عمان- مع الإقبال على تناول الطعام بأشكاله وألوانه المتعددة، قد يبدو من المستغرب أن يكون هناك من يخافون الطعام، غير أنه بالفعل هناك ما يسمى برهاب الطعام Cibophobia، حسبما ذكر موقع About.com.
وأشار الموقع إلى أن هذا النوع من الرهاب يعد مركبا ومضللا إلى حد ما، فمن الجدير بالذكر أن بعض الاختصاصيين قد يخطئون تشخيصه من خلال الظن بأن ما لدى المصاب هو "القهم العصابي" أو "فقدان شهية عصابي" anorexia nervosa، وذلك بسبب إعراضه عن الطعام في كلتا الحالتين.
وقد عرف موقع www.mayoclinic.com القهم العصابي بأنه اضطراب للأكل يسبب لمصابيه القيام ببذل مجهودات مفرطة للحفاظ على أوزانهم بمستويات تقل عما هو مناسب ﻷعمارهم وأطوالهم. ويذكر أن مصابي هذا الاضطراب يقومون بتجويع أنفسهم بدرجة كبيرة وممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط، وذلك لتخفيف أوزانهم أو منعها من الازدياد.
ويشار إلى أن القهم العصابي ليس متعلقا بالطعام بحد ذاته، بل هو متعلق بقيام المصاب بربط النحافة بقيمة الذات. أما مصابو رهاب الطعام، فهم يخافون الطعام نفسه، أي أن الشخص معرض للإصابة بكلا الاضطرابين في وقت واحد.
الأعراض
تعد العديد من أعراض رهاب الطعام صعبة الإدراك، وخصوصا بعد السلوكات الوسواسية الموجودة حاليا بشأن الصحة والرشاقة.
وتتضمن أكثر أعراض هذا الرهاب شيوعا ما يلي:
- تجنب أطعمة معينة بشكل كامل، وذلك لاعتقاد المصاب بأنها تسبب أذى يزيد عما هو حقيقي. ويقع الحليب والمايونيز ضمن أكثر الأطعمة التي يتجنبها مصابو الرهاب المذكور.
- الاهتمام الزائد على المعتاد بتواريخ انتهاء الأطعمة. فمن المصابين من يقومون بشم رائحة الطعام وتفحصه بحرص ودقة مفرطين عند اقتراب تاريخ انتهائه.
- الاهتمام المفرط بمدى طهي الطعام لدرجة قد تسبب حرق الطعام أو جفاف المرق عنه. وهذا عادة ما يحدث لدى من يتجنبون اللحوم.
- القيام بعمل سلوكات معينة خاصة بالطعام. وتختلف هذه القوانين من شخص ﻵخر، كما وأنها غالبا ما تتركز على المطاعم، ذلك بأن تحضير الطعام يتم خارج سيطرة المصاب. وتتضمن هذه القوانين تجنب الأكل في مطاعم معينة ورفض تناول المأكوﻻت البحرية بعيدا عن الساحل أو التخلص من الطعام بعد مرور 24 ساعة على تحضيره.
المضاعفات
إن لم يعالج هذا الرهاب، فإنه غالبا ما يتفاقم ويصبح سلوكا وسواسيا. ومع الوقت، قد تزيد قائمة الأطعمة التي يتجنبها المصاب لدرجة تؤثر على صحته. فهو قد يفضل الجوع على تناول طعام يراه خطرا على صحته. ويؤدي ذلك إلى إصابته بالضعف والدوار وسرعة الانفعال.
كما أن وصمة العار الاجتماعية تعد مؤذية للمصاب، وذلك خصوصا عندما يكون مع الأقارب والأصدقاء، حيث إن سلوكاته الناجمة عن هذا الاضطراب قد تكون لافتة لانتباههم.
ومع تفاقم هذا الاضطراب، يصبح من الصعب على المصاب تناول الأطعمة في المطاعم حتى وإن استطاع ممارسة سلوكاته هناك. فتواجد الأطعمة المحظورة حوله قد تجعله يبكي أو يرتجف أو يصاب بأعراض جسدية أخرى.
العلاج
تتعدد الخيارات العلاجية لمصابي هذا الرهاب؛ أهمها العلاج المعرفي السلوكي، والذي يعمل على تعديل معتقدات الشخص وسلوكاته المتعلقة بالطعام. فضلا عن ذلك، فهناك أساليب أخرى متعددة تهدف إلى تحسين علاقة المصاب بالطعام؛ منها العلاج الدوائي والعلاج بالنوم الإيحائي.
ويعد التثقيف بشأن أهمية تناول الطعام والأسباب الحقيقية لانتقال بعض الأمراض عبر الطعام أمرا مهما على المدى البعيد، غير أن الخطوة العلاجية الأولى لهذا الاضطراب يجب أن تكون بالسيطرة على عنصر الخوف من الطعام.
ليما علي عبد
مساعدة صيدﻻني وكاتبة تقارير طبية
[email protected]