المراكز الثقافية ودروس التقوية

سميح المعايطة الرسالة التالية تحمل وجهة نظر بعض اصحاب المراكز الثقافية حول التشريع الجديد الخاص بدروس التقوية لطلبة الثانوية العامة، تقول الرسالة: "بما ان العملية التربوية كل متجانس تدور في فلكه كل الفعاليات التربوية، فقد لاحظنا في الاونة الاخيرة هجوما شرسا على المراكز الثقافية، التي تحاول يدا بيد مع كوادر وزارة التربية ايصال المعلومة الممنهجة بالطرق التعليمية السليمة لمن يرغب من طلابنا الاعزاء. وقد صوت مجلس النواب على منح المراكز تدريس مواد مبنية على المناهج المدرسية "التقوية"، وبعد ذلك تراجع المجلس الكريم من تدريس مواد مبنية على مناهج وزارة التربية والتعليم ما يعرف بدروس التقوية". وعلى هذا المنع لدينا الملاحظات التالية: 1- ان هذه المراكز الثقافية هي مراكز مرخصة من وزارة التربية والتعليم، ويقوم باعطاء الدروس نخبة من الاساتذة الحاصلين على موافقات مسبقة من التعليم الخاص. لتدريس التقوية وموافقات من التربية على خطة المناهج مثل اللغة الانجليزية والرياضيات والفيزياء لتدريسها داخل المراكز. 2- تخضع هذه المراكز لسلطة وزارة التربية والتعليم، وما يتبع ذلك من شروط مراقبة تربوية وادارية وتنظيمية وصحية وامنية وسلامة عامة، كل بحسب اختصاصه في جهاز الحكومة. 3- ان المراكز الثقافية تساعد الطلاب الضعفاء، الذين لم يحالفهم الحظ في الثانوية العامة، ولا تأخذ بأي حال من الاحوال مكان المدارس النظامية. 4- تساعد هذه المراكز ابناء فئة كبيرة من ذوي الدخل المحدود والفقراء على تحسين معدلاتهم في الثانوية العامة، ما يساعدهم على الالتحاق بالجامعات الحكومية لان مقدراتهم المادية اقل بكثير جدا من اقل المتطلبات الدراسية في احدى الجامعات الخاصة. 5- في حال منع هذه المراكز، فلن يتوقف اعطاء دروس التقوية مطلقا، بل ستنتقل من اماكن مرخصة معروفة يمكن الدخول اليها والتفتيش عليها في اي وقت من قبل الجهات المختصة الى شقق مفروشة وغير مفروشة والى مخازن مهجورة وغير ومهجورة، والى اماكن بالخفاء لا تستطيع اي جهة ان تضعها تحت المراقبة. وسوف يقوم مدرسون يعرفون ولا يعرفون بالتدريس بتحصيل مبالغ كبيرة، ترهق الاهل، وسوف يكون في البيوت مدرسون حتى ساعات الصباح، ما تنتج عنه مشاكل اجتماعية ومادية بين المدرس وذوي الطلاب نحن في غنى عنها جميعا. 6- ليس من واجبنا ان نقول لكم لماذا يذهب طلاب الثانوية العامة الى المراكز؛ فمن هو منهم ميسور الحال يأخذ في منزله دروسا خصوصية. 7- كثير ممن يعملون في هذه المراكز معلمون، وقفوا انفسهم للعمل في المركز، وجنبوا انفسهم مذلة التجوال وطرق الابواب وقرع الاجراس. ورتبوا انفسهم على العوائد التي تأتيهم من هذه المراكز. وفي حال منع دروس التقوية ستضم هذه الفئة الى افواج العاطلين عن العمل، فتزداد البطالة وتكثر الهموم والمشاكل الاسرية. وسوف تفقد 2000 اسرة دخلها الشهري بشكل غير مباشر و1500 اسرة بشكل مباشر وفوري في حالة تنفيذ القرار، هذا داخل العاصمة عمان فقط ضمن حدود امانة عمان الكبرى. 8- مئات من الموظفين من غير المعلمين يعملون في هذه المراكز، ووجدوا فيها فرص عمل سيلتحقون بطوابير الباحثين عن عمل في حال وقف دروس التقوية. 9- واخيرا نقول لا تجتثوا شجرة لفساد غصن- عالجوا الغصن الفاسد ولو بالبتر- وحافظوا على الشجرة ذات الاصل الثابت وفرعها في السماء. 10- هذه المراكز مجهزة بحسب مواصفات التربية لتدريس التقوية، وقد كلفت مبالغ كبيرة، ومنهم من باع ذهب زوجته او استدان من البنوك او باع مدخراته للاستثمار في هذا القطاع. نرجو من النواب تقييم وضع المراكز الثقافية على ضوء هذه الملاحظات.. خالد عويمر- صاحب ومدير مركز ثقافي. اضافة اعلان

[email protected]

المقال السابق للكاتب 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا