معضلة القطاع الخاص

يخرج علينا القاموس الانجليزي على شبكة الانترنت بالكلمات الجديدة التي دخلت الى اللغة الانجليزية، وصارت جزءا من التراث اللغوي.

 ومن هذه الكلمات الحديثة كلمة "بوغ شتات" او "bogstat" وتعني كثرة الحديث داخل لجنة عن مشكلة، وتحليلها وقتلها بحثا من دون الوصول الى حلول ناجحة.

اضافة اعلان

ولقد اطلعت على ردود محافظ البنك المركزي على الذين يتهمون البنك المركزي بالتشدد في منح الائتمان، ويقول المحافظ حسب ما ورد في الصحف المحلية ان البنوك هي التي تتشدد وتلقي باللائمة على البنك المركزي، ولكن المهم بعد هذا الجدل هو ان قطاع الاعمال في الاردن يشكو، وبخاصة هذه الايام قبيل آخر العام المالي، من أن البنوك لا تمنحهم ما يحتاجونه من ائتمان.

وكان رئيس الوزراء شكل عندما زار البنك المركزي لجنة لبحث هذه المشكلة بالذات، وقد كتبت في هذا المكان عن هذا الموضوع الاسبوع الماضي، ولكن السياسة الائتمانية ليست مقصدي بل القطاع الخاص.

 فهذا القطاع يمر بمحنة تكاد "تقارب فقدانه للثقة التي وضعت فيه والاماني التي علقت عليه".

ولقد فقد القطاع الخاص، التقليدي منه والرقمي، بوصلته في ظل الازمة المالية الحالية.

وبالطبع، فالأزمة لها فوائدها حيث إنها تفرز دور المنظم عن ممارس الاعمال، أما المنظمون فقد نجحوا في الامتحان، ووفرت لهم الأزمة فرصة للانطلاق نحو العالمية، وأما ممارسو الاعمال فقد فاجأتهم الازمة، وكشفت معدنهم وتبين ان عددا لا بأس به منهم قد أحنت ريح الأزمة ظهورهم، وصاروا يجأرون بالشكوى.

الأردن مقبل على الكثير، وحجم المشروعات الكبرى التي ستنفذ حتى عام 2020 يتجاوز الـ 45 بليون دولار، وحجم العمل الذي ستخلقه هذه المشروعات لن يقل عن ثلاثة اضعاف ذلك، فأين هم رجال الأعمال والمستثمرون المحليون الذين سيتصدرون لكل هذا التحدي الذي تخلقه الادارة السياسية العليا بدأبها وجهدها ومتابعتها.

عشر سنوات من الان ليست بالفترة الطويلة. إن المرحوم العظيم الحسين بن طلال طيب الله ثراه، والذي احتفلنا امس بذكرى عيد ميلاده الرابع والسبعين قد التحق بالرفيق الاعلى قبل اكثر من عشر سنوات، وانظروا حجم ما جرى منذ ذلك الحين.

نريد من قطاعنا الخاص تعاونا اكبر، والذين يدافعون عنكم يأملون منكم، فلا تخذلوهم، ضعوا أفكاركم، بادروا بالحلول، ولا تكتفوا بالشكوى وتقديم العرائض، فدوركم أكبر من ذلك بكثير.

[email protected]