حسين كريشان - بين البطالة والفقر وارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية، تستقبل آلاف الأسر المحتاجة في محافظة معان شهر رمضان المبارك وجيوبها فارغة، في الوقت الذي تعول فيه على المؤسسات الخيرية لسد احتياجاتها وتلبية مستلزمات الشهر الفضيل.
ويستبشر افراد العديد من الأسر المحتاجة قدوم الشهر الفضيل، وسط فرحة ممزوجة بصعوبة العيش والمعاناة نتيجة للأوضاع المعيشية المتردية، وهم يتطلعون فيه لسد احتياجاتهم والتخفيف من معاناتهم، لأن شهر رمضان يمثل موسم التراحم والتكافل والجود والعطاء، ما يزيد تعلق الأسر الفقيرة والمعوزة والأيتام بمؤسسات العمل الخيري.
وينتظر فقراء محافظة معان، شهر رمضان بفارغ الصبر، ومع أنه يأتي حاملا الخير والبركة، ولكن رغم ذلك هناك احتياجات كثيرة للأسر تزيد يوما بعد يوم ومصاريف الشهر الفضيل أكثر من الأيام العادية، في محافظة ما تزال تتصدر الأولى في نسب الفقر بين محافظات المملكة بنسبة 26.6 % مقارنة بـ 14.4على مستوى المملكة وثاني أعلى معدل للبطالة فيها والتي وصلت إلى 19 % مقارنة بـ 12.2 % على مستوى المملكة، وتحتضن في جنباتها 6 جيوب فقر، وفق آخر تقرير رسمي صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي في العام 2013.
ويرى سكان المحافظة، أن غالبية الأسر في رمضان تتكبد كلفا استهلاكية أكبر من دخلها المتآكل الذي يعاني من العجز أصلا مما يجعلها تدخل الشهر الفضيل بجيوب شبه خاوية قياسا لما ينتظرها من نفقات لتخرج منه بجيوب مثقلة بالديون.
ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور بسام أبو كركي، تعاني غالبية الأسر المحتاجة في معان من اختلال واضح بين الدخل والنفقات، ما تجد نفسها في شهر رمضان كل عام، تحت ضغط ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات الاستهلاك لديها مقارنة بالأشهر الأخرى ما يوقعها في عجز مضاعف، بعد أن تواجه العديد من العائلات، تحديات حقيقية لتدبر أمرها وتحديد سلم أولوياتها، الأمر الذي يوقع الكثيرين منهم في المديونية لما يفرضه من زيادة الاستهلاك، الذي أصبح ملازما للشهر الفضيل وتأكل مستوى الدخول، ما يدفع هذه الأسر إلى البحث عن الجمعيات والمؤسسات التطوعية الخيرية لسد احيتاجاتها خلال الشهر المبارك.
ويقول رئيس لجنة زكاة وصدقات فروة بن عمرو الجذامي في معان قاسم الخطيب، إن اللجنة تلقت وعودا من قبل عدد من الجهات الداعمة وتبرعات المحسنين للعاملين في المجال الخيري من أبناء الوطن بدعم اللجنة بالمساعدات الغذائية والطرود التموينية والمادية لتتمكن اللجنة من القيام بتوزيعها على الأسر المحتاجة والفئات المستهدفة، مشيرا أنه مع دخول شهر رمضان، تتفاقم أوضاع الأسر الفقيرة وسط تزايد ملحوظ في أعداد طالبي المساعدات من المعوزين في محافظة معان التي تبحث عن أي شيء يسد رمقها ويعينها على قضاء أيام الشهر الفضيل، ما يزيد من الأعباء الملقاة على اللجان المعنية بالزكاة في المحافظة.
ويأمل عبدالله الحويطات، ومعه العديد من فقراء ومحتاجين في مختلف مناطق محافظة معان كل عام مع قدوم شهر رمضان، الحصول على مساعدات ومنح خيرية تقوم بها جمعيات خيرية ولجان زكاة سواء كانت رسمية أو مؤسسات مجتمع مدني، لتوزيعها على الفقراء خلال الشهر الفضيل، على شكل طرود غذائية أساسية تساعدهم في مواجهة غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.
من جهتها، أكدت مصادر رسمية في مديرية أوقاف محافظة معان أن وزارة الأوقاف وبالتعاون مع صندوق الزكاة ستقيم ملتقى للوعظ والإرشاد واليوم الخيري في معان مع بداية شهر رمضان المبارك، مشيرة أنه وخلال فعاليات الاحتفال سيتم تسليم مئات القسائم الشرائية والطرود الغذائية للعديد من الأسر المحتاجة والفقيرة، إلى جانب مساعدات نقدية لعدد من طلبة الجامعة والأيتام من خلال مديرية الأوقاف لتوزيعها على مستحقيها، إضافة إلى تقديم المساعدات العينية والمادية وترميم المنازل وتوزيع المشاريع الإنتاجية المجانية على الأسر الفقيرة والمحتاجة دعما لأهلها وقاطنيها، بعد إعداد دراسات للأسر الفقيرة والمحتاجة ضمن برامج صندوق الزكاة لهذه الغاية، للإسهام في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة.
وأكد مدير التنمية الاجتماعية لمحافظة معان الدكتور أمجد الجازي، أن المديرية ستقوم بتوزيع مساعدات خلال شهر رمضان المبارك، في محافظة معان، ومنها المكارم الملكية على شكل قسائم شرائية “كوبونات” ومعونات نقدية وطرود غذائية لإسناد آلاف الأسر العفيفة خلال الشهر الفضيل.
وأشار الجازي، أنه سيتم توزيع بطاقات التسوق الشرائية وتجهيز الطرود الغذائية وتوزيعها على الأسر العفيفة ومستحقيها في مختلف المناطق وبخاصة جيوب الفقر، إضافة إلى أن المديرية ستوزع خلال الشهر الفضيل قسائم شرائية بمواد غذائية متنوعة مقدمة من وزارة التنمية الاجتماعية، وفق خطة تنفذها المديرية لمد يد العون للأسر الفقيرة في المحافظة خلال الشهر الكريم.
اضافة اعلان