حسين كريشان
معان – ألقت أحداث وتداعيات مشاجرة "جامعة الحسين" بظلالها السلبية على أسواق مدينة معان التي شهدت تراجع حركتي النقل والسياحة فيها، في وقت ماتزال أجواء القلق والتوتر تسود المحافظة اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا.
وأكدت الفاعليات السياسية والاقتصادية في مدينة معان على أهمية أن تقوم الحكومة بواجبها ودورها بفرض إجراءاتها الامنية على امتداد الطريق الصحراوي لحماية المواطنين والمحافظة على أعمالهم وأوقاتهم، مشيرين إلى أن الأمر يحتاج الى حل شامل على مستوى الوطن من خلال الإسراع بتدارس الوضع قبل أن يزداد الامر سوءا. وأشارت إلى أن الاحداث التي أجبرت إدارة الجامعة على تعليق الدراسة فيها كان له اثر سلبي من حيث تراجع مبيعات المحال التجارية والمطاعم وحركة النقل الداخلية نتيجة عدم دوام الطلبة والعاملين في الجامعة.
ويقول أصحاب ما يعرف بـ"سوق البادية" في معان إن تلك الأحداث التي وقعت في الجامعة وما رافقها من تداعيات أضرت بمصالحهم، وانعكست سلبا على تجارتهم، نظرا لتراكم الديون على كثير منهم بسبب الالتزامات المترتبة عليهم لاسيما إيجار محلاتهم، بالإضافة إلى فواتير المياه والكهرباء الشهرية، وأجور الموظفين.
وأشاروا أن محلاتهم بدت شبه خاوية إلا من أصحابها الذين أخذ الكثير منهم يعيد النظر في الاستمرار بالعمل في مصلحته التي كانت تدر عليه فيما سبق دخلا يقتات وعائلته منه.
وقال التاجر سفيان الشمري إن تداعيات المشاجرة ماتزال تلقي بظلالها على سـوق البادية القديم، لافتا أن السوق ينعى نفسه بعد أن أصبحت غالبية محلاته مهددة بالإغلاق والتوقف عن البيع بسبب انخفاض المبيعات الى أكثر من 90%، وعزوف مئات من ابناء البادية من الزبائن عن المجيء لهذا السوق منذ اندلاع مشاجرة الجامعة.
وأضاف الشمري أن تجار السوق القديم منذ اندلاع الأحداث المؤسفة في الجامعة هم أكثر الفئة المتضررة في المدينة نتيجة اعتمادهم بشكل رئيسي على ابناء البادية والذي يلبي كافة مستلزمات واحتياجيات ابناء هذه المنطقة الضرورية، فضلا عن بعض المقتنيات التقليدية التراثية القديمة والذي يحرص غالبيتهم على اقتنائها. ولفت ياسين كريشان أن السوق أصبح خاليا من ابناء البادية منذ وقوع أحداث وتداعيات المشاجرة، حيث أنه وقبل الاحداث كان يعج بالمتسوقين من ابناء هذه الفئة للتزود باحتياجاتهم، مشيرا أن المتسوق يجد ضالته في هذا السوق الذي تباع فيه أصناف وأنواع مختلفة من المواد الغذائية، إضافة إلى اصناف أخرى من المواد المصنوعة من القمح والتي لا تفارق موائد العائلات البدوية في المنطقة.
وأوضح أحد كبار تجار معان والذي طلب عدم نشر اسمه أن وضع السوق عموما سيئ للغاية، سواء فيما يتعلق بالمحلات أو المطاعم، مبينا أنه وبسبب الاحداث المؤسفة على خلفية المشاجرة وما خلفته من أحداث شغب وقطع للطريق الصحراوي، والاعتداء على ابناء معان خلال مرورهم في مناطق قبيلة الحويطات ولد خوفا لدى الزبائن من أبناء البادية الذين احجموا عن الحضور إلى التسوق من تجنبا من ردود فعل عكسية غاضبة، لافتا أن اسواق المدينة تعتمد في غالبية مبيعاتها على ابناء البادية الجنوبية والقرى المجاورة للمدينة بنسبة تصل الى 60 %.
ويرى أنه في حال بقاء الوضع على ما هو عليه الآن فإن السوق في طريقه الى التراجع وسيغلق غالبية المحلات، ما قد يجعل الزبائن يتجهون لأسواق أخرى بديلة، مشيرا الى تراجع نسبة المبيعات بما يزيد على 50 %، وخصوصاً الايام التي تلت أندلاع الازمة.
من جانبه، قال رئيس غرفة تجارة وصناعة معان عبدالله صلاح إن الاردن ومختلف مناطق المحافظة هي المتضرر الأكبر من تداعيات الأحداث المؤسفة في جامعة الحسين حيث الاعتماد الأكبر على التبادل التجاري بين كافة المناطق سواء البادية أم المدينة، وتأتي باقي المناطق تباعا حيث مرور الطريق الدولي الصحراوي الذي يسلكه المتجهون الى العقبة والبتراء والسعودية.
وأشار صلاح أن عددا من الدول العربية المجاورة والدولية حذرت رعاياها من خلال سفرائها من سلوك الطريق الصحراوي الدولي والذي اصبح غير آمن على حياتهم بعد حادثة الاعتداء على الموطن السعودي الجنسية في منطقة الاشتباكات وإصابته بعيارات نارية، الامر الذي أثر على الحركة التجارية والسياحية وقطاع النقل. وأكد أن تداعيات الاحداث الاخيرة أثرت تأثيرا سلبيا على تراجع حركة قطاع النقل خاصة الوسائط الصغيرة والكبيرة والشركات الوطنية في المحافظة، خاصة مناجم فوسفات الشيدية والشركة الأردنية الهندية للكيماويات، وعملية تراجع نسبة الحجوزات في فنادق البتراء، فضلا عن أضرار وخسائر تكبدها اصحاب الحرف والمهن ومؤسسات الخدمات العامة.