مراد تصنع دمى شرقية بهوية أردنية

دمية صنعتها حنان مراد - (بترا)
دمية صنعتها حنان مراد - (بترا)

عمان- ليس اسما لماركة أو مؤسسة تجارية، وإنما هو دمى شرقية بهوية وثقافة أردنية تجمع بين التراث والحداثة، تنسج من خلالها حنان مراد حكايا الماضي ورونق الحاضر واستشرافات المستقبل.اضافة اعلان
فالدمى، بحسب تعبير مراد "أكثر من مجرد وسيلة للعب، فهي تقدم هدية في المناسبات المختلفة، لتبقى ذكرى عزيزة بين المتهادين، وهي ليست للصغار فقط، بل يطلبها ويتهافت على شرائها الكبار مثل الصغار".
وهي لذلك تصمم دماها بحيث تختزل الدمية ما يريد الزبون، فالبعض يطلبها وفقا لمهنته ليضعها في مكتبه، والبعض يطلبها لتعكس ذكرى قديمة أو مناسبة حديثة كالتخرج والزواج وربما لتحكي ذكرى مولود جديد وغيرها من المناسبات. وتكشف مراد عن سر الإقبال على دميتها، بقولها إنها تدرس خصائص زبائنها لتحيك بأناملها الدمية لتعكس روح وشخصية الزبون، من دون إغفال اللمسات الجمالية وإضفاء الملامح الشرقية، ومنها أثواب أردنية تزهو بالدمية وصاحبها.
ولأن الدمية تحمل في تفاصيلها روح الطفولة والبراءة النقية، فإنها تعكس علاقة تبادلية مع صاحبها وتترك مفاجأة جميلة وهدية تروق للكثيرين، بخاصة لدى الفئات العمرية الصغيرة، لأنه بحسب ما تقول: "هذه الألعاب الشرقية تلبي احتياجات الناس وتشعرهم بالحنان والأمان"، ولذلك يلاقي هذا النوع من الدمى إقبالا متزايدا.
وتستذكر مراد أول تجربة لها وهي على مقاعد الدراسة؛ إذ كانت شغوفة في تصميم الدمى والأشغال اليدوية واللوحات والمجسمات الفنية، وقد لاقت أعمالها إعجابا وتشجيعا من قبل معلماتها ورفيقاتها وكذلك أهلها، واستمر التشجيع مع زوجها طبيب الأسنان الذي بادلته التشجيع بإهدائه دمية تنسجم وطبيعة مهنته صنعتها له بيديها.
ولاختيار دمية للأطفال أهمية خاصة، كما تقول مراد، لأنها تحاكي المشاعر والعواطف، وتنمي الخيال، وتطور من المهارات اللغوية والتعبيرية والمعرفية والحركية، ولذلك تحرص مراد على اختيار الألوان، لما فيها من أثر في نفس صاحبها؛ حيث يتجدد فيه الأمل والسعادة وروح الابتهاج.
وتنوه الى أن الدمية ستبقى في ثنايا الذاكرة محملة بعبق الماضي بأطيافه وأشكاله كافة، وهو ما يؤكده استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، الدكتور عبدالله أبو العدس.
ويوضح الدكتور أبو العدس، أن اللعب يشكل في حياة الطفل إحدى الوسائط التربوية المهمة التي تعمل في كل الأحوال على تكوين شخصية الطفل، وتفتح أمامه بعض الأبعاد في العلاقات الاجتماعية القائمة بين الناس وتسهم في مساعدته على اكتشاف بعض الحقائق في الحياة؛ حيث يتعلم ضبط الذات، وتنسيق السلوك ليكون مقبولا مع الآخرين. كما أن اللعب أحد المداخل الرئيسية للنمو العقلي والمعرفي والاجتماعي والانفعالي لدى الطفل ومرشد له. وأشار الى أهمية خلق دمى تناغم الثقافة الشرقية بالشكل والأسماء وتكون بمثابة الوسيط التربوي الذي يرسخ القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع، وتزيد ثقة الفرد بنفسه، لافتا إلى أن الدمى تعطي شعورا بالأمان والطمأنينة.
ويؤكد أن الشخص الذي يصنع الدمى يقدم رسالة اجتماعية تنعكس عليه كصانع للفرحة والمتعة، مشددا على أهمية انتشار ألعاب الأطفال، لأنها تصقل شخصية الطفل، وتعمل على إشباعه بالموروثات الاجتماعية.-(بشرى نيروخ/ بترا)