عميره هاس
4/6/2023
تعلموا اللغة العربية العامة من اجل أن تحسنوا طرد مزارعين ورعاة فلسطين. هذه هي الطفرة المحدثة للدافعية الامنية والاستخباراتية التي سيطرت وتسيطر على تعلم اللغة العربية في اسرائيل. وهذه هي الرسالة التي تسمع في الحاضرة التمهيدية لدورة في الانترنت للغة العربية العامية، التي وضعها ويسوقها شاب عمره 28 سنة من مواليد الولايات المتحدة والذي يعيش في مستوطنة في شمال رام الله والتي تتوسع باستمرار.
منظم الدورة قام باستدعاء ثلاثة "خبراء في المجال"، حسب قوله، كي يتحدثوا عن اهمية تعلم اللغة وهم الدكتور مردخاي كيدار، واريئيل اوسترايخر (الذي كان في السابق ضابط في مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق والآن هو مواطن يعمل في وزارة الدفاع في الفلبين)، والمتحدث الاول هو شبتاي كوشلفسكي، وهو من مؤسسي المليشيا باسم "حارس يهودا والسامرة". المتطوعون في هذه المنظمة هم جزء من المنظومة القوية، التي بتشجيع وبرعاية من الدولة والسلطات (الجيش والشرطة ووزارة الدفاع)، المسؤولة عن العنف الذي يبعد الرعاة والمزارعون الفلسطينيين عن اراضيهم في الضفة الغربية. في محاضرة في "الزوم" التي سجلت فيها باسمي الكامل وقمت بالدفع مقابل ثلاثة مشاركين سمعت عن الاهمية الامنية والاستخباراتية والاجتماعية لتعلم اللغة العربية. من منظم الدورة سمعت ايضا عن معنى الرغوة الموجودة على القهوة والتي كثير من الاشخاص لا يعرفون الى أي درجة الثقافة العربية واللغة العربية مرتبطة بعلاقة لا يمكن فصلها. لم اسمع أنه من الجدير تعلم العربية لأنها لغة غنية وجميلة وسامية تعرفنا بالجذور المشتركة. وبالطبع لم أسمع بأن اللغة العربية هي لغة الفلسطينيون من مواليد هذه البلاد. كوشلفسكي يسميهم بشكل عام "غزاة".
هاكم اقواله في المحاضرة مع التحرير اللغوي اللازم: "حارس يهودا والسامرة هي جمعية أخذت المسؤولية عن مساعدة المزارعين، لا سيما اصحاب الحقول والرعاة، لأنه اضافة الى كونهم يشجعون أي نوع من الزراعة العبرية والعودة الى اليهودية، هم ايضا يحافظون على الاراضي من اجلنا.
"توجد لنا مشكلة هستيرية في كل البلاد، ليس فقط في يهودا والسامرة، وهي غزو الارض. أي غزو عربي للارض يحتاج الى نوع من العريشة، وبعد سنتين يكون هناك حي كامل لا يمكن اخلاءه. اذا نجح المزارع في منع هذه القصة، قصة العنزين مع حظيرة، فانه يكون قد منع غزو الارض. كل مساحة بني براك هي 7350 دونما. وكل الاستيطان في يهودا والسامرة هو على مساحة 65 ألف دونم. في حين أن كل مزرعة تحتل بالمتوسط 10 آلاف دونم، أي أن عائلة واحدة هي بحجم مدينة متوسطة. والى هناك لن يكون غزو (عربي). نحو 200 مزرعة معزولة تسيطر على 200 ألف دونم.
رعي الاغنام هو الحقيقة الاكثر صعوبة في العالم. تحريك الاغنام يمكن أن يفعله أي ولد عمره اربع سنوات. وهذا ما فعلته رحيل ووجدت لها زوجا. المنطقة جميلة. بلادنا مدهشة، مغائر وينابيع وشقوق في الصخور... ولكنك وحيد تماما. كل آبائنا كانوا رعاة اغنام. النبي موسى والملك داود كانا رعاة اغنام. كل مربي الاغنام هم اصحاب اغنام وليس بالضرورة رعاة. في مرات كثيرة مربي الاغنام يحضرون رعاة للاغنام. راعي الاغنام يعرف المنطقة والنباتات في المنطقة وماذا تفعل كل نبتة للاغنام. مثلا، من الصحي للاغنام أن تمر في حقول اشجار الزيتون (للفلسطينيين كما تعلم التجربة)، لكن ليس اكثر من ربع ساعة لأنه بعد ذلك الكمية التي تأكلها تصبح سامة. راعي الاغنام يعرف كل الشقوق في الصخور وكل جبل وكل بئر مياه، وهكذا ايضا اللغة العربية العامية في المنطقة، الحمد لله هذه المنطقة تتقلص وتسمع فيها اللغة العبرية اكثر واكثر. قبل عشر سنوات فان 70 في المائة من الاغنام في كل البلاد، ليس فقط في يهودا والسامرة، كانت لغير اليهود. الآن 60 في المائة هي اغنام لليهود وهي تحتل المكان الذي يجب أن تحتله.
"راعي الاغنام من الواضح أنه سيعرف اللغة المحكية في المنطقة، والراعي العربي الذي يصرخ بكلمة ما أو الضجة التي يقابلها في الشارع. اذا اردنا احتلال الارض وأن نكون اصحابها، فان معرفة اللغة هي جزء مهم كي تكون صاحب البيت. نحن في حارس الضفة الغربية ندفع قدما بهذا الموضوع، دورات تعلم اللغة العربية للمتطوعين، كي تكون لديهم معرفة بالارض. عندما يلتقي راعي اغنام (يهودي) مع راعي اغنام (عربي) ويعرف كيفية التحدث اكثر من عربية الحواجز، التي كل واحد منا يعرفها من الجيش، فهو سيعرف الفرق بين الاغنام وكل ما يتعلق بمعرفة الارض، الامر الذي يخفف الاحتكاك بشكل مدهش. أمر أخير نريده وهو أن تكون هناك معارك حجارة. هذا فرق مثل الفرق بين السماء والارض، أن تكون في المنطقة مع الاغنام وأنت تعرف اللغة العربية أو لا تعرفها. حتى أن هذا اكثر اهمية من تحريك الاغنام نحو اليمين واليسار. هذا فعليا هو الذي سيحافظ على حياتنا وعلى الاغنام وعلى الارض". "ممتع"، هكذا شكر منظم الدورة كوشلفسكي.