حكومة الاستحقاقات الصعبة

يُفترض أن تحمل حكومة سمير الرفاعي الثانية عنوانين عريضين؛ أولهما استكمال مسيرة الإصلاح، وثانيهما فتح صفحة جديدة مع مجلس النواب. وفي ظل هذين العنوانين المُعلنين يستطيع الرأي العام الأردني أن يقيِّم لاحقا الأداء ويحكم على مقدار التقدم المنجز أو البطء في تحقيق الغايات.

اضافة اعلان

الشرط الواجب لتفعيل ورشة العمل الحكومي حاضر في الوجوه الحكومية القديمة والجديدة. والمواطن الأردني يتوسم في هذه الوجوه الأمل والكفاءة، مثلما أنه يراهن على علاقة تعاون مع السلطة التشريعية تزيل التباسات الماضي وتدشن عهدا من الإنجاز مرتكزا على أولويات واضحة باتت البلاد في أمسّ الحاجة إلى إقرارها للخروج من أعناق الزجاجات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على السواء.

وإذا كان في استقلال السلطات حماية للمنجز الديمقراطي في البلاد، فإن هذا المنجز بحاجة إلى تعزيز لا يتحقق من غير شراكة حقيقية ومسؤولة بين السلطات كافة. وفي هذا السياق ينظر الإعلام الأردني بمنابره المختلفة إلى استمرار هذه الشراكة مع السلطة التنفيذية، بما ينعكس إيجابيا على حياة الناس، وبما يترجم رقميا تطورنا الأدائي المأمول في مختلف القطاعات.

إنها مرحلة جديدة، وسيكون على حكومة الرفاعي الثانية أن لا تكتفي فيها بتسيير عجلة الدولة ومعالجة المستجدات والراهن من الأحداث، بل التصدي للمعضلات الحقيقية التي تشكل عقبات بنيوية أمام تطوير الحياة السياسية.

الثقة كبيرة بالتشكيلة الحكومية الجديدة، وبقدرتها على إنجاز برنامجها، ولا قبول بالتباطؤ أو الأعذار، فجلالة الملك أمر بالانطلاق ووجه بالانكباب على صياغة قانون انتخاب جديد يلغي اختلالات القانون الحالي، وهي عديدة ويمكن استخلاصها من البنود المتعلقة بتقسيم الدوائر فعلية أم وهمية، أو من النقص المتعلق بسقف الإنفاق...إلخ.

ورئيس الوزراء مدرك أن الأردن يحتاج إلى معالجة جذرية للملف الاقتصادي بكل تفرعاته وعلى رأسها فتح الأبواب أمام الاستثمار واستقطاب المستثمرين، ناهيك عن إيجاد حلول لمشاكل صُنّفت بأنها مستعصية مثل قانون المالكين والمستأجرين وموضوع المياه وغيرها.

حكومة الرفاعي الجديدة أرادها جلالة الملك استمرارا وتجديدا في آن معا. فهي حققت ما حققته في نقاط عديدة، ونجحت في إجراء انتخابات معقولة ومقبولة وواعدة بتطوير التجربة، وبقي عليها الكثير. وهي اليوم تستمر لتنجز وتضع اللمسات النهائية على ملفات صار ضروريا ان تُعالج بالمباضع بعدما جُرِّبت فيها كل المراهم والمسكِّنات.

malayyan@alghad.jo

المقال السابق للكاتب

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا