"المربى".. حينما تعبق روائح الفواكه الموسمية في أروقة البيوت

المربى
المربى

 في مثل هذا الوقت من كل عام؛ تقوم السبعينية (أم فارس) بتحضير أصناف من الفاكهة الموسمية: (الفراولة والتفاح والخوخ والكرز والمشمش والدراق والبرقوق والتين والتوت)، من أجل حفظها لمدة أطول من خلال تحويلها إلى مربى تكون جاهزة لاستهلاكه العائلة والتلذذ بمذاقه الطيب في كل الأوقات.

اضافة اعلان


وتتوفر مجموعة متنوعة من النكهات والألوان والاعتماد على نوع الفاكهة المستخدمة في إعداد المربى، وبطريقة صحية لا تتركز على مكونات كيميائية. ويرتبط المربى بالمذاق السكري الشهي واللون الجذاب ونكهات الفاكهة التي تجعل منه الأفضل لتناوله في فطور الصباح بدهنه على الخبز وحده أو مع الزبدة أو القشطة أو الجبنة ليشكل مزيجا شهيا.


كما يستخدم في إعداد أنواع كثيرة من الحلويات مثل؛ الكيك والتارت والتشيز كيك وغيرها سواء بين طبقاتها أو ضمن مزيجها أو كطبقة على سطحها لتزيينها.
ووفق ما ذكرته "أم فارس"، فإنه بعد إعداد المربى، يتم وضعه في عبوات وحافظات مغلقة من الزجاج أو غيرها، وتعلمت "أم فارس" تحضير المربى من والدتها وجدتها وسيلة لحفظ الفاكهة، فحتى لا ترمى يتم تحويلها إلى مربى بكل النكهات، مشيرة إلى طريقة التحضير التي تبدأ باقتناء الفاكهة المراد إعدادها وتنظيفها جيدا ونزع النوى من الفاكهة‏، وتقطيعها إلى قطع صغيرة، ومن ثم تبدأ عملية وضع قطع الفاكهة في طنجرة وتضاف إليها مادة السكر، بحيث تكون نصف كمية الفاكهة ويترك حتى يصبح مزيجا من ‏6‏ إلى 8 ساعات، حتى تخرج نوعية الفاكهة كل ما فيه من ماء.


بعد ذلك تقوم بوضع الخليط في إناء، بعد ذلك وضعه على نار هادئة مع متابعته، ومع التقليب المستمر، حتى يذوب السكر تماماً، وتتم إضافة عصير الليمون وتركه على نار الهادئة، وكلما ظهرت الرغوة تتم إزالتها، ليتشكل قوام المربى.


ثم يرفع المربى عن النار، ويترك حتى يبرد تماما، بعد ذلك، يتم إحضار الحافظات بعد تنظيفها ويجب أن تكون جافة تماما، ليتم تعبئة كمية المربى وحفظها في الثلاجة أو في مكان جيد التهوية وتعيد الحاجة "أم فارس" بعضا من الطقوس المتبعة، أثناء عملية الإعداد للمربى قديما والتي كانت تعتمد على العونة كأساس.


تقول: "كانت نسوة القرية أو الحي تجتمعن لتقديم المساعدة وكل واحدة تعرف مجال عملها في تحضير وإعداد المربى التي أضحت تقدم للضيوف ومن يشتاقون لأطعمة مصنوعة في البيت لمذاقها اللذيذ".


وتختتم أم فارس قولها: "إن إعداد المربى في المنزل يحتاج إلى بعض الوقت، إضافة إلى الصبر والانتباه إلى مكوناته وطريقة التحضير بحذافيرها لتحظى بأطيب نوع من المربى الطبيعي مائة بالمائة وخال من الإضافات".


وتبين مهندسة التغذية أركان حسن الشوابكة، أن المربيات المصنوعة من الفواكه الطازجة تمنح الجسم حصة غذائية غنية بالطاقة وتساعد على مقاومة التعب والإجهاد، وعلى القيام بالتمارين الرياضية بطاقة أعلى.


ويفيد البكتين الموجود في مربى الفواكه في الوقاية من الإصابة بالعديد من الأمراض، فضلا عن تقوية الجهاز الهضمي ومعالجة الإمساك، وفي تحفيز تكوين خلايا الدم الحمراء ومعالجة فقر الدم (الأنيميا)، ويفيد النساء الحوامل.


كما يعمل على تحسين صحة البشرة والشعر والأظافر بسبب احتوائه على الفيتامينات والمعادن، ومفيد للأطفال لأنه يساعد الطفل على الحصول على الطاقة اللازمة بفضل قيمته الغذائية العالية، وسهولة هضمه،  والنمو بشكل صحي، إذ يفتح شهيته لتناول الطعام، ويعالج فقر الدم، وينشط الوظائف الدماغية، وهو مفيد جدا للأطفال الذين يعانون من نقص النمو أو النحافة الزائدة. 


وتؤكد المهندسة أركان، أن مربى الخوخ من الفواكه الصيفية اللذيذة والمفيدة، فهو يحتوي على نسبة عالية من الحديد، إلى جانب أن سعراته الحرارية قليلة، ويحتوي على نسبة عالية أيضا من المياه، ويعشقه الكبار والصغار. وبسبب غنى المربيات بالسعرات الحرارية، تنصح الشوابكة بتناولها بتوازن واعتدال حتى لا تساهم في زيادة الوزن والإصابة بالسمنة ويجب على المصابين بمرض السكري الحذر وتناولها باعتدال.

 

اقرأ أيضاً: 

 الفاكهة الموسمية.. مصدر رزق باعة متجولين بألوان ونكهات مختلفة