وخلال الفترة الأخيرة، برزت العديد من الشكاوى في المحافظة، على خلفية لجوء البعض إلى تلك السلوكيات السلبية خلال الاحتفال بخريجي الجامعات، وكذلك الأعراس، حيث يؤكد مواطنون أن استمرار مثل هذه الظواهر يعد أمرا مزعجا ومقلقا يجب أن ينتهي دون عودة.
وأكدوا أن "هذه المواكب تؤدي إلى تعطيل حركة المرور والسير واستخدام ممارسات سلبية مزعجة كالزوامير، وتشغيل مكبرات الصوت العالية، وإطلاق العيارات النارية، وغيرها من المظاهر المقلقة والمزعجة للآخرين، خاصة أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع في فصل الصيف".
وأضاف المواطنون، أن "مظاهر الاحتفال تتحول في بعض الأحيان إلى فوضى، وحدوث انفعالات ومشاكل تؤدي إلى تعطيل حركة المرور، وافتعال أزمات لا مبرر لها، فضلا عن سلوكيات أخرى كلها تعد تجاوزا على القانون مثل التفحيط".
وطالبوا الجهات المعنية والمختصة في مادبا بتكثيف جهودها ومراقبة ما يحدث في تلك المواكب، وكذلك الدوريات الأمنية والشرطة في مادبا برصد تلك الفئة، وعدم التهاون مع ما يقومون به من ممارسات خاطئة تعرقل حركة المرور وتتسبب بازدحام الشوارع والطرقات، وإهدار الحقوق العامة للمواطنين الآمنين، وتعريضهم للخطر.
المواطن بندر معتز انتقد "السماح بترخيص قاعات أفراح في شوارع مكتظة بالضجيج والصراخ واستعمال منبهات السيارات لساعات طويلة"، معبرا في الوقت ذاته عن أسفه من "تصرفات بعض طلبة الجامعات، وهي الفئة المتعلمة في المجتمع"، ومشيراً إلى أنه شاهد العديد من الحوادث التي ترافقت مع الممارسات السلبية في المواكب.
كما انتقد المواطن خالد القعايدة "خروج بعض المحتفلين بأجسادهم من نوافذ السيارات والسير بسرعة جنونية أحياناً، ما يشكل خطراً على سلامتهم وعلى المواطنين".
وقال القعايدة، إن "السواد الأعظم من المواطنين يرفضون كل السلوكيات والمظاهر السلبية في التعبير عن الفرح، إلا أن فئات قليلة تصر على ممارستها ظنا منها أن في ذلك حقا لها بالتعبير عن الفرح".
من جهته، يدعو أستاذ القانون في جامعة الإسراء الدكتور محمود الشوابكة إلى "تفعيل قانون السير؛ وزيادة الجوانب التوعوية للأفراد بخطورة هذه الممارسات، وأهمية الالتزام بقواعد السير، والشعور مع الآخرين".
وكان مدير إدارة السير العميد فراس الرشيد، أكد أنه "مقارنة مع السنوات الماضية فقد تضاءلت نسبة ارتكاب المخالفات المرورية المتعلقة بمظاهر التعبير في المناسبات، وذلك بفضل الجهود التي تبذلها مديرية الأمن العام بمتابعة وتوجيه من مدير الأمن العام اللواء الدكتور عبيدالله المعايطة، فضلاً عن الوعي العام الرافض لمثل هذه الممارسات مثل المواكب المعيقة للسير"، مشيرا في حديثه لإذاعة الأمن العام، إلى أن الحملات الأمنية والمرورية المنفذة من قبل مديرية الأمن العام تهدف إلى حماية الأرواح والممتلكات، ومشددا كذلك على أهمية الشراكة المجتمعية في منع المخالفات والممارسات الخاطئة عند التعبير عن الفرح، التي قد تتحول إلى سبب لقتل الفرحة والتسبب بنتائج مؤلمة.
وتطرق إلى خطة أمنية شاملة مع إعلان نتائج الثانوية العامة وتتضمن محور المرور من خلال آليات رقابية مرئية وغير مرئية، إضافة إلى انتشار مرتبات السير في دوريات باللباسين العسكري والمدني من خلال المباحث المرورية، لرصد المخالفات وتنظيم المرور وضمان انسيابية الحركة على الطرق دون أي عوائق.
واستذكر مدير السير الحادث المؤلم الذي وقع الشهر الماضي لخريجين من طلبة التوجيهي الدولي وأدى إلى وفاة شابين وعدة إصابات، مؤكدا أن الاحتفال بالفضاء العام يتطلب إعطاء الطريق حقه والحفاظ على حرية الآخرين، وأن المسير على شكل مواكب هي مخالفة لقانون السير، وخروج الأجسام من المركبات أثناء المسير يعرض ركابها للخطورة ومستخدمي الطريق للخطر، وسيتحمل مالك المركبة وسائقها التبعات القانونية.
وقال العميد فراس الرشيد إن إدارة السير أعلنت عن تخصيص رقم على تطبيق واتساب للإبلاغ عن أي سلوكيات سلبية أو ممارسات خاطئة، مشيراً إلى أن الغاية منها ليس الرصد بحد ذاته وإنما منع وقوع حوادث ينجم عنها إصابات ووفيات لا سمح الله.
وأكد أنه في حال ارتكاب المخالفة سيتم ملاحقة مرتكبها حتى لو كان ذلك في وقت لاحق واتخاذ الإجراءات القانونية المشددة تجاه المركبة وسائقها، مؤكداً دور أولياء الأمور في إحكام الرقابة حماية لأبنائهم من حوادث مؤسفة ومتمنياً السلامة للجميع.