الخير على عتبات الهاشمية

الزيارة الملكية إلى "هاشمية معان" أمس كانت مفاجئة في توقيتها وفي خلوها من البروتوكول الرسمي الذي يسبق ويرافق زيارات جلالة الملك إلى مدن وقرى الوطن في سياق جهده الموصول لتفقد أحوال أبناء شعبه والاطمئنان على أوضاعهم وتحسين ظروف حياتهم. لكن نتائج الزيارة لم تكن مفاجئة، بل جاءت في سياق المألوف الهاشمي في حنو القائد على شعبه وتلمسه احتياجات مواطنيه وتلبية مطالبهم وتمكينهم من الحياة الكريمة الآمنة في ظل العرش المفتدى.

اضافة اعلان

ثلاث أسر مجللة بالستر، فخورة بأردنيتها، حظيت في "الهاشمية" أمس بلقاء جلالة الملك والحديث معه والاستماع إليه وهو يسأل الآباء والأمهات عن ظروفهم، وعما يحتاجون إليه لتحسين معيشتهم في هذه القرية الصغيرة التي يعرفها الملك الإنسان، ولا تنتبه إليها البرامج الاقتصادية والاستثمارية التي تغفل البعد الاجتماعي في التنمية، ومحورها الأهم وهو الإنسان الأردني.

ثلاثة بيوت فقيرة وعزيزة النفس تشرفت أمس بفتح أبوابها لسيد البلاد، وقد حملت خطاه الخير على العتبات، حين أكد جلالته بهذه الزيارة المفاجئة، أن زيارة الأهل لا تحتاج إلى مواعيد وترتيبات خاصة، وأن الخير يعم في الأرض حين يكون القائد بين شعبه ومنهم ولهم.

عاشت "هاشمية معان" أمس فرحها الخاص، وكانت "رحمانية صويلح" سبقتها في رمضان الماضي بهذا الفرح اللائق بشعب تائق لعناق قائده.. يومها فاجأ جلالة الملك أهل الحي العمّاني بزيارة غير معلنة، وحرص على أن يطمئن عليهم في بيوتهم المستورة بتقوى الله، العامرة بالحب للوطن وقائده. ويومها أيضا انتهت الزيارة الملكية بتحسين حياة الناس، وتعزيز حاضرهم وطمأنتهم إلى مستقبل مشرق بالخير تحت الراية الهاشمية.

لا نأتي بجديد في الحديث عن حب القائد لشعبه وحرصه على أن يكون قريبا من كل الأردنيين، في مدارسهم ومؤسساتهم ومستشفياتهم ودوائرهم الحكومية، ليرى بنفسه تفاصيل حياتنا ويسمع منا شكاوانا وهمومنا التي لا تستطيع التقارير الرسمية الإلمام بكل تفاصيلها. وكان حرص القائد وراء زياراته التنكرية للعديد من المواقع التي أوعز جلالته بتقويم الخلل في أدائها وسد النواقص في عملها ورفدها بالكفاءات وبالخبرات، ما انعكس على حياتنا إيجابا في حواضر الوطن وبواديه.

زيارة الهاشمية لن تكون آخر المفاجآت الملكية، بل محطة في رحلة البناء والخير لملك يشيع الخير في كل جهات البلاد، ويمضي بنا، ونمضي معه إلى فضاءات الإنجاز.

malayyan@alghad.jo

المقال السابق للكاتب

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا