سياسة الاحتلال الجديدة لـ"الضم": تكثيف المستوطنات بين مدن الضفة

1685809766727777600
قوات الاحتلال تغلق مدخلي المغير شرق رام الله -(وكالات)
عمان -  يتوازى تسريع خطوات مصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية لضمها للكيان المحتل وتهجير سكانها، في إطار سياسة الاحتلال الجديدة "للضم"، مع قرار الأخير توسيع نطاق عملياته العسكرية لقمع الشعب الفلسطيني، في إطار سياسة الارتهان للمستوطنين المتطرفين وتصعيد انتهاكاته المنذرة بمزيد من الصدام مع الفلسطينيين.اضافة اعلان
 وسمحت حكومة الاحتلال اليمينية للمستوطنين بإقامة ست بؤر استيطانية في منطقة مسافر يطا، جنوب الخليل بالضفة الغربية، عقب مصادرة الأراضي الفلسطينية المستهدفة وتهجير سكانها منها، وسط إدانة فلسطينية واسعة لاستباحة المستوطنين الأرض الفلسطينية المحتلة بحماية ومساعدة قوات الاحتلال.
واعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن الانتهاكات تبادل علني وفاضح للأدوار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني سعيا لضم الضفة الغربية، بدعم سياسي واضح من حكومة الاحتلال وأذرعها المختلفة.
وأكدت "الخارجية الفلسطينية" أن غياب المساءلة والمحاسبة الدولية لسلطات الاحتلال على انتهاكاتها وجرائمها، وفي مقدمتها جرائم الاستيطان والتطهير العرقي، تشجع الحكومة الإسرائيلية على الاستمرار بإجراءاتها لضم الضفة الغربية.
وطالبت، مجلس الأمن الدولي باتخاذ ما يلزم من إجراءات لتنفيذ وضمان تنفيذ قراره رقم 2334، داعية الإدارة الأميركية إلى تحمل مسؤولياتها وترجمة موقفها الرافض للاستيطان إلى خطوات عملية تجبر سلطات الاحتلال على وقف الاستيطان بأشكاله جميعها.
جاء ذلك بالتزامن مع قرار المنظومة الأمنية الإسرائيلية على توسيع العمليات العسكرية في شمال الضفة الغربية، لقمع الغضب الفلسطيني المتصاعد ضد جرائم الاحتلال ومستوطنيه.
وطبقا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية؛ "فقد سقط 20 قتيلا إسرائيليا منذ بداية العام الحالي فقط، بما أدى لازدياد وتيرة الضغط السياسي على الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي كانت تهاجم الحكومة السابقة لتراخيها الأمني، بينما هي تجد صعوبة في تحقيق النتائج على الأرض"، وفق قولها.
ولفتت إلى أن منظومة أمن الاحتلال صادفت على وضع خطط لتوسيع العمليات في شمال الضفة الغربية بسبب زيادة الأعمال الفلسطينية المسلحة في مناطق جديدة من الضفة.
وفي وقت سابق من يوم أمس؛ أصيب جندي إسرائيلي خلال عملية إطلاق نار قرب حاجز دير شرف شمال غرب نابلس.
ووفقا لتقرير الصحيفة الإسرائيلية نفسها؛ فإن عملية عسكرية واسعة النطاق أمر بات مطروحا على جدول أعمال حكومة الاحتلال، خاصة بعد العمليات الواسعة التي استمرت لساعات في مخيم عقبة جبر بأريحا، ومخيم طولكرم، ومناطق أخرى بالضفة الغربية.
ويبدو أن جيش الاحتلال يستعد لسيناريو ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة الفلسطينية، وبالتالي لجوئه لتنفيذ حملات عسكرية واسعة قد تستمر أياما في شمالي الضفة الغربية المحتلة؛ ولا سيما بعد موجة العمليات الأخيرة.
وتردد المواقع الإسرائيلية مناطق محتملة للحملات العسكرية الإسرائيلية المتوقعة، منها البلدة القديمة في نابلس ومخيم جنين الذي ما يزال يعتبر بيئة خصبة لنمو خلايا المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي يعني استقدام قوات عسكرية كبيرة مع فرصة لوقوع إصابات في صفوفها.
وأشارت "معاريف" الإسرائيلية، إلى أن المستوى السياسي الإسرائيلي، وكذلك العسكري، لا يفضل الدخول في مواجهة واسعة بالضفة الغربية، في ظل الاستعدادات المستمرة لإمكانية اندلاع مواجهة على عدة جبهات، خاصة الشمالية منها، وتخصيص موارد أكثر بشأن الملف النووي الإيراني.
وحذرت الصحيفة نفسها من أن توسيع نطاق العملية العسكرية قد تدفع بتصعيد جديد مع قطاع غزة، أو على الأقل لتصعيد الأوضاع في مناطق أخرى من الضفة الغربية وتنفيذ سلسلة هجمات من مناطق مختلفة، وليس أكيدا أن مثل هذا الخيار سيحقق الردع، في ظل تآكل القدرة على إمكانية تحقيق أي تقدم سياسي مع الفلسطينيين.
وفي الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، عدة مناطق من الضفة الغربية، فيما قامت قيامة عناصر المقاومة الفلسطينية بالتصدي له.
واندلعت المواجهات العنيفة إثر قيام قوات الاحتلال بمداهمة عدة أحياء في بلدة قباطية، جنوب جنين، حيث تصدى عشرات الشبان الفلسطينيين لعدوانها بالرصاص الحي، والعبوات الناسفة محلية الصنع، فيما أصيب العديد من الفلسطينيين بالاختناق خلال مواجهات اندلعت في أعقاب اقتحام قرية جلبون، شمال شرق جنين.
وبالمثل؛ شهدت طولكرم اشتباكات مسلحة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، فيما أعلنت مجموعة الرد السريع في كتيبة طولكرم عن إصابة أحد عناصرها خلال كمين نصبت قوة عسكرية إسرائيلية لهم قرب حاجز "نيتسان عوز" العسكري الإسرائيلي.
 كما شهدت منطقة تل في نابلس مواجهات مماثلة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت المنطقة وداهمت عدة منازل، وقامت بتخريب محتوياتها والاعتداء على سكانها، وسط اقتحام مناطق متفرقة من الخليل، منها بلدة بيت أمر.