هل سيغير صوتي شيئا؟!

هو سؤال تطرحة آلاف السيدات حينما يقترب موعد الانتخابات النيابية خصوصاً، في تعبير عن عدم اكتراثهن بهذا “العرس الوطني”؛ وليقررن بالتالي الامتناع عن التصويت، أو اللامبالاة بشأن من تمنحه صوتها، بحيث يذهب هدراً.اضافة اعلان
طبعاً، تشترك المرأة مع الرجل في الإحباط المتولد نتيجة حصاد سنوات سابقة، والقنوط من التئام مجلس نواب يلبي أدنى الطموحات الوطنية. لكن “إهدار” النساء أصواتهن قد يأتي نتيجة ابتزاز اجتماعي واستسلام لرأي رأس العائلة، سواء كان الزوج أو الشقيق أو أحد الأقارب، باختيار مرشح هم يرونه مناسبا، فيما لم تسمع عنه المرأة الناخبة في حياتها، وحتى قرأت برنامجه الانتخابي. وبالنتيجة تبقى أسيرة نظرة نمطية تمييزية، لأنها ارتضت أن تكون تابعة، لا “تؤتمن” على صوتها الذي يفترض أن يكون صوت الحق!
والحقيقة –التي يفترض أن تكون معروفة- هي أن أصوات النساء مؤثرة، إلى حد القول –ولو نظرياً- إن بإمكانهن إنتاج مجلس نيابي مختلف ببرامجه وأشخاصه، وبالتالي بتشريعاته بحيث تصب في الصالح العام، حاضراً ومستقبلاً.
ففي الانتخابات النيابية المقبلة، يفوق عدد الناخبات الأردنيات الرجال في سجل الناخبين، في جميع محافظات المملكة، وبزيادة يقدر مجموعها بـ200 ألف ناخبة، ليبلغ عددهن مليونين و186 ألف ناخبة. وذلك مؤشر مهم بحد ذاته على قدرة وتأثير المرأة في الانتخابات المقبلة، وفي صنع القرار والتغيير على مستوى الوطن نحو الأفضل، عبر اختيار مجلس نيابي قادر على تمثيل الشعب كما يجب، وضمن ذلك تعزيز فرصة المرأة في الوصول للمجلس لتشكل نسبة جيدة مقارنة بأعداد الرجال. وشرط ذلك، طبعاً، هو تكاتف هؤلاء النسوة، وتالياً اختيار ما يمليه عليهن ضميرهن الوطني.
هنا يبرز الدور الحاسم للتثقيف الانتخابي. وهو دور أساسي لمنظمات المجتمع المدني، ولاسيما المؤسسات التي تعنى بحقوق المرأة. ومبكراً، بدأت اللجنة الوطنية لشؤون المرأة في التحضير للانتخابات النيابية المقبلة، لضمان دعم النساء كمرشحات وناخبات، من خلال عدة برامج. وقد تم تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من التدريب، والمتعلقتين بتطوير المهارات القيادية في محافظات المملكة، والتدريب على الإطار القانوني للعملية الانتخابية.
النساء اللواتي يمثلن أكثر من نصف المجتمع، ماذا لو اجتمعن على مجموعة من المرشحين يشكلون أغلبية في المجلس النيابي الجديد؟ أعتقد أن حجم الإصلاحات السياسية التي سنلمسها وسينعم به الوطن ستكون كبيرة ومختلفة.
وليست القضية الترويج لاستطاعة النساء، وهن نصف المجتمع، وأكثر من نصف الهيئة الناخبة، أن يفرضن مجلس نواب نصفه من النساء، يساهمن في تغيير التشريعات كافة التي تنتقص حقوق المرأة وتعيق تقدمها. فإذ يظل هذا الطموح المشروع موجوداً، فإن الخطوة الأولى على هذه الطريق هو أن تبدأ المرأة من الانتخابات المقبلة بالاختيار بملء إرادتها كل من ترى فيه الإخلاص والكفاءة؛ رجلا كان أم امرأة.
سيدتي، تذكري وأنت بمفردك داخل غرفة الاقتراع، أنك تصنعين الرأي العام اليوم، وتصنعين المستقبل عبر تشريعات وسياسات وطن. فاختاري وجاهري باختيارك، واكسري كل القيود بإرادتك. صوتك مؤثر.. وحق عليك، قبل أن يكون واجباً لك. فاختاري من يستحق فعلا. لأنك بذلك تفتحين باباً للأمل والتغيير، للأردنيين جميعاً، رجالاً ونساء، صغاراً وكبارا.