علاء علي عبد
عمان- عندما تبدأ الفوضى تسيطر على حياة المرء، فإن انهياره يصبح احتمالا واردا أكثر من أي وقت مضى، في حال سمح بذلك. لكن، وعلى الرغم من عدم امتلاك المرء للقدرة على التحكم بالأشخاص من حوله أو بالظروف المحيطة به، إلا أنه غالبا ما يمتلك السيطرة الكاملة على نفسه، حسبما ذكر موقع "eZine". وبالتالي يصبح الأمر معلقا على عاتقه بأن يحسن اختياراته، فالحياة ما هي إلا اختيارات نقوم بها ونعيش نتائجها.
لا يمكن لأي شخص أن يعيش الحياة بدون أن يتعرض لعواصفها، قد تكون تلك العواصف أشد على البعض من غيرهم وذلك لأن المرء لا يمتلك القدرة على اختيار عواصفه، ولكنه يملك سيطرة كاملة على كيفية التعامل مع تلك العواصف.
عند اشتداد العاصفة، من المفيد أن يتعامل المرء برأفة مع نفسه، لكن عليه أن يحذر من المبالغة التي يمكن أن تقوده لحصر نفسه في قالب الضحية. ينبغي على المرء أيضا أن يعود نفسه أن يوجه تركيزه نحو الحلول وليس نحو المشكلة نفسها فقط. من الأقوال الشهيرة في الغرب "عندما تقذفك الحياة بالليمون.. قم بصنع الليمونادة". المقصود بالليمون مصاعب الحياة، أي حاول مهما قذفت بالمصاعب أن تجعل من تلك المصاعب شيئا مستساغ الطعم لتكمل مشوار الحياة دون أن تتوقف.
وحتى تتمكن من صنع "الليمونادة" يجب عليك أن تقوم بعدد من الخطوات التي تعتمد على الجانب الروحي بداخلك، فهذا الجانب يعاني من الإهمال لدى البعض على الرغم من أنه يمكن أن يحوي الحل لمعظم المشاكل التي نتعرض لها:
- اللجوء إلى الله: عند التعرض للأزمات فمن الشائع أن نلجأ لطلب مساعدة الآخرين والنصح منهم، وعلى الرغم من أن هذا التصرف غير مرفوض ولكن علينا قبل أن نلجأ للحصول على نصيحة الخلق أن نكون أولا مع خالق الخلق. الله يسمعك في أي وقت ولا تحتاج لواسطة لتكلمه، فحتى لو كنت تشعر بالتقصير في حقه، ستجد بأن رحمته التي وسعت كل شيء قد وسعتك أيضا ومنحتك راحة وطمأنينة لن تحصل عليها في مكان آخر. ابدأ يومك مع الله من خلال الصلاة وقراءة القرآن والدعاء وتذكر قول الله تعالى (ألآ بذكر الله تطمئن القلوب). القيام بهذه الخطوة سيجعل من جانبك الروحي يسمو ويصفو ويكون أكثر قدرة على إرشادك للطريق الصحيح بهداية الله عز وجل.
- ساعد الآخرين: عندما خلقنا الله سبحانه وتعالى خلق الجانب الجسدي من تراب والذي يفنى في تراب الأرض وخلق الجانب الروحي والذي يسمو للأعلى، وبالتالي فإن السعادة الروحانية تتحقق عندما تسمو أكثر وأكثر وهذا يتحقق عندما نقدم المساعدة للآخرين، فهذه إحدى حكم وجودنا في الحياة أن نكون عونا لبعضنا بعضا. وبالتالي فعند الأزمات يتأثر الجانب الروحي بها، وحتى يتمكن هذا الجانب من القيام بدوره بشكل صحيح ينبغي أن نعيد له سموه وهذا يتحقق بعدة طرق من ضمنها مساعدة الآخرين. لذا يجب علينا أن نتذكر دائما أن ما لدينا من مهارات وخبرات يمكن أن تشكل مساعدة كبيرة لغيرنا لو عرضنا تقديمها لمن يحتاج لها وعندما نحقق هذا سنشعر بأهميتنا في هذا العالم وأن أزماتنا مهما صعبت لم تتمكن من إلغاء دورنا الفعال في هذه الحياة.
علينا أن ندرك أن استمرار السير بالحياة بقوة وشجاعة لا يمكن لأحد تحقيقه، فمهما بلغنا من قوة ستمر علينا أيام صعبة، قد تكون أيامنا أصعب من غيرنا، ولكن هذا يعود لكونهم وجدوا طرق التكيف مع ظروفهم والتصالح مع أنفسهم ويحسنون الاستفادة من الجانب الروحي لديهم بشكل يجعل هذا الجانب قادرا على إرشادهم نحو الطريق الصحيح.