منى أبو صبح
عمان- لم يعد استخدام الجلود مقتصرا على المكاتب كما كان سائدا في السابق، بل أصبح لها تميز ولمسة فريدة في ديكور المنزل، وله استخدامه في حالات كثيرة، فهو يتمدد على الأرضيات، ويغطي الجدران، ويغلف قطع الأثاث على أنواعها وأشكالها، وهو متوافر في شكل لوحات ومربعات لاصقة تضمن لاستخدامه نتائج باهرة.
وهذه الألواح من الجلد تطبع مرحلة جديدة من مراحل الزخرفة الداخلية، وأصبح استخدامها لا يقتصر على المحترفين والمهرة، فهواة الفن الزخرفي أيضا، أصبح بإمكانهم التعامل مع الجلد من خلال إمكانات تقنية حديثة، سهلة التثبيت مما وفر لهم مجالا للتعبير عن ميولهم وأذواقهم، ورغبتهم في التجديد من دون تكاليف عالية.
فلم يعد الجلد مقتصرا على المكاتب الفخمة أو أطقم الكنب التقليدية، فعالم الديكور لا يعرف حدودا لاستعمال الخامات المختلفة في جميع زوايا المنزل، وأصبحنا نرى الجلد في تصميم غرف النوم وطاولات السفرة والعديد من عناصر الديكور، فخرج من رتابة التصميم بألوان مفعمة بالحيوية، فأصبحنا نرى الكنب الجلدي الأبيض أو الكحلي أو الأحمر بتدرجاته اللونية الجذابة.
ويعد الجلد من الخامات الطبيعية التي لا تتطلب مجهودا كبيرا في التنظيف، إلا أنها تستوجب الحذر، وخصوصا إذا أصابتها الشروخ، فسيكون من الصعب إعادتها كما كانت سابقا، لذا يستحسن تنظيفها بقطع القماش اللينة وناعمة الملمس.
ونرى الجلد بتصاميم جديدة سهلة الاستخدام وتلبي الميول والرغبات جميعها، كما تستجيب للأذواق، إلى جانب أن استخدام الأثاث الجلدي في المكان يضفي لمسة جدية، لأن لديه القدرة على التحمل، لذا نراه يحتل مكانة مميزة في عالم الديكور المنزلي الحديث، خصوصا في غرف المعيشة عندما تتميز تصميماتها بالبساطة، فقد اتجه العديد من مصممي الديكور لطرحها بأشكال مبتكرة بدون إضافات معها، أو يطعم بأقمشة تتناسب وديكور المكان وتخفف من صرامتها.
وفي غرفة الجلوس، باتت للجلود مكانتها هي الأخرى من خلال الأريكة الرئيسية (الريكلاينر) بينما بقية القطع تكون من نوع آخر، مع وضع سجادة مصنعة من قطع الجلود المجمعة من ألوان الأثاث نفسها، ومن أكثرها جمالا التصاميم الألمانية والأميركية.
وفي غرف النوم، يبطن به الظهر العلوي للسرير، كما يستخدم كبطانة لأحد أبواب الدولاب، ويفضل أن يكون الكرسي المرافق لغرفة النوم من القطيفة، لإضفاء مزيد من الراحة على المكان، بينما في حجرة الطعام، تكون الكراسي مبطنة بالجلد بشكل كلي أو جزئي، وتكون المنضدة من الخشب المطعم بالجلد، وأيضا الكراسي مبطنة بالجلد بشكل كلي أو جزئي.
كما دخل الجلد في ديكور المنزل بشكل عام وإكسسواراته، فمن الممكن عمل وسائد المقاعد من الجلد، وأهم الألوان في عالم الأثاث الجلدي هي الأسود والأبيض والبني والأخضر والأزرق الفيروزي والبرتقالي، إضافة إلى الأثاث المصنوع من جلد النمر وجلد البقر، اللذين يتميزان بشكل ساحر يجمع بين الروعة في الجمال والإبداع في التصميم، ويفضل أن يكون الأثاث الجلدي المستخدم غير لامع حتى لا يعكس الإضاءة.
كما يفضل عند اختيار الأثاث الجلدي، أن يكون مصنوعا من الجلد الطبيعي، فهو متميز بقدرة كبيرة على مقاومة البقع، إضافة إلى الملمس الناعم والجودة العالية والليونة المصحوبة ببعض الخطوط المجعدة.
أما خامات الجلد المصنعة، فهي تصنع من مادة "البي يو" التي تشبه "الريزين"، ولا يمكننا التمييز بينها وبين تلك الطبيعية، علما أنها تدوم لفترة طويلة، كما أنها لا تحتاج لعناية كبيرة.
أما خامات الجلد الطبيعية، فيعد جلد البقر الأكثر استعمالاً في أثاث البيوت، ويتفرع إلى الجلد الذي يُبقي على الوبر والجلد السميك الذي يُصنع من طبقات ثلاث: الأولى، وهي ذات مسام واضحة وتمتلك جودة عالية، والوسطى الأرخص ثمناً، فيما الثالثة خاصة بصنع الأحذية والحقائب.
وبالرغم من أن موضة اللون تتبدل باستمرار، بيقى الجلد البني المعتق والبيج والأبيض الأكثر استخداماً، إلى جانب اللون الخمري والأزرق والأخضر الغامق.
وللعناية بالجلد، هناك بعض الخطوات التي تضمن الحفاظ عليه، منها تجنب تعريض الجلد لأشعة الشمس تلافيا لتبدل لونه، نقوم بتنظيفه بواسطة قطعة قماش رطبة، بعيدا عن مواد التنظيف الكيميائية، ولتنظيف خامات الجلد ذات اللون الأبيض، نبلل قطعة قماش بمزيج من الماء والقليل من سائل الجلي ونمسحها لإزالة الأوساخ والغبار عنها.