عمان- الأكياس المرضية أو ما يسمى عند الناس بالأكياس الدهنية أو المائية، هي عبارة عن تجمع للسوائل في منطقة ما من العظم أو الجلد أو الأنسجة الرخوة، وتكون محاطة عادةً بغلاف أو جدار ذي خصائص خاصة.
والأكياس المرضية التي تصيب منطقة الوجه والفكين غالبيتها تصيب عظام الفكين، وفي حالات قليلة تصيب الجلد أو الأغشية المخاطية المغطية للشفاه أو الفم والحلق، وكذلك هناك الأكياس المرضية التي تصيب الغدد اللعابية.
وهذه الأكياس في غالبيتها تكون لأسباب مرضيّة وفي حالات نادرة تكون لأسباب خلقيّة. ومن أهم العوامل المسببة لهذه الأكياس في عظام الفكين هي الإنتانات السنيّة التي تبدأ بالنخور البسيطة للأسنان (تسوس الأسنان) والتي في حال عدم معالجتها تتطور الى نخور كبيرة في الأسنان تصل الى لب السن (عصب السن) وتؤدي الى تعفّن هذا العصب، وينتج عنها تكوّن منطقة مستعمرة بكتيرية في أسفل جذور الأسنان (ذروة الأسنان).
إلى ذلك، تتطور لتكوّن تكيّسا في العظم المحيط بالسن، والذي يبدأ بالازدياد في الحجم على حساب عظم الفك، والأكياس عادةً لا تسبب أي آلام وليست لها في بدايتها أي أعراض تذكر، ويتم اكتشافها بالصدفة من خلال صور الأشعة الروتينية التي تؤخذ للأسنان والفكين، حيث يتفاجأ الطبيب والمريض بوجود مثل هذه الأكياس في عظام الفك.
والأكياس المرضيّة في غالبيتها هي أمراض نشطة، حيث إنه في حالة عدم اكتشافها ومعالجتها مبكرا تزداد وتتطور وتكبر على حساب عظام الفكين، وفي بعض الحالات تصل الى أحجام كبيرة نسبياً بحيث تكون نسبة كبيرة من عظام الفك قد تآكلت، وفي هذه المرحلة يبدأ المريض بالشكوى من حالة تورم (تضخّم) في الخد والوجه، وهنا عليه بأن يراجع الطبيب، وتكون المفاجأة بعد أخذ الصور الشعاعية المناسبة أن يكون هنالك كيس مرضي ضخم قد أكل جزءاً كبيراً من عظم الفك.
العلاج الوحيد للأكياس المرضية يكون باستئصالها جراحياً، إلا أنه في معظم الحالات قد يقرر الجراح المعالج أن يقوم بعمل فتحة في هذا الكيس ووضع جهاز خاص في هذه الفتحة لمدة ثلاثة الى ستة أشهر، وهذه الطريقة تستخدم في حالات الأكياس الضخمة على أمل أن يصغر الكيس الى حجم يمكّن من سلامة استئصاله جراحيّاً من دون أذية كبيرة لعظام الفكين أو الأسنان المحيطة.
وبعد الاستئصال الجراحي، تتم عادةً استعادة ما تم خسرانه من عظم الفك، إما من خلال طعوم عظمية أو من خلال البناء العظمي الطبيعي. والطبيب الوحيد المؤهل للتعامل مع أكياس الوجه والفكين هو اختصاصي جراحة الوجه والفكين، حيث بناءً على المعطيات والمتغيرات الكثيرة المتعلقة بنوع الكيس المرضي وحجمه وموقعه يتم وضع خطة علاجية متكاملة بما يضمن الشفاء الكامل بإذن الله.
الدكتور/ فؤاد العبّادي استشاري جراحة الوجه والفكين وزراعة الأسنان/ المستشفى الإسلامي
www.medicsindex.com
