تؤكد زيارة رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة للعراق، ولقاؤه كبار المسؤولين وعلى رأسهم نظيره العراقي محمد شياع السوداني، أن الخيار الأردني في التحالف مع العراق، أولوية على أجندة صاحب القرار الأردني.
مراقبون بينوا أن زيارة الخصاونة، أعادت التأكيد على تمتين العلاقات بين الشعبين والبلدين، واستعرضوا العلاقات السياسية والتجارية والمشاريع الاقتصادية القائمة بينهما، وفرص الاستثمار المتاحة التي تعزز بلا شك، من هذه المهمة، وتسهيل عمل المستثمرين وتذليل المعوقات بين الجانبين.
المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، قال إن الأردن، يبقى الدولة المجاورة الوحيدة التي لا تغير سياساتها السياسية والأمنية تجاه العراق بشكل متكرر كما تفعل دول جوار أخرى، لكن في المحصلة، يقع البلدان في خضم حسابات إقليمية ودولية، يصعب على الطرفين تجاوزها بسهولة.
وأضاف، إنه برغم الانفتاح المبكر للأردن على القوى السياسية النشطة في العراق، لكن المملكة أخذت منحنى تصاعديا منذ أعوام في التعامل ونسج العلاقات مع هذه القوى، وفي فترة لاحقة بدأ مجلس النواب بلعب أدوار إيجابية، عبر زيارات متتالية لبغداد، واستقبال وفود برلمانية عراقية، إذ ظهرت مؤشرات إيجابية في لقاءات الوفد النيابي مع القوى السياسية الرئيسة مستهل العام الحالي، ما يدعم إيجابيا، الجهد الأردني بإنشاء علاقات قوية، لا تتغير، بتغير شخص وخلفية رئيس الوزراء العراقي.
ويرى الحجاحجة، أن زيارة الخصاونة التي انتهت أول من أمس للعراق، تهدف للانتقال بعلاقات البلدين إلى آفاق ومرحلة جديدتين من العمل والمنافع المشتركة، وتحرك الدفة باتجاه واضح، ما يحقق بعدا إستراتيجيا، يتماشى مع المصلحة العليا الأردنية في العراق.
وأكد الحجاحجة، أهمية تمتين العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطويرها في العديد من المجالات، بخاصة الاقتصادية، ترجمة لرؤى وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني والقيادة العراقية، وتعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة والعمل على التكامل في أكثر من قطاع.
البيان الختامي الذي صدر عقب مباحثات الخصاونة والسوداني، أكد أهمية تذليل العقبات التي تقف عائقاً أمام الارتقاء بالعلاقات الثنائية، وضرورة العمل المشترك لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، كركيزة أساسية داعمة لهذه العلاقات.
كما جرى تأكيد أهمية تنفيذ ما اتفق عليه في اجتماعات الدورة 29 للجنة المشتركة العراقية الأردنية، والوثائق التي وقع عليها في نهاية أعمالها.
وحسب البيان، استعرض الجانبان آخر المستجدات والتطورات بشأن تقدم سير العمل في مشروع المدينة الاقتصادية المشتركة، وحث الشركة العراقية الأردنية للصناعة المملوكة مناصفة للأردن والعراق، والمكلفة بتنفيذ المدينة الاقتصادية، على استمرار العمل بوتيرة متصاعدة لبدء تنفيذ المشروع على أرض الواقع، وفق الجدول الزمني المحدد.
وبحسب السفير السابق أحمد مبيضين، اكتسبت زيارة الخصاونة للعراق، أهمية كبيرة، من حيث التوقيت والعلاقات الإستراتيجية الثنائية، والأدوار الوازنة للبلدين في السياسة الدولية للمنطقة.
ورأى مبيضين، أن زيارة الخصاونة للعراق، تعكس أهمية ووزن المملكة في الإقليم، وشبكة العلاقات الدولية والإقليمية العراقية، بخاصة وأن المدرسة الدبلوماسية الأردنية الفاعلة والتي يقودها جلالة الملك، تلعب دورا مهما في استعادة العراق لدوره المهم جدا في الإقليم والعالم.
وبين أن العلاقات بين البلدين، كانت على مر التاريخ راسخة وضاربة في الجذور، إذ تعتبر المملكة عمقا إستراتيجيا للعراق، ولعبت دورا كبيرا بالتخفيف من معاناة أبناء العراق خلال ما مر به من حروب وأزمات، عبر انسيابية السلع والبضائع والسياحة العلاجية والتعليمية والمنافذ الحدودية والربط الكهربائي لتزويد العراق بالكهرباء.
وخلال مباحثات الخصاونة مع نظيره العراقي، جرى التوافق على تسهيل إجراءات منح تأشيرات الدخول عبر سفارتي البلدين وبأسرع وقت ممكن، وتأكيد أهمية ورفع مستوى الأمن والتكامل الغذائيين، وزيادة المخزون للسلع الإستراتيجية في البلدين.
بدوره، قال السفير السابق سمير مصاروة، إن هذه الزيارة، جاءت في إطار العلاقة الثنائية بين البلدين، لزيادة التعاون وتكثيف العمل لخدمة القضايا العربية، مؤكدا أن السياسة الخارجية الأردنية، باتت تعتمد على سياسة التحالفات، لتخدم المصالح الاقتصادية.
واعتبر مصاروة، أن المصالح مع العراق، تعد ركيزة لهذا التحالف، فضلا عن تدشين مشاريع عملاقة في مجال الطاقة والربط الكهربائي، وتعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية المشتركة.
وأضاف أن الأردن مهتم جدا بدفع وتطوير مسار التعاون والتنسيق بين عمان وبغداد، واستكشاف مزيد من مجالات التعاون، بما يحقق الاستفادة القصوى من موارد وإمكانيات البلدين.
وأعرب مصاروة عن أهمية استمرار التشاور وتنسيق المواقف بين الأردن والعراق، تجاه التحديات المشتركة والتطورات الإقليمية المتسارعة، لا سيما الأوضاع في سورية واليمن وليبيا وتطورات القضية الفلسطينية.
اقرأ المزيد :
العراق.. التحالف الثلاثي أصبح ثنائيا بعد انسحاب الصدر