"out and about": مجموعة شبابية تدعو لنشر قيم التسامح والمحبة

جانب من لقاءات ونشاطات “out and about” - (من المصدر)
جانب من لقاءات ونشاطات “out and about” - (من المصدر)

تغريد السعايدة

عمان- “معاً بمحبة وسلام” كلمات نبضت بها قلوب أعضاء ومنتسبي مجموعة “out and about”، التي تسعى لجعل حياة الأفراد أكثر إيجابية وتعاونا، وتهدف إلى انصهار أفراد المجتمع في بوتقه واحدة قيمها الدائمة هي “سلام، محبة، تقبل، تسامح، وعطاء”.اضافة اعلان
وترجم أعضاء “out and about” قيم الخير والمحبة من خلال أقسام رئيسية لعمل أفراد المبادرة، التي توزعت إلى أقسام عدة دائمة بين ثقافية وخدمية وترفيهية وأبرزها؛ “نادي الكتاب”، وبادرة “إيد على إيد”، التي تنبثق عنها الكثير من الفعاليات الخيرية.
المؤسس لمجموعة “out and about”، رامي دولة ومسؤولة الأنشطة في المجلس الاستشاري للمجموعة، أماني جوزع، أكدا لـ”الغد” أن فكرة “out and about” بدأت منذ العام 2010.
وأكد دولة أن ثلاثة أشخاص من أصدقائه كانوا هم النواة الأولى لتأسيس المجموعة، من خلال اجتماعهم وتفكيرهم في طريقة تعمل على تحسين المجتمع عبر فعاليات يتقبلها المجتمع وتنثر الفرح والسعادة في قلوب متطوعي المجموعة وعلى الفرد المتلقي.
وبدأ الفريق الذي تجاوز عدد منتسبيه على صفحة “فيسبوك” خمسة عشر ألف عضو، بوضع الأهداف والطموحات التي سعوا لتحقيقها، وبالفعل كان ذلك، والدليل هو الكثير من الآثار الإيجابية التي لمسها أعضاء “out and about”، في مختلف مناطق المملكة.
ويقول دولة إن أكثر الفعاليات وهي ترفيهية في طابعها تجد منفذاً لأن تسهم في مساعدة شخصٍ ما بشكل غير مباشر.
وبعيداً عن الكلام وورشات العمل والمناظرات، قرر فريق العمل أن يكون الجانب العملي هو الأبرز والأكبر في المبادرة؛ إذ يبين دولة أن هناك مجموعة من البرامج التي تنطلق تحت شعار “إيد على إيد”، ومن بين هذه البرامج “إيد على إيد لطفل سعيد، للتعلم، للمسنين، وإيد على إيد نخوة”، والتي تعنى بتقديم يد المساعدة لفئة معينة من أبناء المجتمع، بتنسيق مع الجهات المختصة.
للمسميات في “out and about” معنى، وهنا يظهر “إيد على إيد نخوة”، والتي يسعى فيها الفريق، كما يؤكد دولة إلى مد يد العون للأشقاء العرب المتواجدين على الأراضي الأردنية، وبخاصة من يعانون من ظروف معيشية صعبة بسبب اللجوء.
من جهتها، تشير جوزع إلى مشروع خيري آخر يهتم بالمرأة من خلال توفير فرص عمل بيتية للسيدات ومساعدتهن في إنشاء مشاريع صغيرة مثل الخياطة وغيرها.
ومن الأنشطة الأبرز والتي تلاقي رواجاً كبيراً بين أعضاء المجموعة، وهم من الفئة العمرية التي تتجاوز 18 عاماً، نشاط “مشاوير” وهو عبارة عن زيارات سياحية ثقافية ترفيهية خيرية في آنٍ واحد. وتبين جوزع أن هذا النشاط يجد قبولاً دائماً بين أعضاء الفريق، بحيث يتم تنظيم رحلات إلى مناطق مختلفة في الأردن، إلا أن الجديد فيها أن “فريقنا يبحث عن المميز في كل شيء حتى في الأماكن التي يزورونها”.
ومن الجميل في الأمر كذلك، أن شبابا من أفراد المجموعة والمتواجدين في المحافظات هم من يقومون بالتنسيق والترتيب للزيارات التي تشمل المحافظات كافة، موضحة “هذا يعمل على تعزيز روح الفريق، ويزيد من البهجة في العمل والزيارات التي تجد صداها في المكان الذي تتم زيارته”.
وتردف جوزع قائلة “من خلال رحلاتنا وبهدف دعم الجمعيات والمؤسسات الخيرية المنتجة يتم شراء كل ما يحتاجه الفريق من هذه الجهات، مثل المأكولات والمواد الأخرى، وهذا ينعكس إيجاباً على المنطقة التي تتم زيارتها، ويكون فيها دعم ومساعدة للأفراد وتبادل للمنفعة، بالإضافة إلى ذلك فإن “مشاوير” تعمد إلى أن تختار كل ما هو غير مألوف في كل “مشوار” لاكتشاف كنوز الوطن من مناطق، وقد يتوقف الفريق عند أبسط الأمور في الرحلة مثل الأماكن للوقوف على تاريخ هذه المنطقة وسبر غور تفاصيلها”.
“السياحة الزراعية”، هي أيضاً أحد أنشطة “out and about”، ويقول دولة إنه أحد المشاريع المميزة التي يقوم بها الفريق، وهي القيام برحلة جماعية كبيرة وقد تتضمن عائلات كذلك، إلى إحدى المناطق الزراعية والعمل على مساعدة المزارعين في موسم القطاف للمحصول الزراعي، وفي الوقت ذاته يقوم الأعضاء باتباع ما يحتاجونه من خضار وفواكه من المزرعة ذاتها، وهنا يظهر معنى المنفعة المتبادلة والتعاون والمساعدة.
وإيجابية هذه الأنشطة لا تتوقف عند هذا الحد، كما يقول دولة، فهي في الوقت ذاته تساعد على تنمية الحس الوطني والانتماء وإشعال روح الجماعة والعمل التطوعي لدى الأشخاص، كما تسهم في أن يشعر الشخص بإيجابيته التي تنعكس على المجتمع المحيط به، وجعله يتحمس وينتظر بلهفة للمشروع المقبل ليكون عنصراً مؤثراً فيه.
وأشارت جوزع إلى الأنشطة الثقافية التي تقيمها البمادرة تحت عنوان “نادي الكتاب”، والذي من خلاله يتم الاتفاق قبل فترة زمنية على أن يختار كل من يرغب بالمشاركة كتابا معينا تمت قراءته والاجتماع لمناقشته، وعادةً ما يكون ذلك مرة كل شهر؛ إذ يجتمع الفريق حالياً في المركز الثقافي التركي للمناقشة والحوار، بعيداً عن أي اختلافات جوهرية، ويتم في الجسلة تطبيق شعار “بمحبة وسلام”.
كما يتم في نادي الكتاب كذلك، تنظيم أمسيات شعرية واسكتشات فنية، تحت مظلة “الثقافة”، والمميز فيها كذلك أن الفريق يحرص على أن إشراك كل فئات المجتمع، مثل كبار السن، الذين عادةً ما تتم استضافة أحدهم ممن يمتلكون موهبة معينة لإبرازها للمجتمع، وفي ذلك نوع من أنواع الدعم النفسي لهم، وهنا كذلك يظهر معنى التعايش بالحب والسلام.
بالإضافة إلى ذلك، يتم في “نادي الكتاب” تنظيم جلسات حوارية في مختلف القضايا العامة التي تدور في المجتمع وتلامس قضايا الناس، وتجد حضوراً جيداً بين أفراد المجموعة وكل شخص يرغب بحضور تلك الفعاليات.
أما برنامج “دوائر” فهو يعنى بتنظيم جلسات دورية منها ما يكون لتدريب المهارات الحياتية؛ إذ يوضح دولة أنها تسعى إلى تحسين حياتنا من خلال مهارات مختلفة يتم تقديمها من قبل مُدربين مؤهلين، بالإضافة إلى دائرة تعليم مهارات اللغة الإنجليزية، وغيرها الكثير من العناوين.
ولا يغفل الفريق حاجة الإنسان إلى الترفيه، ولذلك تنظم المجموعة يوماً خاصاً للترفيه، ويطلق عليه “funday”، وفيه يتم إطلاق مجموعة من الفقرات الترفيهية التي يتفق عليها أعضاء الفريق، وهي كذلك من الأمور المحببة لدى الأعضاء ويشارك فيها عادةً عائلات بأكملها عدا عن الشباب والفتيات من أعضاء الفريق.
ولـ”out and abuot”، مجموعة من الأهداف التي يحرص أعضاؤها على الاستمرارية بها، وتتلخص بالإيمان بضرورة وأهمية ايجاد مجتمع مدني حضاري ومسالم ومتصالح مع نفسه مبني على أسس المحبة والسلام وقيم المواطن العالمي، وأن هذا المجتمع يمثل نقطة مضيئة ومشرقة عن بلدنا، وبأنه جزء بسيط من مجتمع المحبة والسلام العالمي، والإيمان أن القيمة الإنسانية هي الكبرى والأقدس والتي تربط بين أبناء البشرية، واعتبار تجمعهم بأنه نواة تغيير إيجابي لمجتمعنا وبلدنا.