ما هي أبرز القطاعات المستفيدة من الذكاء الاصطناعي؟

دور الذكاء الاصطناعي في تمكين الزراعة من التكيف مع التغير المناخي - تعبيرية
الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المخاوف التي ترافق انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة على غرار "تشات جي بي تي" و"بارد" يؤكد خبراء أردنيون أن ثمة إمكانيات هائلة يمكن أن تقدمها هذه البرامج لمختلف القطاعات الاقتصادية على صعيد الوقت والجهد والتكاليف واختصار المهام الروتينية. 

اضافة اعلان


ويوضح الخبراء أن قطاعات واسعة يمكنها الاستفادة من هذه التقنيات، حكومية أوخاصة أو على مستوى الافراد، مؤكدين ان المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي بدأت تتزايد بشكل دراماتيكي.


وخير دليل على المنافسة الشرسة التي تتصاعد يوما بعد يوم تلك القائمة بالفعل بين "تشات جي بي تي" المدعوم من شركة مايكروسوفت و"بارد" المطور من قبل شركة "جوجل" العالمية.


ويتوقع الخبراء أن تشتد المنافسة في هذا المجال قريبا إذ يزداد الاهتمام بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، مثل التجارة الإلكترونية والتصنيع والصحة والترفيه وغيرها كما توقعوا ان تنشأ شركات جديدة وتظهر تقنيات جديدة ويزيد التنافس على الابتكار والتطوير.


وتواجد في عمان خلال الأسبوع الحالي رائد الأعمال العالمي، ومؤسس شركة ابحاث الذكاء الاصطناعي " اوبن ايه اي "، صاحبة تطبيق " تشات جي بي تي" سام ألتمان الذي اكد ان إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحويل الصناعات وتشكيل المستقبل هائلة، وأن تشات جي بي تي يمثّل طفرة كبيرة في هذا المجال، ممّا يتيح المزيد من المحادثات الطبيعية والتفاعلية بين البشر والآلات.


وبين ألتمان، في جلسة حوارية استضافته فيها جامعة الحسين التقنيّة، إحدى مبادرات مؤسّسة وليّ العهد، ان الذكاء الاصطناعي يعمل كأداة مهمة لأغراض متنوعة لا حصر لها.


وقال ألتمان "هذه واحدة من أفضل اللحظات منذ وجود الإنترنت، لأي ريادي ان يؤسس شركة وان يطور منتج". 


وقال مدير مركز الاستشارات والتدريب في جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا د.جعفر الصرايرة ان" هناك العديد من الأسباب التي تجعل الذكاء الاصطناعي موضوعًا مهمًا في الوقت الحالي والمستقبل، ومن هذه الأسباب:

 

الإمكانات الكبيرة، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي توفير إمكانات ضخمة لتحسين الكثير من الجوانب المختلفة للحياة، مثل الرعاية الصحية والتعليم والتجارة والصناعة والزراعة وغيرها".


واشار الصرايرة الى ان من اسباب الاهتمام بالذكاء الاصطناعي توفيره السرعة والكفاءة، مع امكانياته في تحليل البيانات واستخراج المعلومات بسرعة وكفاءة عالية جدًا، ما يساعد على تحسين الإنتاجية وتقليل الأخطاء، كما انه يعزز الابتكار في مجالات جديدة، وتحقيق تقدم في عدة مجالات مثل الروبوتات والتحكم في الأجهزة عن بعد والعمليات الذكية.


واكد الصرايرة اهميته في مجال التحليل الضخم للبيانات، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة كميات ضخمة من البيانات وتحليلها للكشف عن الأنماط والاتجاهات والتنبؤ بالمستقبل، ما يساعد في اتخاذ القرارات الأكثر فاعلية والتخطيط الاستراتيجي، لافتا الى اهميته في مجال التعلم الآلي، حيث يمكنه التعلم من البيانات والتجارب السابقة، وبذلك يصبح أكثر كفاءة ودقة في مهامه.


ولفت الى  قدرة الذكاء الاصطناعي على التفاعل مع البيئة كونه يساعد على تطوير تقنيات الروبوتات والأجهزة الذكية والمركبات الذاتية القيادة، والاستخدامات العملية في الطب والصحة والأمن والسلامة والطاقة والبيئة وغيرها، ما يساعد في تحسين الحياة اليومية للناس.


واشار الى ان هناك العديد من الشركات التي تستثمر في مجال الذكاء الاصطناعي وتعمل على تطوير تقنيات جديدة وفعالة، ومنها: شركة جوجل التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من خدماتها، مثل محرك البحث وخدمة الترجمة وتطبيقات الصور وغيرها، وأمازون التي تستخدمه في تحليل البيانات وتطوير منتجاتها وخدماتها، وتعمل على تطوير مساعد شخصي يعمل بالذكاء الاصطناعي يسمى "أليكسا"، ومايكروسوفت التي تستخدمه في تطوير خدماتها ومنتجاتها، مثل نظام التشغيل وتطبيقات الأعمال وخدمة الترجمة.


وبين ان شركة " اي بي ام" طورت نظام "واتسون" الذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات واتخاذ القرارات، وفيسبوك التي تستخدمه في تحليل البيانات وتحسين خدماتها، مثل خوارزميات تحديد الأصدقاء وخدمة التعرف على الوجوه، فيما تعمل تسلا على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في مركباتها الذاتية القيادة وتحليل البيانات الخاصة بالمركبات وتحسين أدائها.


وقال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة احمد الهناندة ان "الحكومة تتابع باهتمام التطورات الحاصلة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي تعمل باستمرار على تمكين المجتمع والقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية للاستفادة من كل التطورات التقنية الحاصلة بما فيها الذكاء الاصطناعي في اطار عملية التحول الرقمي التي تقوم عليها.


واكد أن الحكومة تجهزت منذ سنوات للاستفادة من تطورات الذكاء الاصطناعي بإقرار السياسة الأردنية للذكاء الاصطناعي، الميثاق الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، الاستراتيجية الأردنية للذكاء الاصطناعي والخطة التنفيذية (2023-2027)، ومشروع قياس جاهزية مؤسسات القطاع العام لتبني الذكاء الاصطناعي، والتعاون الفني مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي. 


وعن امكانية استفادة الحكومة من التقنيات والبرامج الحديثة للذكاء الاصطناعي، قال الاستشاري التقني الاستراتيجي المهندس هاني البطش " مجال الذكاء الاصطناعي سريع التطور ولديه القدرة على إحداث ثورة في العديد من جوانب حياتنا"، مؤكدا أن برامجه تتميز بالقدرة على تحسين كفاءة العمليات في المؤسسات الحكومية بشكل كبير، من خلال أتمتة المهام والعمليات؛ إذ يمكن للحكومات تقليل التكاليف وتحسين سرعة ودقة اتخاذ القرار. 


واكد البطش أن من شأن استخدام التقنية الحديثة تحسين الخدمات العامة، مثل الرعاية الصحية والتعليم، من خلال تحليل البيانات وتحديد الأنماط، كما يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الحكومات على اتخاذ قرارات أفضل حول كيفية تخصيص الموارد وتقديم الخدمات. 


وقال  "من خلال الاستثمار في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، يمكنه مساعدة الحكومة في دفع النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة، كما يمكنه أيضًا تعزيز الأمن الوطني من خلال تحسين جمع المعلومات الأمنية وتحليلها، وكذلك من خلال تطوير تقنيات دفاعية جديدة". 


واكد البطش أن لدى الذكاء الاصطناعي القدرة على تحسين كفاءة العمليات التجارية بشكل كبير في القطاع الخاص، من خلال أتمتة المهام والعمليات تستطيع المؤسسات تقليل التكاليف وتحسين سرعة ودقة اتخاذ القرار، كما يساعد في تحسين خدمة العملاء وفهم عملائها وتقديم توصيات وخدمات ودعم مخصصين، ودفع الابتكار من خلال مساعدة الشركات على تحديد فرص جديدة وتطوير منتجات وخدمات جديدة. 


ومن ابرز التطبيقات التي ظهرت في صناعة الذكاء الاصطناعي هو روبوت الدردشة"تشات جي بي تي" الذي لفت انتباه عشاق التكنولوجيا في شتى أنحاء العالم منذ طرحه للاستخدام المجاني في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وبلغ عدد مستخدميه أكثر من مليوني مستخدم. 


وقال الخبير في مجال الذكاء الاصطناعي معاذ العمري ان " التشات جي بي تي"  هو نوع من أنواع نماذج التعلم الآلي المصممة لتوليد استجابات لغوية طبيعية تبعاً لمدخلات المستخدم بمعنى آخر تقوم هذه النماذج بتفكيك الجمل والعبارات التي يتم استقبالها من المستخدم وفهمها ضمن سياقها اللغوي ومن ثم الاجابة عن هذه الاستفسارات عبر مخزون هائل جداً من المعرفة التي تم اكتسابها عبر البيانات التي تم تدريبها عليها. 


واشار الى انه تم تدريب نماذج  " التشات جي بي تي" مسبقًا على كميات كبيرة من البيانات النصية، مثل الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية، باستخدام تقنيات التعلم غير الخاضعة للإشراف وهذا يسمح لها بتعلم الأنماط والعلاقات في اللغة التي يمكن استخدامها لتوليد استجابات متماسكة وذات صلة بالسياق للمدخلات التي أدخلها المستخدم.


وعن ابرز القطاعات التي يمكن ان تستفيد من " التشات جي بي تي"  اكد العمري ان التطبيق لديه القدرة على إضافة قيمة قطاعات مثل خدمة العملاء حيث يمكن استخدام التقنية لتطوير روبوتات المحادثة والمساعدين الافتراضيين الذين يمكنهم تقديم خدمة عملاء سريعة وفعالة، والإجابة على الأسئلة الشائعة وحل المشكلات في الوقت الفعلي.


واكد ان من القطاعات المستفيدة من التقنية التجارة الإلكترونية، عندما تستخدم لإنشاء أوصاف المنتجات والتوصيات والعروض الشخصية بناءً على تفضيلات العملاء وسلوكهم، وقطاع الرعاية الصحية  لتطوير مساعدين افتراضيين وروبوتات محادثة يمكن أن تساعد المرضى في تحديد المواعيد والإجابة على الأسئلة الصحية الشائعة ومراقبة اعراض الأمراض و تذكيرهم بمواعيد الأدوية.


واشار الى قطاع التعليم، وقطاع المالية لتطوير المستشارين الماليين وروبوتات الدردشة الافتراضية التي يمكنها المساعدة في قرارات الاستثمار والإجابة على الأسئلة المالية الشائعة وتقديم توصيات مخصصة.


وقال العمري "التطبيق يفيد في التسويق بالمساعدة في انشاء محتوى تسويقي جذاب ومخصص، كما يمكن استخدامه لتطوير مساعدين للموارد البشرية الافتراضية وروبوتات الدردشة التي يمكنها الإجابة على أسئلة الموظفين الشائعة". 


وبعد النجاح السريع لتقنية "تشات جي بي تي"، اعلنت " جوجل" خلال شهر ايار ( مايو ) الماضي أنها بصدد إتاحة نظام "بارد" للمحادثات باستخدام الذكاء الاصطناعي في أكثر من 180 دولة حول العالم بعدما كان استخدامه محددا في بريطانيا والولايات المتحدة.


وعن " بارد" ومميزاته بين الخبير في مجال التقنية وصفي الصفدي انه نموذج يعتمد على نموذج لغوي كبير تم تقديمه من قبل شركة جوجل وتم تدريب بارد على كمية هائلة من البيانات النصية، وهو قادر على التواصل وإنشاء نص يشبه الى حد كبير ما يستطيع الإنسان القيام به. 

 

اقرأ المزيد :

الذكاء الاصطناعي.. ثورة فعلية أم تضخيم بهدف الترويج؟