ما ينتظرنا الجوع والفقر والحروب

في الآونة الأخيرة، تزايدت تحذيرات تطلقها هيئات ومنظمات دولية حول خطورة ظاهرة التغير المناخي، وآثارها السلبية على البشرية جمعاء. وآخر هذه التحذيرات حملها تقرير بعنوان "التغير المناخي لعام 2014: التداعيات وسبل التكيف ومكامن الضعف"، أطلقته "الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ" والذي تضمن ملخصا لـ12 ألف دراسة عالمية حول الاحتباس الحراري والتغير المناخي. اضافة اعلان
فقد حذر التقرير من حدوث "تداعيات خطيرة وواسعة النطاق، ولا رجعة فيها مع اشتداد الاحتباس الحراري من انعدام الأمن الغذائي وشح المياه وهجرة سكانية كثيفة وخطر وقوع نزاعات".
والغريب أن هذه التحذيرات لا تؤخذ على محمل الجد من قبل الدول التي تتسبب بالاحتباس الحراري، وهي أميركا والدول الغربية والصين وغيرها، ففي الوقت الذي تؤكد أنها معنية باتخاذ الإجراءات التي تخفض من ارتفاع درجات حرارة الأرض، إلا أنها علميا وواقعيا لا تتخذ ولا تنفذ سوى خطوات محدودة على هذا الصعيد.
المهم، أن الذي سيعاني من هذه الظاهرة بشكل كبير هي الشعوب في الدول الفقيرة والمحتاجة. 
ما يتوقعه التقرير، إذا لم تتخذ خطوات فعلية وحقيقية على الأرض من قبل الدول الكبيرة، خطير وخطير جدا، ينذر بكارثة ستحل بالعالم قريبا، والسبب التغير المناخي.
فالعلماء يرون أن التغير المناخي، سيتسبب بشح في المياه وخصوصا في الدول الفقيرة مائيا، وسيؤثر على صحة الناس في كل العالم، وسيؤثر أيضا على الأمن الغذائي، ويفتح جيوب فقر جديدة في العالم.
وهذه الأمور جميعها ستؤدي، وفق الخبراء، إلى حدوث نزاعات دامية في الكثير من المناطق للحصول على الغذاء والماء والدواء وغيرها من ضروريات الحياة.
ما يحدث اليوم من تقلبات بالمناخ في العديد من الدول، وانحباس الأمطار، وارتفاع وانخفاض درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في بعض الدول، يؤشر على أن التغير المناخي، ليس شعارا يطرحه العلماء للتحذير من السلوكيات البيئية الخطيرة فقط، وإنما أصبح واقعا، سيؤثر على جميع دول العالم، سلبا، وسيؤدي إلى ظروف غاية في الصعوية والخطورة.
وللأسف، ومع أن الأمور المتعلقة بالمناخ والتغير المناخي والاحتباس الحراري، أصبحت تجد اهتماما كبيرا من بعض الدول والهيئات والمنظمات العالمية، إلا أننا لم نر انعكاسا كبيرا لذلك في دولنا العربية. نعم، هناك تقارير عربية متعلقة بهذا الشأن، إلا أن الخطوات التي تتخذ لمواجهة هذه الظاهرة ضعيفة وليست فاعلة، فما نزال نرى ونسمع عن الكثير من القرارات العربية المحلية التي تؤدي إلى تلوث البيئة.
مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، لم يعد الاهتمام بها مقصورا على العلماء وبعض السياسيين والنخب، وإنما من المؤكد أن يتوسع ليصبح أولوية. لذلك، من الضروري أن تحظى هذه الظاهرة بالأولوية لدى المواطن العربي، بالرغم من انشغالاته المحلية التي تفرضها الظروف الداخلية التي تمر بها العديد من الدول.