منى أبوحمور
عمان- بمقطوعات موسيقية متميزة عزفها مجموعة من طلبة المدارس الحكومية والخاصة بأناملهم الذهبية وبأصوات حناجرهم التي تصدح حماسا وفرحا، اختتم "اعزف- تعليم الموسيقى في مراكز المجتمع المدني" برنامجه أول من أمس تحت رعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال، وبحضور وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز.
شارك في الحفل الذي أقامته شركة "اعزف" على مسرح هيا الثقافي في الشميساني، أكثر من أربعين طالبا وطالبة من طلبة المدارس المستفيدين من البرنامج للعام 2017-2018، قدموا خلاله مجموعة متنوعة من المقطوعات الموسيقية والفقرات الغنائية التي أداها المشاركون بحماس كبير تفاعل معه الجمهور.
تميز المشاركون في الحفل بإتقانهم المقطوعات الموسيقية؛ حيث بدا الجهد الذي بذله الطلبة واضحا بالتدريب، فقد أدى الطلبة فقراتهم خلال الحفل بشكل مستقل بدون مشاركة موسيقيين محترفين، الأمر الذي ميزها عن غيرها من الفعاليات.
وتنوع حضور الطلبة المشاركين من أنحاء المملكة كافة؛ حيث طبق المشروع في معهد الملكة زين الشرف التنموي في عمان ومراكز الأميرة بسمة في إربد ومادبا ومعان والبلقاء ومركز الدعم الاجتماعي ومراكز رواد التنمية في عمان والطفيلة ومركز الإبداع في الكرك.
كما قدم كل مركز فرقة موسيقية مستقلة تكونت من عدد من رواد المركز الذين استفادوا من البرنامج وعزفوا على آلات تضمنت بشكل أساسي البيانو والإيقاع والغناء؛ حيث تراوحت أعمار المشاركين بين 6 و17 سنة. وتأكيدا لأهمية إعادة إحياء الموسيقى وإنعاشها في مدارس المملكة كافة، أكد وزير التربية والتعليم، الدكتور عمر الرزاز، في كلمته التي ألقاها خلال الحفل، الحاجة لنشر تعليم الموسيقى على نطاق واسع في المدارس الحكومية ضمن رؤية الوزارة التي تتضمن إعادة تفعيل حصص النشاط المدرسي باعتبارها إحدى أهم الوسائل لمكافحة التطرف والعنف بين الطلاب.
وبين أن تحسين التحصيل العلمي لا يكون بزيادة الحصص المدرسية وإنما بفتح المجال أمام الطلبة للمشاركة بمثل هذا النوع من البرامج، واصفا الموسيقى بأنها غذاء للروح ولغة التواصل في أنحاء العالم كافة.
وعبر الرزاز، خلال الحفل، عن فرحته الكبيرة بما قدم الطلاب والطالبات المشاركون بأعمارهم المختلفة ومخرجات البرنامج، مؤكدا حرص الوزارة على تعميم هذه الفكرة في مدارس المملكة كافة.
ومن جهته، أكد المدير التنفيذي لشركة "اعزف" للموسيقى، بشر أبو طالب، أن الشركة تطمح من خلال برامج "اعزف" التعليمية، إلى تغيير واقع تعليم الموسيقى في المملكة لما للموسيقى من آثار إيجابية على السلوك الاجتماعي والتحصيل العلمي والتعبير عن النفس بطريقة إبداعية وزيادة الثقة بالنفس، مثمنا جهود الشركاء والداعمين الذين أسهموا في إحداث هذا التغيير الإيجابي في حياة الطلبة.
يقوم برنامج "اعزف- تعليم الموسيقى في مراكز المجتمع المدني" على توفير الآلات الموسيقية والفيديوهات التعليمية والإشراف الميداني لتوفير تعليم الموسيقى بشكل عملي قابل للاستمرار والتوسع.
يذكر أن برنامج "اعزف- تعليم الموسيقى في مراكز المجتمع المدني" جاء ليقدم حلاً عملياً لمشكلة غياب تعليم الموسيقى في المراكز الشبابية والمدارس الحكومية؛ حيث يعاني الأردن من نقص حاد في مدرسي الموسيقى لقلة الإقبال على دراستها، بالإضافة إلى استقطاب المدارس الخاصة والدول المجاورة على المدرسين الأكفاء أو توجه الموسيقيين إلى العمل في الأداء الموسيقي الحي لا التعليم.
وتم تنفيذ هذا البرنامج بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وبرنامج دعم مبادرات المجتمع المدني التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID وشركة زين الأردن وبنك الاتحاد وبالشراكة مع الصندوق الأردني الهاشمي ومركز رواد التنمية ومركز الإبداع في الكرك ومركز الحسين للسرطان.