حسين كريشان – تفتقد تجمعات وأحياء سكنية وسط مدينة معان، لخدمة النقل العمومي الداخلي أو ما يعرف بـ"السرفيس الداخلي"، رغم وجود 4 خطوط مرخصة غير أن حافلاتها تخدم مناطق أخرى بعد أن غيرت مسار خطها، باستثناء وجود خط سير واحد ينقل الركاب من المدينة باتجاه جامعة الحسين.
ويضطر سكان بالمدينة الى التنقل مشيا على الأقدام وقطع مسافات طويلة للوصول الى مقاصدهم، متسائلين كيف يتم تغيير خطوط الحافلات الى مسارات أخرى وترك العديد من المناطق دون خدمة النقل العام.
ووفق سكان بالمدينة، فإن أصحاب وسائقي تلك الحافلات غيروا مسار خطوطهم منذ سنوات للعمل في مواقع وأماكن أخرى خارج المدينة، موضحين أن هذه الحافلات كانت تسهل على مستخدميها التنقل بين مرافق المدينة وأحيائها بأقل تكلفة، مؤكدين أن غيابها يدفع الغالبية للتنقل مشيا على الأقدام أو يضطرهم للانتظار طويلا لأستخدام "التاكسي"، رغم ارتفاع الأجرة جراء عدم تشغيل العداد، فيما البعض يستأجر مركبات المواطنين "الخصوصي" لقضاء احتياجاتهم.
ويشكو أهالي معان من غياب خدمة المواصلات العمومية على الخطوط الداخلية بالمدينة، وخصوصا خطوط منطقة محطة معان، والأحياء السكنية في مناطق حي السطح والإسكان وطريق أذرح، فضلا عن وجود عشرات المنازل التي تتبع لإسكان الأسر العفيفة، والذين هم من ذوي الدخول المتدنية، وتم تركهم لعمليات استغلال من قبل أصحاب الباصات الخصوصية التي تعمل بالأجرة، وتتقاضى مبالغ مالية كبيرة لقاء نقل الركاب إلى مقاصدهم.
وانتقد أحد سكان المدينة أشرف حامد، ما قام به بعض مشغلي الخطوط الداخلية في الآونة الأخيرة، من إجراء تغيير حركة مسار خطوط الحافلات المخصصة في الأحياء السكنية وسط معان، باتجاه شركات التعدين ومناجم فوسفات الشيدية ومشاريع الطاقة الشمسية، بحجة عدم جدوى مسار هذه الخطوط، ما حرم المواطنين من خدمات النقل العام في المدينة، مبينا أن المدينة في توسع عمراني وتزايد مستمر بعدد السكان، وتعدد الدوائر الحكومية والخدماتية فيها ما يوجب الإسراع بحل مشكلة المواصلات الداخلية المستمرة منذ عدة سنوات، لتسهيل تنقل السكان بين الأحياء الداخلية.
وطالب أحمد السعودي، هيئة تنظيم قطاع النقل العام بإعادة تنظيم حركة وسائط النقل على الخطوط الداخلية وإلزام الحافلات بالعمل على خطوط سيرها ومتابعة مسارها من الجهات الرقابية، لتقديم الخدمة للركاب في الأحياء السكنية المخصص لها سابقا حافلات عمومي مرخصة، بخاصة فئة الموظفين المضطرين يوميا للتنقل بالمركبات العمومية للوصول لأماكن عملهم والعودة لمنازلهم.
من جهته، أقر مدير فرع هيئة النقل في محافظة معان سليمان النوافلة، بوجود 5 حافلات رخصت للعمل كسرفيس لنقل في قصبة معان، لكن أصحاب هذه الحافلات يتذرعون بقلة عدد الركاب للالتزام بإيصالهم، وأنهم يعملون بخسارة ولا يمكنهم تغطية الكلف التشغيلية للحافلة بهذه الأعداد القليلة من الركاب، حيث لجأ أصحابها لتغيير مسار خطوطهم وتعاقدهم مع جهات مختلفة خارج وسط مدينة معان دون علم الهيئة.
وأشار النوافلة، أن الهيئة مستمرة بالمتابعة الحثيثة لشكاوى المواطنين حول مشكلة سرفيس النقل في قصبة معان، إذ إن هناك خطة تشغيل للمرحلة الثانية في مجمع السفريات النموذجي الجديد الذي استحدث في المدينة مؤخرا، وسيكون فيه الحل والتغلب على المعوقات والشكاوى المتعلقة بالنقل في وسط المدينة كافة.
وقال، إن الجميع في معان سيلمس تغييرا جذريا، بخاصة فيما يتعلق بحافلات "النقل الداخلي" الفترة المقبلة، بحيث سيلزم سائقوها بالعمل على مسار الخط المحدد، وحسب المسارات المرخصة، عبر تطبيق نظام التتبع للحافلات، وخلاف ذلك ستسحب التراخيص ولن يتم تجديدها وسيتم حجز الحافلة، وفقا للقانون بالتعاون مع إدارة السير في المحافظة، بالإضافة لإصدار تصاريح مؤقتة لحافلات أخرى، لتشغيل الخطوط الداخلية، بغية تقديم أفضل وأسهل الخدمات للركاب.
وأضاف، أن الهيئة ستلزم المشغلين على الخطوط الداخلية ومتابعة المخالفات، إذ ستتخذ القرارات المناسبة بخصوصها لخدمة الركاب ومصالح الجميع، لأن الهيئة هدفها خدمة المواطنين.
وأوضح النوافلة، أن المرحلة الأولى من بدء تشغيل مجمع السفريات النموذجي الجديد، ستشهد تنظيم وضبط عشوائية حركة خطوط النقل سواء الداخلية والخارجية، والتي تشمل قرى وألوية المحافظة والسفريات الخارجية.
اضافة اعلان