رغم كارثة الزلزال.. "داعش" يوغل بدم السوريين وتحذير من القادم

عنصر من داعش الارهابي في سوريا -(وكالات)
عنصر من داعش الارهابي في سوريا -(وكالات)
دمشق -يبدو أن كارثة الزلزال التي ضربت سورية التي ما زالت تحاول لملمة جراحها، مثلت فرصة أمام تنظيم داعش الإرهابي لتصعيد هجماته في البلاد وخاصة في البادية السورية، حيث خلال بضعة أيام فقط نفذ هجومين دمويين، أكبرهما تم الجمعة في بادية حمص وسط سورية، والذي راح ضحيته عشرات المدنيين والعسكريين السوريين (46 مدنيا و7 عسكريين) وفق البيانات الرسمية السورية في حصيلة ثقيلة تعكس ضراوة الهجوم. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أشار السبت الماضي، لهجوم مماثل لداعش راح ضحيته 10 مدنيين وعسكري واحد في منطقة البادية السورية. دلالات التوقيت المجزرة الجديدة التي ارتكبها التنظيم بحق مواطنين يعملون على جمع الكمأة في البادية، فجرت غضبا شعبيا واسعا ودعوات لكبح جماح عودة التنظيم الإرهابي، الذي يرى مراقبون أنه عبر مثل هذا الهجوم الضخم يريد إثبات وجوده مجددا مستفيدا من الانشغال بكارثة الزلزال، والذين أبدوا خشيتهم من الانعكاسات السلبية لتزايد وتيرة العمليات الإرهابية على عمليات الإغاثة والاستجابة في سياق معالجة تداعيات الزلزال المدمر، التي طالت ملايين السوريين وخاصة في المناطق التي أعلنتها الحكومة منكوبة. يقول الأكاديمي والأستاذ في جامعة دمشق الدكتور عقيل محفوض، بانه يزداد إيقاع هجمات داعش في مناطق عدة على جانبي الفرات، وهي مناطق ذات سيطرات ضعيفة للقوات الحكومية السورية، ويمكن للمراقب أن يلاحظ وجود تداخل بين مناطق سيطرة أميركية مباشرة، مثل "قاعدة التنف"، أو مناطق سيطرة جماعات مسلحة تابعة لأميركا أو مرتبطة بها، وبين مناطق نشاط التنظيم نفسه، وخاصة أن التنظيم لا يقوم بهجمات ضد القوات الأميركية المنتشرة في مناطق قريبة أو متداخلة، كما سبقت الإشارة له. ويضيف محفوض ثمة أمور ملغزة بالفعل، إذ كيف يمكن لتنظيم أن يتحرك ويقوم بهجمات، ويستخدم نظم اتصال وحركة ودعم وإسناد وإمداد، في وقت تقول فيه قوات دول عديدة أنها تحاربه؟ إعاقة عمليات الإغاثة تثير الهجمات الأخيرة التي قام بها التنظيم في بادية حمص السورية، وراح ضحيتها عدد كبير من المدنيين، بالإضافة لعدد من قوات أمن الطرق السورية، مخاوف متزايدة من تصاعد تلك الهجمات وتمدد التنظيم لمناطق سبق أن تم إخراجه منها، ومن استغلاله الوضع الكارثي عقب الزلزال في سورية، لخلق تحديات تعيق عملية الاستجابة الملحة لتداعيات وآثار الكارثة، وخاصة في بيئة اجتماعية واقتصادية وسياسية منهكة بالأساس، جراء سنوات من الحرب ومن الحصار المفروض على البلاد.- (وكالات)اضافة اعلان