مادبا مدينة الفسيفساء مقصد دائم للزوار

لوحة الأرضية الفسيفسائية من القرن السادس الميلادي في كنيسة سانت جورج (كنيسة الخريطة) - (بترا)
لوحة الأرضية الفسيفسائية من القرن السادس الميلادي في كنيسة سانت جورج (كنيسة الخريطة) - (بترا)

مادبا- تزخر مادبا مدينة الفسيفساء بمواقع سياحية متنوعة تمثل صورا للحياة الاجتماعية والدينية في الفترات القديمة لاسيما البيزنطية والإسلامية المبكرة جعلتها مقصدا دائما للزاور محليا وخارجيا.اضافة اعلان
ويشاهد الزائر لوسط مادبا أول خارطة جغرافية مسجلة على أرضية فسيفسائية من القرن السادس الميلادي في كنيسة سانت جورج (كنيسة الخريطة) وتمثل الأراضي المقدسة من الجانب الغربي والشرقي من نهر الأردن والبحر الميت ومن شمال الدلتا المصرية.
وقال مدير آثار محافظة مادبا علي الخياط إنه يمكن ملاحظة نحو 156 اسما لقرية ومدينة بالكتابة اليونانية وبالقطع الفسيفسائية الملونة، مثلما يمكن ملاحظة مدينة القدس بأبنيتها وشوارعها وكنائسها بالتفصيل.
وأشار إلى وجود كنيسة العذراء داخل المتنزه الأثري المرصعة بالفسيفساء والنقوش ويظهر فيها لوحة جميلة جدا بالفسيفساء لما يسمى بقاعة الهيبوليتس أو الفصول الأربعة والتي تصور ثلاث سيدات يجلسن على كراسي يحملن الصليب بأيديهن وفوق كل سيدة نقش بالكتابة اليونانية (روما، جريجوريا، مادبا) ما يشير الى ان الفنان الفسيفسائي ارتأى ان مدينة مادبا توازي عواصم عالمية في تلك الفترة بتسجيله اسم السيدة مادبا الى جانب روما وجريجوريا.
وعند التجوال في مدينة مادبا يمكن مشاهدة العديد من الأرضيات الفسيفسائية الملونة الرائعة الجمال في أجزاء المواقع الأثرية، وخصوصا في المتحف الأثري الذي يضم موجودات ولقى أثرية داخل أبنية تحوي على أرضيات فسيفسائية أصلية من القرن السادس الميلادي.
هذا الإرث الكبير لمادبا جعل زوارها في تزايد بشكل مضطرد حيث وصل مع نهاية العام 2010 الى نحو 400 ألف زائر، بحسب مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني في حين وصل عدد الزوار حتى نهاية أيار (مايو) الماضي نحو 117 ألف زائر رغم الظروف الإقليمية المحيطة بالأردن. وأضاف الجعنيني ان وزارة السياحة نفذت مجموعة مشاريع لتطوير المنتج السياحي في المحافظة وزيادة أعداد الزوار أهمها مشروع تطوير المنشآت السياحية بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والذي شمل 26 محلا تجاريا وسياحيا داخل وسط المسار السياحي في المدينة ومشروع تطوير وسط مدينة مادبا بكلفة 2ر6 مليون دينار بهدف إعادة تأهيل شوارع وأرصفة وسط مدينة مادبا لتعزيز مكانتها على خارطة السياحة المحلية والخارجية.
وقال إن الوزارة عملت على إعادة تأهيل وترميم مبنى السرايا العثماني وكلف نحو 713 ألف دينار بهدف تجسيد مراحل تطور مادبا عبر العصور، مشيرا إلى انه من المتوقع ان يتم إدارة المشروع ويشغل من قبل القطاع الخاص.
وأوضح الجعنيني أن عدد المنشآت السياحية في مادبا بلغ نحو 84 منشأة تشمل 12 فندقا سياحيا توفر 331 غرفة فندقية وبسعة 665 سريرا فندقيا، متوقعا ان يتضاعف عدد الغرف الفندقية مع نهاية العام المقبل 2012 .
كما يوجد في مادبا 15 مطعما سياحيا و42 مشغلا سياحيا و28 متجرا للتحف الشرقية وسبعة مكاتب سياحية وفرت فرص عمل لنحو 661 مواطنا.
من جانبها، أعدت جمعية تطوير السياحة والمحافظة على التراث في مادبا خطة ترويجية متكاملة للسياح لزيارة مادبا وما حولها ترشدهم الى كيفية زيارة المواقع السياحية في المحافظة مع شرح تفصيلي عن المواقع.
وقال رئيس الجمعية شارلي الطوال إن الخطة تمكن السائح من زيارة مدينة مادبا وجبل نيبو والمغطس والبحر الميت وبانوراما البحر الميت وحمامات ماعين ومن ثم العودة الى مادبا في يوم واحد نظرا لقرب هذه المواقع من بعضها وسهولة الوصول إليها بأقل من ساعة من الزمن فقط، مشيرا إلى ان هذه المواقع تتنوع ما بين السياحة الدينية والترفيهية والعلاجية.
وتابع ان الخطة أيضا تمكن السائح من زيارة موقع أم الرصاص الأثري والقصور الصحراوية (عمرة والحرانة والأزرق) ليوم واحد والعودة للمبيت في مادبا في حين ان اليوم الثالث يكون لزيارة جرش وعجلون من دون الدخول في العاصمة عمان وأزمتها من خلال شبكة الطرق الخارجية.
وبين أن الخطة تركز على استضافة السائح في مادبا وتمكينه من زيارة مدينة القدس ومن ثم العودة لمادبا نظرا لقربها وسهولة الوصول إليها واستغلال أسعار الفنادق الرخيصة بمادبا مقارنة مع القدس.
ولا تخلو مادبا أيضا من سياحة المغامرة والتحدي والتي تمارس في وادي الموجب وزرقاء ماعين والهيدان ووادي أبو العسل ووادي أبو حمارة بالقرب من بانوراما البحر الميت حيث يوجد شلال ماء في وادي أبو حمارة طوله (81) مترا وهو أعلى الشلالات في الأردن يتم النزول إليه بواسطة الحبال من متخصصين.
كما تضم مادبا منتجع حمامات ماعين السياحي والذي يقصده السياح من جميع أنحاء العالم للعلاج بمياهه المعدنية الحارة الفريدة ويتوافر في المنتجع فندق خمس نجوم يوفر أحواضاً ساخنة داخلية وخارجية، وحوض سباحة، وتسهيلات للاستجمام والراحة.-(بترا- جمال البواريد)