الدعوة لاستئناف المفاوضات على وقع مجازر الاحتلال وقضايا عالقة

مفاوضات الفرصة الأخيرة.. هل تحقق انفراجة؟

Untitled-1
أرشيفية

فيما تزداد جهود الوسطاء بكثافة لضمان نجاح جولة مفاوضات تبادل الأسرى المقررة بعد غد الخميس للتوصل إلى التهدئة، تطالب حركة "حماس" بعدم تقديم مقترحات جديدة للصفقة والالتزام بالخطوط العريضة التي اقترحها الرئيس الأميركي، "جو بايدن".

اضافة اعلان


وتأتي الدعوة لاستئناف المفاوضات في 15 الشهر الحالي وسط أجواء التوتر والخشية من التصعيد الإقليمي، بينما تواصل سلطات الاحتلال ارتكاب المجازر الوحشية في قطاع غزة والتي تؤدي لارتقاء المزيد من الضحايا المدنيين.


وحتى في هذه المرحلة، لا تزال هناك العديد من القضايا مفتوحة في الطريق إلى الصفقة، ولم يتوصل كل من الاحتلال و "حماس" إلى اتفاقات بشأن القضايا الأساسية، بما في ذلك انسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة سكان غزة إلى شمال قطاع غزة، والسيطرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح، فضلا عن عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم وهويتهم.


وبالنسبة للأوساط السياسية بالكيان المحتل، فإن بيان "حماس" الذي عارضت فيه اقتراح الوسطاء بتقديم وثيقة جديدة من شأنها سد الفجوات المتبقية بين الطرفين، لا يشير في الوقت الحالي إلى انهيار محادثات التهدئة، وفق صحيفة "هآرتس" بالكيان المحتل.


واعتبرت الأوساط نفسها أن إعلان "حماس" خطوة تكتيكية من جانبها لممارسة الضغط على حكومة الاحتلال، إلا أن على الأخيرة عدم عرقلة المباحثات المقبلة ووضع القيود في طريق مسارها.


وركزت وسائل إعلام الاحتلال على أهمية جولة المفاوضات المقبلة، باعتبارها لحظة زمنية مصيرية لجهة التوصل إلى اتفاق تهدئة، والفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق وإعادة الأسرى أحياء، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكتروني.

 

وقد طالبت "حماس" في بيانها الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه عليها ووافقت عليه، في مطلع تموز (يوليو) الماضي، استنادا لرؤية "بايدن" وقرار مجلس الأمن الدولي، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيداً من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.


وقالت الحركة إنها حريصة على إنجاح جهود الوسطاء في مصر وقطر، للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني، مؤكدة دعمها لأي جهد يحقق وقف العدوان.


وأشارت "حماس" إلى أنها خاضت جولات مفاوضات عديدة، وقدمت كل ما يلزم من مرونة وإيجابية من أجل تحقيق أهداف ومصالح الشعب الفلسطيني وحقن دمائه ووقف الإبادة الجماعية بحقه، وبما يفتح المجال لعملية تبادل للأسرى والإغاثة وعودة النازحين وإعادة إعمار ما دمره العدوان.


وفي هذا السياق، وافقت الحركة على مقترح الوسطاء في 6 أيار (مايو) الماضي، ورحبت بإعلان الرئيس "بايدن" وبقرار مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص 2735، بينما قابله العدو بالرفض واستمرار المجازر بحق الشعب الفلسطيني، وتأكيد عدم جديته بوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.


كما وضع الاحتلال شروطاً جديدة لم تكن مطروحة طوال عملية التفاوض، وذهب للتصعيد في عدوانه على الشعب الفلسطيني وارتكاب المزيد من المجازر، وصولاً لاغتيال رئيس الحركة القائد الشهيد إسماعيل هنية في تأكيد لنواياه باستمرار العدوان وعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.


وأشارت "حماس" إلى أنه "حتى بعد إعلان البيان الثلاثي، أقدم العدو على جريمة نكراء، وارتكب مجزرة بحق النازحين في مدرسة "التابعين"، في حي الدرج بغزة، وهم يؤدون صلاة الفجر يوم السبت الماضي، ما أدى إلى استشهاد أكثر من مائة من المدنيين وجرح ما يزيد على 250 منهم.


وفي الكيان المحتل أفادت وسائل إعلام هناك بأن نتنياهو أضاف شروطا جديدة لمفاوضات صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية المزمعة الخميس، في حين أدلى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتصريحات مناوئة لنتنياهو بشأن المفاوضات.


وذكرت إذاعة الاحتلال أن نتنياهو طلب معرفة أسماء المختطفين الـ33 الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة، وقال إن من حقه الاعتراض على الإفراج عن أسماء الأسرى الفلسطينيين الوازنين في هذه المرحلة.

 

جاء موقف نتنياهو بعدما قالت القناة الـ12 إنه حاول، خلال الأيام الماضية، أن يستطلع مواقف شركاء حكومته بشأن صفقة تبادل الأسرى، وإن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أبلغه أن الصفقة المطروحة غير مقبولة، وأنه سينسحب من الحكومة حال إقرارها.


وأشارت القناة إلى أن نتنياهو يأخذ بعين الاعتبار احتمال أن ينسحب بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من توليفة الحكومة الحالية.


وكانت القناة الـ13 الإسرائيلية نقلت عن مسؤول أمني كبير وصفه اجتماع قطر المرتقب، بأنه لقاء الفرصة الأخيرة لإعادة الأسرى أحياء، كما أكد المتحدث أن نتنياهو قال خلال محادثات مغلقة إنه لا يثق بفريق التفاوض.


وفي اجتماع مغلق بالبرلمان (كنيست) قال غالانت "واجبنا هو تهيئة الظروف لإعادة المحتجزين من خلال ضغط عسكري وصفقة حتى لو كانت على أكثر من مرحلة"، مضيفا أن "إسرائيل على مفترق طرق إما التسوية وصفقة تبادل أو التصعيد".


وفي تصعيد واضح لخطابه تجاه نتنياهو، قال غالانت إن "إسرائيل هي سبب تأخير إبرام صفقة إعادة المختطفين والحديث عن انتصار مطلق محض هراء".


وردا على غالانت، قال مكتب نتنياهو إنه "عندما يتبنى غالانت الخطاب المناهض لإسرائيل فإنه يضر بفرص التوصل لصفقة، وكان عليه مهاجمة (رئيس حركة حماس يحيى) السنوار الذي يرفض إرسال وفد للمفاوضات والذي لا يزال العائق أمام الصفقة".


وقال المكتب "أمام إسرائيل خيار واحد هو تحقيق النصر وتوجيهات رئيس الوزراء هذه ملزمة للجميع بمن فيهم غالانت".


وفي السياق، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مقربين من نتنياهو أن رئيس الوزراء لا يفكر حاليا في إقالة غالانت رغم الخلاف.


من جهته، قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن هذا هو الوقت المناسب للذهاب إلى صفقة وإعادة الأسرى، معتبرا أن هناك أطرافا في حكومة نتنياهو تدعو إلى حرب أبدية، وأن العالم ينظر لها بدهشة ويبتعد عن إسرائيل.


وفي الأثناء؛ يواصل الاحتلال عدوانه ضد قطاع غزة بارتكاب 3 مجازر وحشية ضد العائلات الفلسطينية خلال الـ48 ساعة الماضية، راح ضحيتها 142 شهيداً، وأكثر من 150 جريحاً فلسطينياً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.


وأفادت "الصحة الفلسطينية" بارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 39,897 شهيداً، و92,152 مصاباً منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بينما ما يزال آلاف الضحايا تحت الركام وتحت البنايات المدمرة وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

 

اقرأ المزيد : 

مع اقتراب "اللحظة المصيرية".. نتنياهو غير واثق بفريقه المفاوض بشأن غزة