فطور العيد.. طقس اجتماعي يقوي الروابط الأسرية

تجتمع العائلة على الفطور في اول ايام العيد - (ارشيفية)
تجتمع العائلة على الفطور في اول ايام العيد - (ارشيفية)

ديما محبوبة

عمان – بعد الانتهاء من تكبيرات وصلاة العيد، يتوجه علي تيسير مع إخوانه وأبناء عمومته ليتناولوا وجبة الفطور في بيت العائلة الكبير، بيت الجد.اضافة اعلان
هذا الطقس التقليدي لم يتغير حتى بعد وفاة جده وجدته، وفق علي، إذ أن عمته التي تعيش في منزل العائلة اهتمت بهذا الطقس وحافظت عليه، كفرصة للمة العائلية، وتحضير فطور مميز تتسيده صواني “المعلاق”، والجبن المقلي والبيض بالسمن البلدي، واصناف اخرى يفضلونها.
ويؤكد علي أن الفطور في بيت الجد أول ايام العيد هو طقس ينثر البهجة، ولا يكتمل العيد من دونه. ويبدأ الجميع بالاستمتاع بتناول ما لذ وطاب، وتبادل الاحاديث على المائدة، خصوصا أن باقي الأيام يصعب التقاء الجميع في آن واحد، لانه كل واحد منهم مشغول بعمله ومع عائلته الصغيرة.
فاطمة محمود تؤكد أن العيد له نكهة مميزة ولا يكون إلا بلمة اشقائها وزوجاتهم وأبنائهم على مائدة الفطور، ينتظرون الأطباق المميزة، فكل واحد يحب أن يتذوق شيئا تعده هي ووالدتها، مثل قلايات اللحمة والكلاوي والمعاليق، والفطيرة وكذلك البيض مع السمن البلدي والطحين. وبعد الانتهاء من الفطور يذهب الجميع لزيارة الأقارب، والاصدقاء، ومعايدتهم.
ويقول الموظف أحمد منصور، إن أهم طقس صباح يوم العيد، هو الاجتماع في بيت العائلة الكبير، “بيت جدي”، وفي الغالب تبدأ اللمة بعد صلاة العيد مباشرة، إذ يجتمع الحاضرون لتحية بعضهم بعضا، والاطمئنان عن أحوالهم. وبعد ذلك يبدأ التحضير للفطور.
ويشير منصور، إلى أن هذا الإفطار فرصة لتجتمع أفراد العائلة على مائدة واحدة، كبارا وصغارا، لينطلق بعدها جزء منهم لبيوت الأقارب والجيران، في الوقت الذي يستقبل من تبقى بعض الضيوف القادمين إلى بيت العائلة.
خبير التراث نايف النوايسة يبين أن هذا التقليد ما يزال موجودا ولم يتلاش عند العديد من العائلات، لافتا إلى أن هنالك عادات بالماضي تبقى مميزة وتقوي الروابط الأسرية، وفطور العيد أحد هذه العادات الجميلة في بيت العائلة الكبير.
في حين يبين اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع بأن هناك عادات اجتماعية محببة وتنشر الود والاحترام والدفء، ومن أهمها هو الفطور الجماعي أو اللقاء الصباحي أول أيام العيد.
ويضيف أن فكرة التجمع عند الكبير في العائلة يعني أن هناك أحدا كبيرا ينتمون اليه، وهذا له أثر كبير في حياة شباب العائلة وأطفالهم، مؤكدا أن مثل هذه العادات تحفر في قلب الطفل أهمية احترام الكبير وحفظ التقليد الجميل في العائلة وأهمها التجمع والتعرف أكثر على أفراد العائلة.