بتوزيع أوامر الهدم على السكان، وبعد ضغوط دولية جمدت قرارات الهدم.
في حين حاول أهالي الحي المقدسي، خلال السنوات الماضية، من خلال طواقم المهندسين والمحامين الفلسطينيين، تقديم المخططات التنظيمية البديلة للحفاظ على وجود الحي، ولكن سلطات الاحتلال رفضت المخططات في العام 2021.
وحي البستان واحد من المناطق المحيطة بالقدس المحتلة والتي اقتطعت حكومة الاحتلال جزءا من ميزانياتها الضخمة لتهويدها، وهو جزء مما يسمى بـ"الحوض المقدس" المزعوم، الذي يبدأ من حي الشيخ جراح وصولا إلى بلدة سلوان والبلدة القديمة، وذلك لاستكمال مشروع حفريات أنفاق أسفل سلوان، وحفر بركة سلوان، وغيرها من مشاريع التهويد والاستيطان.
وتسعى الجماعات المتطرفة للاستيلاء على بلدة سلوان، من خلال تكثيف الحفريات والأنفاق والحدائق التلموذية فيها، وترسيخ الوجود اليهودي، وتحديدا في محيط باب المغاربة والمسجد الأقصى من الناحية الجنوبية، في إطار معركة حكومة الاحتلال بكل أذرعها التهويدية ضد هوية القدس ومعالمها.
وتقع بلدة سلوان بالقدس المحتلة في دائرة استهداف الاحتلال الإسرائيلي الكثيف لتهويدها؛ عبر تنفيذ مخطط هدم المزيد من منشآتها السكنية وتهجير سكانها لإحلال المستوطنين مكانهم، وذلك في ظل قيادة عضو "الكنيست" المتطرف "يهودا غليك"، الذي اقتحم ومستوطنين متطرفين أمس باحات المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال.
ولطالما ظلت البلدة المقدسية في عين العاصفة التهويدية ومحل أطماع الاحتلال وجمعياته الاستيطانية لاستهدافها بالمشاريع الاستيطانية والتهويدية، بالنظر إلى أهميتها وموقعها الإستراتيجي، لكونها الحاضنة الجنوبية للمسجد الأقصى وخط الدفاع الأول عنه، وملاصقة للبلدة القديمة من الناحية الجنوبية والجنوبية الشرقية، والأكثر كثافة سكانية، وتضم الآثار العربية والإسلامية والمسيحية الشاهدة على هوية القدس وعروبتها.
غليك ومستوطنوه المتطرفون اقتحموا المسجد من "باب المغاربة"، وأدوا الطقوس التلمودية المزعومة في المنطقة الشرقية منه، واستمعوا إلى شروحات مزيفة حول "الهيكل"، المزعوم.
وفرضت قوات الاحتلال إجراءات مشددة في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة، تستهدف المقدسيين بالاعتداءات، وعرقلة تنقلهم، في محاولة لتغيير الأمر الواقع بالأقصى، ومحاولة تقسيمه زمانيا ومكانيا.
ولنفس الغرض فقد أصدرت سلطات الاحتلال 72 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى والقدس القديمة، واعتقلت 194 مقدسيا خلال شهر أيار (مايو) الماضي، من بينهم 9 أطفال أقل من 12 عاما، 46 فتى، و6 إناث بينهن فتاة قاصرة، كما حول 6 فلسطينيين للاعتقال الإداري، وفق معطيات مركز معلومات وادي حلوة المقدسي.
وتخطر سلطات الاحتلال بوقف عمليات البناء، في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، بحجة عدم حصول الفلسطينيين على تراخيص للبناء، في محاولة للتضييق عليهم بكل الوسائل الممكنة، وتهجيرهم ومصادرة أراضيهم.
في حين خصصت حكومة الاحتلال اليمينية ميزانية ضخمة لصالح نشاطات جمعية "إلعاد" الاستيطانية، والتي تسعى للاستيلاء على بيوت المقدسيين في البلدة وطرد أهلها، لصالح جلب أكبر عدد ممكن من المستوطنين.
ودعت حركة "حماس" إلى "تجريم انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، والتي لن تكسر من إرادة الشعب الفلسطيني وعزيمته في مواصلة النضال من أجل انتزاع حقوقه المشروعة والدفاع عن أرضه وقدسه وأقصاه".
ونددت "حماس" باستهداف الاحتلال للأطفال الفلسطينيين، داعية إلى تفعيل كل الوسائل لمحاكمة مرتكبيها، وذلك بمناسبة اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، أمس، الذي أقرته الأمم المتحدة يوم الرابع من حزيران (يونيو) كل عام.
وقالت إن إقرار الأمم المتحدة باليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، يضعها وكل الدول والمؤسسات الحقوقية والإنسانية أمام مسؤولية سياسية وإنسانية وحقوقية للتحرك الفاعل لفضح جرائم وانتهاكات الاحتلال الصهيوني ضد أطفال فلسطين، والعمل بكل الوسائل لوقف هذه الجرائم الممنهجة، وتفعيل محاكمة مرتكبيها في المحاكم الدولية، ومنعهم من الإفلات من العقاب".
وشددت على أن هذا اليوم الدولي يأتي لـ"يذكر العالم مجددا باستمرار المعاناة الإنسانية والاضطهاد والانتهاكات التي يتعرض لها أطفال فلسطين بفعل عدوان الاحتلال المستمر والمتصاعد؛ حيث ارتقى أكثر من 28 شهيدا من الأطفال الأبرياء منذ بداية العام الحالي".
وأشارت الحركة إلى "أن إرهاب الاحتلال ما يزال متواصلا ضد أطفال فلسطين عبر انتهاكاته، من خلال جريمة الحصار الجائر الذي يتعرض لها قطاع غزة، فيمنع عن الأطفال المرضى العلاج والغذاء والدواء، وتتواصل حرب الاحتلال ضدهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، عبر جرائم الخطف والاعتقال والقتل بالرصاص الحي والحبس المنزلي واتخاذهم دروعا بشرية".
وأشارت إلى "تعمق معاناة أكثر من 166 طفلا أسيرا في سجون الاحتلال، بينهم 6 أطفال في الاعتقال الإداري؛ حيث يمارس ضدهم أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، في انتهاك صارخ لكل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية".
وانتقدت استمرار الصمت والتقاعس الدولي في "تجريم انتهاكات الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين، وممارسة ازدواجية المعايير في التعامل معها، بما يعطي الضوء الأخضر لقادة الاحتلال وحكومتهم المتطرفة لمزيد من الإرهاب ضد الأطفال الأبرياء".