انتهى الموسم. موسم العرب إنْ كانوا "آيدول" أو بالكاد تحبهم زوجاتهم التعيسات. كان الأمر يبدو مسلياً أو اضطررنا لتصديق ذلك، ففي موسم سابق كان في الشاشة "ديك" و"دجاجة" كزوجين بالإكراه، واقتضت الضرورة التجارية أنْ يختلفا فوق الهواء، و"يتناقرا" خارج الهواء كطائرين على شجرة "تويتر"، وخسر "الديك" المعركة، حسب ميل جهة الإنتاج، وجاءت لجنة يجلس على يمينها مطرب "قدير" غادر الجيش بـ"زفة"، ومغنية تتلقى التعليمات على "واتساب" من "جيجي"، وموزّع موسيقي تُجمع الفتيات من مواليد 1999 على أنَّه وسيم و"كيوت"، وأيضاً..."أحلام"!
فاز "حازم شريف" القادم إلى لبنان من قدٍّ حلبيٍّ شائع، واختلف "الفيسبوكيون" في تفسير الفوز، فيُرجَّحُ أنه كان مستحقاً، ويُشاعُ أنّه كان ضرورياً، وثمة اتفاق منقوص على أنَّ "حكمة" ما كمُنَت وراء القصد، ربَّما غضب الفلسطينيون، واستدعوا كلَّ وثائق "المؤامرات القديمة"، لكنَّ السوريين لم يتركوا مساحة واحدة للهدوء في الفضاء الأزرق في ليلة "البرايم الأخير"، كلُّ السوريين على اختلاف اختلافاتهم ردَّدوا السؤال الوحيد عن العَلمَيْن: "رفعه ولاَّ ما رفعه"، مكرِّرين ذلك بالمطِّ الموسيقي المستفزِّ كما في العبارة "الماغوطية" الشهيرة: "حكى ولاَّ ما حكى"، ولم يحكِ "حازم" ولو حكى لكان أكثر حياداً من "الأخضر الإبراهيمي"!
انتهى موسم "أراب آيدول" أخيراً ويُشاعُ أنَّ اللجنة ارتأت بعد ثلاثة مواسم من الحزن الإغريقيِّ، أنَّ من حقِّ سورية أنْ تفرح، وكأنَّ في دم الفلسطينيين فرحٌ زائد من الموسم الماضي، وأنَّ السعوديين الذين يحتلون مركزاً مرموقاً ضمن الشعوب السعيدة على الأرض، زاهدون بفرح خفيف، طارئ، ووفق مبدأ التناوب، فعلى الليبيين إذن أن يتهيأوا الموسم المقبل لسعادة قد تحتمل التأجيل إنْ قرَّرت "اللجنة الرباعيّة" في اللحظات الأخيرة أنْ تعيد لليمن شطره السعيد، على أنْ يُمنَحَ العراق اللقب لثلاثة مواسم متتالية، وقد لا يصيبه إلا شيءٌ من الفرح!
الفلسطينيون انقسموا، والانقسام كما تعرفون عادة فلسطينية محمودة، فالبسطاء رأوا أن "هيثم خلايلي" النازل من الجليل الأعلى، يمكن أنْ يمثّل كلَّ فلسطين، من ماء مُحتل إلى ماء مُحْتَل، والمُركَّبون على طبقتين من الوطنية جهروا أن هبَّة الجماهير في الشتاء الماضي كانت كُرمى لـ"محمد عساف" الذي هو من عظمة أصيلة في الرقبة، وتبادل المنقسمون جدل بيزنطة القديم الذي امتدَّ، بلا "حسم عسكري"، حتى وصل صفحة "أفيخاي أدرعي"!
موسم كان أطول من مواسم الزيتون، وسنينه، كان العرب فيه يُمزِّقون نشيد "موطني" إلى أوطان، وينتمون للغناء كما يجلسون في المدرَّجات الحجرية وراء "المنتخب الوطنيِّ"، ولا ضاد يجمعنا، و"فيروز" تبدو مضطرة لاستدراك خطوتها الأولى عن شط في الاسكندرية، و"عبد الحليم" مطالبٌ بالنزول فوراً من "تلفريك" الواصل مثل وتر كَمان مشدود بين "جبيل" و"حريصة"، وعلى "ناظم الغزالي" أن يسحب موّاله العراقي الفصيح من شرفة "بلاط الرشيد" في قاعِ عمَّان، والتالية أسماؤم: "فريد الأطرش"، "سميرة توفيق" و"ليلى مراد"، عليهم أن يشهروا وثائقهم الرسمية التي أخفوها في زمن ملتبس، وعلى الذين ظهروا في الأوبريت "الناصريِّ" المجيد أن يجيبوا بشكل محدَّد: إلى أيِّ "وطن أكبر" ينتمون؟!