عماد العجلوني – ليس وحدهم الباحثون عن الدفائن والذهب، من تحتل أحاديث عالم الجن والسحر حيزا واسعا في أحاديثهم، بل يمتد الأمر ليأخذ مكانه في أحاديث الناس عامة.
عالم السحر والحجب والجن والتواصل معه، بما يكتنفه من غموض من جهة، وشعوذة من جهات أخرى، يطرح عشرات الأسئلة في أدمغة الناس؛ فهل فعلا يستطيع أحد ما، تسخير الجن للقيام بأعمال واسعة.
تلبس الجن وإخراجه من جسد الإنسان، وجلب الحبيب، وفك الحجب، وتنزيل الرزق، والإنجاب والزواج والطلاق، إلى جانب طيف واسع من حاجات الناس الأخرى، وجد بعض الأشخاص بابا "يمتهنون" من خلاله "أعمال السحر"، و"السحر الأسود"، وسواها تحت ستار من غموض غريب، يذهب لب البعض تحت وطأة الضغوط النفسية.
"الغد" تكشف بعض التفاصيل
"الغد" وخلال سبرها أغوار هذا العالم، الذي لا يزال يثير الفضول والجدل، تواصلت مع أحد الزاعمين بتعاملهم مع الجن، الذين يطلقون على أنفسهم لقب "ساحر"، واحيانا "متخصص في عالم السحر والتواصل مع الجن".
هذا "الخبير" الذي طلب عدم كشف هويته، روى لـ"الغد" تفاصيل دقيقة عن عمله، وكيفية تواصله مع الجن الذين يسميهم "الخدم". وفي روايته كشف أسرار صادمة تخص هذا العالم الشائلك، لكنه امتنع في نفس الوقت عن خوض غمار الكثير من الأمور المتعلقة بعمله.
وقال إن التعامل مع عالم الجن له أسرار وخطوات ومبادئ يجب على من يريد أن يدخل إليه اتقانها للوصول إلى مرتبة التعامل والحديث مع الجن وفك السحر باستخدام بعض التعويذات المتعارف عليها في عالم السحر.
نقطة البداية للساحر
وأضاف أن الأمر يبدأ من لحظة دخول المريض إليه وهو يشكي تلبسه بالجن ورؤيته للأشياء المزعجة عند نومه ومن أمثلتها رؤيته لغراب أسود ينقر رأسه أو أفعى كبرى تأكل قدميه أو كلب أسود يحاول أن يهجم عليه.
وفي تلك المرحلة يبدأ من يعرف بالشيخ، وفق ما روى المتخصص في عالم السحر، بالتحضير لإخراج الجن من جسد ذلك الشخص الذي أسماه مريضا حيث يجلسه ويضع على عينيه غطاء ويبدأ بمحاولة التواصل مع الجن داخل جسد ذلك الشخص.
الحديث مع الجن
وكشف للغد بأن الجن لهم أسماء وصفات ولكل واحد منهم له طريقة للحديث معه مبينا أن اللغة التي يفهمها عالم الجان بأكمله هي اللغة السريانية مشيرا إلى أنه يجب على كل ساحر أن يتقنها بشكل كامل.
وأضاف أنه في مرحلة من المراحل يبدأ الجن بالحديث معه من داخل جسد ذلك الشخص ويقوم بالقسم عليه بأن يتحدث معه بما يريد من الشخص الذي يسكن بداخله فيقوم بالحديث معه ومعرفه ما يريده منه وبالنهاية يقوم بإخراجه بقراءة بعض آيات من القران الكريم واصفا الأمر بأنه صعب على المبتدئين في عالم التعامل مع الجن ولكنه سهل للغاية مع المتمرسين.
تفاصيل صادمة يرويها من عايش التجرية
وروى شخص أخر لـ"الغد" دخل عالم السحر سابقا، تفاصيل إضافية في غاية الأهمية عن كيفية تعلم السحر والتعامل به. واتقانه وقال إن تعلم السحر يبدأ من قراءة بعض الكتب والحصول على خاتم ومسبحة يزعم أنها تعلم الشخص كيفية التقرب من الجن.
وأضاف أنه يجب على الشخص الذي يريد دخول عالم السحر قراءة تلك الكتب للوصول إلى مرحلة روحانية عميقة تتمثل برؤية الجن للحصول على ما يسمى "الخدام" وهم على قمسين خدام علويين وسفليين.
وأكد أن المرحلة التالية من تعلم السحر تكون هي الخلوة، وفيها يقوم المتعلم بطقوس يتخللها تدنيس للقرآن الكريم، وتمتنع "الغد" عن نشر تفاصيلها لما فيها من آذى يمس المشاعر الدينية.
شروط دخول عالم السحر
وأشار إلى أن من أهم الشروط التي يجب أن تتوافر بالساحر تعلم بعض الآيات من القران لإيهام الناس بانه شخص صالح وهو في الحقيقة غير ذلك تماما.
وكشف عن أن الجن الذين تعامل معهم يقومون بإحضار أخبار له عن بعض الأشخاص من خلال القرين التابع لهم ويقدمون تلك المعلومات له مقابل خدمة هو يقدمها لهم وهي الشرك بالله وتدنيس القران الكريم.
خداع الناس
وأكد أنه يتم خداع الناس في عملية المعالجة من السحر وما شابهه من فك الطلاسم حيث قال إنه كان يستخدم بعض الحيل ومنها الإدعاء به يريد الوضوء والصلاة وهو في حقيقة الحال يذهب للحمام لوضع النجاسة على جسده ولا يقوم بالصلاة.
وقال أنه كان يقوم بحركات الصلاة أمام أعين الجالسين للخداع، وعندما يقرأ تكبيرة الإحرام ويقول "الله أكبر" يبدأ بقراءة بعض الأدعية التي تستحضر الشيطان بصوت منخفض وعندما يظهر الشيطان أمامه يسجد له على الفور.
ولفت إلى أن الطريق للخروج من عالم السحر والجن والعودة إلى الله ليست سهلة ولكنها تعتمد بشكل أساسي على قراءة القران باستمرار والوضوء والالتزام بالصلاة وذكر الله تعالى.
أنواع السحر وأخطرها ضررا
وعن أنواع السحر كشف عن وجود 3 أنواع له وهي السحر الأبيض والأسود والأحمر مشيرا إلى أن النوع الأخير وهو الأحمر شاع استعماله هذه الأيام بسبب اعتقاد الكثيرين بقدرته الخارقة على حل جميع المشكلات.
وأضاف أن البعض يصنفه بأنه السحر الأوسط الذي يستعمل في أعمال الخير والشر معا على اعتبار أنه يقع فى المسافة بين السحر الأسود وهو السفلي المخصص للأعمال الشريرة وبين السحر الأبيض الذي يستخدم في أعمال ليست شريرة.
أقسام السحر
ولفت من خلال حديثه لـ"الغد" بأن للسحر أقسام ثلاثة رئيسية وهي سحر التخيل ويعني أن يعمـد الساحر إلـى القـوى المتخيلة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقى فيها أنواعـا من الخـيالات ويندرج تحت السحر الحقيقي والتخيلي.
أما القسم الثاني فهو السحر الهوائي ويكون السحر في هذا القسم معرضا لتيار الهواء فكلما مرت الريح زاد تأثير السحر أما القسم الثالث للسحر فهو المائي حيث يرمى السحر في البحار والأنهار والآبار وفي مجاري المياه لتحقيق المراد منه.
وأما السحر الرابع فهو الناري حيث يوضع السحر في أو قرب مواقد النيران مثل التنور أو الفرن. وأخيرا السحر الترابي حيث يدفن السحر في التراب كالمقابر والطرقات والبيوت.
وختم الساحر حديثه مع "الغد" بتوجيه رسالة إلى كل من دخل إلى عالم السحر بأن يرجع إلى الله وأن يبتعد عن كل هذه الشرور التي عانا منها وهو يمارس السحر سابقا.
