باريس - اعتبر المركز الدولي لأبحاث السرطان التابع لمنظمة الصحة العالمية العمل على فترات غير منتظمة بصورة متناوبة بين الليل والنهار من العوامل "المرجحة" للاصابة بالسرطان.
وأوضح فنسان كوغليانو، خبير الاوبئة في المركز الدولي لأبحاث السرطان، لوكالة فرانس برس ان العمل على فترات متناوبة غير منتظمة من ثماني ساعات تتبدل بين الليل والنهار لمدة اسبوع على سبيل المثال مع استراحة لمدة يومين، والتي تحدث اضطرابا في الساعة البيولوجية للجسم، تم تصنيفه ضمن الفئة نفسها للعوامل الاخرى "المرجحة" للسرطان مثل ابخرة محركات الديزل او مركبات الكلور او اشعة الشمس فوق البنفسجية وقساطل الماء القديمة.
ونشر المركز المتخصص بأبحاث السرطان ومقره ليون في فرنسا، دراسته في عدد كانون الاول/ ديسمبر من مجلة "ذي لانست للسرطان" البريطانية. والدراسة عبارة عن استقراء لنتائج دراسات نشرت مسبقا.
وتعتبر الدراسة ان العمل بدوام تناوبي يتضمن فترات ليلية لمدة طويلة، يزيد من مخاطر سرطان الثدي لدى الممرضات والمضيفات الجويات على سبيل المثال، مقارنة مع اللواتي يعملن خلال النهار. ورغم ان الخطر ليس مضاعفا، فهو حقيقي ويعتبره الخبراء "متوسطا".
وتتطابق نتائج الدراسات على النساء العاملات بدوام تناوبي ليلي مع تلك التي اجريت على حيوانات المختبر وبينت ان التعرض لضوء مستمر او خافت خلال الليل او لفروقات زمنية حادة يمكن ان يؤدي الى ظهور اورام سرطانية.
ويقول الخبراء ان الخطر الذي يمثله العمل بدوام ليلي تناوبي يكمن في تأثيره على الساعة البيولوجية التي تنظم عمل الجسم خلال التناوب بين الليل والنهار على مدى 24 ساعة. فالضوء يوقف افراز هرمون الميلاتونين الذي ينتجه الجسم بصورة طبيعية في الليل. وعدم افراز الميلاتونين يؤدي الى ظهور اورام، كما ان تغيير نظام النوم واليقظة يمكن ان يؤدي الى عدم انتظام عمل المورثات (الجينات) التي تلعب دورا في ظهور الاورام.
ومن المعروف من جهة ثانية ان الحرمان من النوم لدى البشر وتوقف افراز الميلاتونين الناجم عنه، يقود الى اضعاف الجهاز المناعي.
ولكن الطبيب كوغليانو يقول انه لا يمكن من جهة ثانية استبعاد عوامل اخرى مثل تأثير الاشعة الكونية على الملاحين. كما يشير الى عدم وجود معلومات موثقة تتعلق بتاثير عمل الرجال خلال الليل مثل سائقي سيارات الاجرة والشاحنات.
ويقول ان ارتفاع سرطانات البروستات على سبيل المثال لدى الطيارين قد تكون عائدة الى الحرص على اجراء فحوصات منتظمة للكشف عن الامراض.
ولذلك يرى المركز الدولي لأبحاث السرطان انه ينبغي "القيام بدراسات شاملة لتحديد الخطر المحتمل لدى العاملين في وظائف اخرى وبالنسبة للاصابة بسرطانات اخرى وخصوصا لدى الرجال".
