ديما محبوبة
عمان- لطالما كان الحب أولى العواطف والمشاعر الإنسانية التي لا تحدد بعمر بعينه، ينمو مع الطفل في مرحلة مبكرة من عمره ليترعرع فيما بعد على محبة نفسه وذويه ومجتمعه ووطنه، وتتعزز داخله مشاعر راقية ونبيلة وقيم إنسانية جميلة.
ويؤكد مختصون أن الحب ينشأ عند الطفل منذ مرحلة مبكرة، وللوالدين دور أساسي في زراعة البذرة الأولى للحب، من خلال تعويده على التعبير عن مشاعره للمحيطين به من أهل أو أصحاب، ليعم الحب المجتمع.
ولا يقتصر الاحتفال بعيد الحب "الفالنتين" بين العشاق والأزواج، بل هو فرصة لتنشئة الأطفال على حب الأهل ببراءة وعفوية، وهو ما يعبر عنه الطفل حسين ناصر (4 أعوام) الذي اشترى لوالديه بطاقتي معايدة لإهدائهما لهما وعن ذلك يقول "أنا كتير بحب ماما وبابا، ولأنه بكرا عيد الحب حبيت أجيبلهم بطاقات معايدة مكتوب عليها أنا كتير بحبكم، ورح اشتري كمان وردتين لونهم أحمر".
ولم يكن حسين الطفل الوحيد الذي استذكر ذويه في هذا اليوم، فالطفلان محمد وبشار العمد اتفقا على تقديم الشوكولاته والورود لذويهما، وفي ذلك يقول بشار "معلمتي سألتني مين أكتر حدا بتحب فحكيتلها ماما وبابا وتيتا وجدي، فحكتلي بعيد الحب شو بدك تهديهم، ففكرت كتير ولقيت إني بدي أجيبلهم شوكولاته".
أما محمد (6 أعوام) فقرر "بما انه أخوي بشار بده يشتري شوكولاته فأنا حكيت بجيب لكل واحد منهم وردة حمرة؛ لأنه بعرف إنه اللون الأحمر بدل على الحب وأنا كتير بحبهم".
أما الطفلة لمار مراد (3 أعوام) فستقدم هدية مختلفة لعائلتها التي تكن لها كل المحبة، حيث قامت مربيتها في الحضانة بتحفيزها على رسم لوحة جميلة تدل على الحب وعملت على تلوينها باللون الأحمر وإهدائها لعائلتها في "الفالنتين".
وعن تعليم الأطفال حب العائلة وتعبيرهم عن محبتهم بطرق مختلفة في الفالنتين يبين اختصاصي علم النفس د. جمال الخطيب أن تربية الأطفال على حب الآخرين "أمر جميل"؛ مؤكدا أنه "من الحب تنطلق العديد من العواطف الأخرى منها التسامح فيما بينهم ما يؤدي ذلك إلى تأسيس مجتمع متآخ ومتحاب وقوي، وهذا الأمر يبعد العداء والكره من الأجواء".
أما التربوية رولا أبو بكر فتنصح الأمهات، بحكم تواجدهن الدائم مع أطفالهن، باتباع بعض الطرق التي تجعل للحب قيمة كبيرة عند الأبناء، أهمها "أن تكون الأم قدوة ومثالا يحتذى بالحب والتعبير عنه"، منوهة إلى أن تعزيز قيمة الحب يكون من خلال "تحدث الوالدين مع الأطفال بمحبة واحترام وإظهار مشاعر الحب لهم عن طريق اللفظ، كأن يبينوا له أنهم يحبونه ويكررون هذه الكلمة على مسامعهم دائما"، مشددة على ضرورة احتضان الطفل والتعبير عن محبته وضرورة أن يعبر هو أيضا عن مشاعره تجاه أهله وأصحابه، لينشأ على حب الآخرين.
وتلفت أبو بكر إلى أنه من خلال تقديم الطفل هدية لأهله في أي مناسبة كانت يعني أنه لا يتعلم التعبير عن مشاعره وتعزيز المحبة عنده فحسب بل يعلمه ذلك خصالا أخرى حميدة كالكرم والعطاء والتسامح والإيثار، وكلها صفات جميلة تعلم قيما نبيلة.
من جانبه يؤكد اختصاصي علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية د.حسين خزاعي ضرورة تنشئة الطفل على المحبة التي ستنمو معه وتنعكس على تصرفاته مع محيطه، ولا يجد الخزاعي غضاضة من تعبير الأطفال عن الحب لأهلهم في الفالنتين؛ لأن الحب "السبب الحقيقي للنجاح في الحياة"، لافتا إلى أن تنشئة الأطفال على المحبة لا تعود بالنفع على الشخص نفسه وذويه ومجتمعه فحسب، بل هي دافع لحب الوطن والانتماء له.