"الجنائية الدولية": الوضع بالسودان يتدهور وسنلاحق مرتكبي الجرائم ومن يمولهم

أعمدة من الدخان تتصاعد في سماء الخرطوم جراء معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع - (أرشيفية)
أعمدة من الدخان تتصاعد في سماء الخرطوم جراء معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع - (أرشيفية)
عواصم -  قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أمس إن الانتهاكات والجرائم ضد الأطفال والمدنيين تفاقمت في السودان خاصة في دارفور، مؤكدا أن من أعطوا الأوامر بارتكاب ذلك ومن يمولهم سيخضعون للملاحقة والتحقيق.اضافة اعلان
وأوضح خان، في إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، أن الوضع في السودان يتدهور، في ظل تقارير عن اغتصاب وجرائم ضد الأطفال خاصة في دارفور.
وأضاف مدعي المحكمة الجنائية الدولية أن المتحاربين في الجنينة والفاشر وعموم السودان يعتقدون أنهم سيفلتون من العقاب، قائلا "سنحقق مع من يصدر أوامر بالقوات السودانية والدعم السريع ومن يساعدونهم ويمولونهم".
يأتي ذلك في ظل احتدام المعارك في مناطق سودانية، بينها الفاشر بشمال دافور، في حين قالت مصادر في الجيش السوداني، للجزيرة، إن قوات الجيش سيطرت على مناطق واسعة غربي مدينة أم درمان، شملت أحياء "المنصورة" و"حمد النيل" و"النخيل"، وأجزاء من منطقة "أبو سعد"، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
وحسب المصادر العسكرية، فإن قوات الجيش كبدت الدعم السريع خسائر في الأرواح والعتاد، وصادرت عتادا حربيا. ولم تصدر قوات الدعم السريع أي تعليق رسمي حتى الآن عن تطورات الأعمال العسكرية غربي أم درمان.
وكانت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر (المساندة للجيش السوداني) قد ذكرت أن 23 مدنيا قتلوا وأصيب 60 آخرون، إثر قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على عدد من أحياء مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد السبت الماضي.
كما ذكرت حركة تحرير السودان المسلحة بدارفور أن القوات المشتركة -المساندة للجيش السوداني- ألحقت هزيمة بقوات الدعم السريع بالفاشر خلال معارك دارت بينهما في محاور مختلفة بالمدينة.
ويقترب القتال المحتدم في الفاشر بين الجيش والقوات المتحالفة معه من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى من شهره الخامس، وقد تسبب في سقوط آلاف القتلى والجرحى وفرار مئات الآلاف من المدينة.
وفي وقت سابق، حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أن مخزون فرقها العاملة في مخيم "زمزم" بالسودان من الأدوية الخاصة بالأطفال المصابين بسوء التغذية يغطي أسبوعين فقط، وحثت المنظمة الأطراف المتحاربة على تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، محذرة من أن عرقلة ذلك تُهدد حياة آلاف الأطفال.
من جانب آخر، نفت مفوضية العون الإنساني في السودان وجود مجاعة في معسكر زمزم للنازحين بشمال دارفور، وذلك بعدما قال تقرير للجنة من خبراء الأمن الغذائي الخميس الماضي إن الحرب في البلاد والقيود المفروضة على توصيل المساعدات للمحتاجين تسببت في تفشي المجاعة في مخيم زمزم للنازحين.
ومنذ منتصف نيسان (ابريل) 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" مواجهات خلفت نحو 15 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة، وتقدر مصادر أخرى القتلى بعشرات الآلاف.
الى ذلك، نفت مفوضية العون الإنساني في السودان وجود مجاعة في معسكر زمزم للنازحين بشمال دارفور غربي البلاد، وذلك بعد تقرير أممي تحدث عن تفشي المجاعة في المخيم.
وقالت المفوضية في بيان إن ما ورد مؤخرا في تقرير أنظمة الإنذار المبكر عن وجود مجاعة في عدد من المعسكرات بدارفور لا يمت للحقيقة بصلة، على حد تعبيرها.
وأضافت المفوضية أن نقص الغذاء الذي تعاني منه بعض المعسكرات سببه الحصار والقصف الذي تفرضه ما سمتها مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر وكذلك احتجازها شاحنات تحمل الغذاء على مشارف المدينة.
وشددت المفوضية على أن ما ورد من حديث عن المجاعة في تلك المناطق لا يتسق مع الشروط والعناصر التي يجب توفرها قبل الإعلان عن المجاعات.
وكانت لجنة من خبراء الأمن الغذائي قد قالت في تقرير أصدرته الخميس الماضي إن الحرب في السودان والقيود المفروضة على توصيل المساعدات للمحتاجين تسببت في تفشي المجاعة في مخيم زمزم للنازحين.
ويضم المخيم 500 ألف شخص، وزاد عدد النازحين في المنطقة جراء المعارك الدائرة في مدينة الفاشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة الأحداث السودانية عن المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، قوله إن بلاده تمارس مزيدا من الضغوط على الأطراف المتحاربة في السودان لوضع حد للاقتتال، مؤكدا أن بلاده تلعب دورا حياديا خلال تلك الجهود.
وبشأن موقف بلاده من مفاوضات السلام بين الأطراف السودانية في جدة، حث بيرييلو أطراف الصراع على الالتزام بما جاء في إعلان جدة، مشيرا إلى أنهما لم ينفذا ما ورد في الاتفاق.
وأوضح أن "الجيش لم يلتزم بحماية المدنيين والسماح بمرور المساعدات الإنسانية، في حين لم تلتزم قوات الدعم السريع بتعهداتها بالخروج من المنازل والمؤسسات المدنية".
وسيطرت قوات الجيش السوداني على أحياء المنصورة وحمد النيل والنخيل وأجزاء من منطقة أبو سعد بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
ووفقا للمصدرين، فقد تمكن الجيش السوداني من تكبيد الدعم خسائر في الأرواح والعتاد، كما اغتنم عتادا حربيا صالحا للاستخدام.
ولم تصدر قوات الدعم السريع أي تعقيب رسمي حتى الآن عن تطورات الأعمال العسكرية غربي أم درمان.-(وكالات)