روسيا تحذر الغرب من مواجهة عسكرية محفوفة بتصعيد نووي

عواصم - في وقت ذكرت فيه الخارجية الروسية، أمس أن الولايات المتحدة وحلفاءها "يتأرجحون على نحو خطير على شفا مواجهة عسكرية مفتوحة مع روسيا سيكون محفوفا بتصعيد نووي" قال متحدث باسم الفيلق الدولي للدفاع الإقليمي عن أوكرانيا، إن أسلحة روسيا تتفوق على المدفعية الثقيلة التي لدى أوكرانيا بنحو ثمانية إلى واحد مما يضع البلاد في موقف ضعف كبير. وأضاف المتحدث داميان ماجرو في إفادة في كييف أن تزويد الشركاء الغربيين لأوكرانيا بالمزيد من الأسلحة ضروري لتخطي تلك الفجوة، والفيلق الدولي للدفاع الإقليمي عن أوكرانيا مؤلف من مقاتلين أجانب. وقال ماجرو: "ندخل في مرحلة من الحرب نشعر فيها بقوة بنقائصنا مقابل القوات الروسية فيما يتعلق بالأسلحة الثقيلة والمدفعية". في الجانب الآخر قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريح منشور على موقع الوزارة الرسمي إن "واشنطن وحلفاؤها، وبعد أن تسببوا في تفاقم الأزمة الأوكرانية، وأطلقوا العنان لمواجهة هجينة وشرسة مع روسيا، يتأرجحون اليوم بشكل خطير على حافة مواجهة عسكرية مفتوحة مع بلادنا، وهو ما يعني صراعاً مسلحاً مباشراً للقوى النووية". وأعربت زاخاروفا عن "قلقها من أن مثل هذا الصدام المحتمل سيكون محفوفا بتصعيد نووي". وكان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، قد تحدث في وقت سابق عن احتمال نشوب حرب نووية، بينما قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن روسيا لا تتلاعب بموضوع الحرب النووية، مشيرا إلى أن الموقف المبدئي لروسيا هو عدم جواز شن حرب نووية. وقبل أيام، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن بلاده ستسلم بيلاروسيا صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وذلك في ذروة تصاعد الصراع بين البلدين من جهة والغرب من جهة أخرى، على خلفية الحرب في أوكرانيا. ويرجح المراقبون أن الهدف الأول لإعلان نشر صواريخ روسية قادرة على حمل ترسانات نووية في بيلاروسيا، هو ردع الغرب بصفة عامة، وليتوانيا وبولندا على وجه الخصوص على خلفية مواقفهما المتشددة من موسكو. إلى ذلك قال البيت الأبيض إن معلوماته الاستخبارية تفيد بأن إيران ستزود روسيا بمئات الطائرات المسيرة لمساعدة قواتها في مواجهة المقاومة التي يبديها الجيش الأوكراني في شرق البلاد. وفي أيار (مايو) الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستزود أوكرانيا بصواريخ "هاربون"، المضادة للسفن ويصل مداها إلى 300 كيلو متر، وذلك للمساعدة في كسر الحصار البحري الروسي، كما تصفه. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان -في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض أول من أمس إن "معلوماتنا الاستخبارية تشير إلى أن الحكومة الإيرانية تستعد لتزويد روسيا في غضون وقت قصير للغاية بما يصل إلى مئات الطائرات المسيرة، ومنها طائرات قتالية". وأضاف أن المعلومات نفسها "تشير أيضا إلى أن إيران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدام هذه الطائرات المسيرة، وأن أولى الدورات التدريبية كان مفترضا أن تبدأ مطلع الشهر الحالي"، مشيرا إلى أنه لا يعرف إذا كانت طهران زودت بالفعل موسكو بهذه الطائرات المسيرة أو بقسم منها، أو لم يتم هذا بعد. وذكّر سوليفان بأنه سبق للحوثيين في اليمن أن استخدموا طائرات إيرانية مسيرة مفخخة لمهاجمة السعودية، حسب قوله. في غضون ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس أنها أطلقت رشقة من صواريخ "إسكندر" على تجمع للقوات الأوكرانية في مدينة أدويسا الساحلية المطلة على البحر الأسود، ما أسفر عن تدمير منصات إطلاق صواريخ "هاربون" الأميركية المضادة للسفن. وجاء الإعلان عن هذه الضربة الصاروخية خلال الإحاطة اليومية التي تقدمها وزارة الدفاع الروسية عن مستجدات الحرب، على لسان المتحدث باسمها، الجنرال إيغور كوناشينكوف. ولم تورد وسائل إعلام روسية نقلت الإحاطة الصحفية للجنرال كوناشينكوف مزيدا من التفاصيل عن هذه الضربة. لكنه بدا واضحا أن الجهود العسكرية الروسية تتركز على منطقتي الجنوب والشرق في أوكرانيا بالآونة الأخيرة. وكانت روسيا هددت مرارا بأنها ستسهدف الأسلحة الغربية التي ترسلها الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى القوات الأوكرانية، وقالت بالفعل إنها دمرت العديد منها. إلى ذلك سلّط تقرير إخباري الضوء على قدرات آلية عسكرية روسية، جرى رصدها أخيرا أثناء المعارك الطاحنة في حرب أوكرانيا. وقال موقع (19fortyfive) إن هناك أدلة تؤكد أن الجيش الروسي يستعمل حاليا عربة "بي أم بي تي تيرمينانور" في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا. ويطلق على هذه الآلية العسكرية الروسية أسماء عدة، منها "المُبيد" و"الوحش". وبحسب موقع (janes)، الذي يحلل الصور والفيديوهات التي تنشرها وسائل الإعلام الحكومية الروسية، فقد بدأت الآلية "الوحش" بالظهور في معارك إقليم دونباس منذ أيار (مايو) الماضي. ويرتكز عمل هذه الآلية على دعم الدبابات عوضا عن العمل كدبابة قتال رئيسية، والفكرة الرئيسية من وجودها هي ملاحقة المشاة بنيران سريعة وهائلة لضرب الجنود الذين يحاولون إطلاق صواريخ مضادة على الدبابات. وتساعد هذه الآلية عبر قوتها النيرانية على إبقاء "رأس العدو منخفضا"، بينما تكرس الدبابات جهودها للمناورة من أجل اختراق دفاعات العدو، بحسب موقع (19fortyfive). ولكونها ستواجه نيرانا أرضية، جرى تجهيزها بأحدث سبل الحماية والدروع الموجودة في الدبابات الروسية مثل درع (Relikt) الموجود في هيكل الدباباة T-72. ولدى هذه الآلية الحربية مدفعين، بوسع الواحد منهما، إطلاق 10 رصاصات في الثانية الواحدة، كما أنها قادرة على إطلاق صواريخ "أتاكا" الموجهة المضادة للدبابات ولديها قاذفات قنابل من عيار 30 ملم. وبنيت هذه الآلية بناءً على تجربة الاتحاد السوفيتي في حرب أفغانستان، حيث تعرضت الدبابات السوفيتية حينها للتدمير عبر الصواريخ المضادة، لذلك فكّر الروس في آلية تلاحق حاملي هذه الصواريخ بسرعة وبقوة نارية هائلة، وجرى تصميمها لكي تناسب القتال في المدن.-(وكالات)اضافة اعلان