ديما محبوبه
عمان- كثيرون يشكون من العجز عن شراء ملابس جديدة لعيد الأضحى، كون التجار يعيدون استخدام الملابس المستوردة من العام السابق.
أما التجار، فيردون على هذا الاتهام بأن هناك بضائع جديدة تم استيرادها، ويتم اليوم عرضها في واجهات المحلات، إضافة إلى بضائع زائدة تم عرضها من العام الماضي، لكن بأسعار أقل نسبيا مما كانت عليه سابقا.
أمل، وهي واحدة من اللواتي يعانين من عدم قدرتهن على شراء ملابس جديدة لعيد الأضحى، تقول "كل يوم أنزل مع صديقاتي إلى السوق لأتبضع الجديد من الملابس، غير أن معظم ما في الأسواق من البضائع القديمة وغير المناسبة للجو الخريفي".
وترى العشرينية أن التجار يكررون هذه "الخدعة" كل عام، لتيقنهم بحاجة الناس إلى شراء ملابس جديدة في الأعياد، فيعملون على التخلص من البضائع القديمة، لتنزيل الجديد منها بعد العيد.
أما غدير، فقررت منذ أكثر من أربعة أعوام مقاطعة السوق قبل الأعياد، كي لا تقع في شباك التجار، وفضلت، عوضا عن ذلك، شراء ما تريده من الملابس بموديلات جديدة ومناسبة لجميع الأذواق، وبأسعار تضاهي القيمة الحقيقية للقطعة بعد العيد.
وتبين أن الأسواق، بعد العيد، تعاني من ركود في القيمة الشرائية، ولا يكون الطلب على الملابس كبيرا، ما يجعل للتسوق متعة أكبر وفائدة أكثر.
وتتفق الثلاثينية هبة مع غدير، بقولها إن التجار يستغلون حاجة المستهلكين للحصول على السلع؛ وخصوصا الألبسة، ما يجعلهم يرفعون أسعارها على نحو كبير، حتى وإن كانت قد عرضت في العام الماضي.
أما بعد العيد، وانتهاء موسم التسوق، فيضطر التجار لتخفيض أسعارهم، ويعمدون إلى المنافسة في التنزيلات على بضائعهم حتى لا تكسد لديهم.
أما التجار، فلهم وجهة نظر مخالفة، إذ يؤكد أحمد، وهو صاحب أحد المحال التجارية في سوق البيادر، أنه يقوم هو وجيرانه من أصحاب المحلات بعرض سلع العام الماضي في بداية فصل الشتاء، لكن بأسعار مخفضة ومنافسة.
ويعتقد أحمد بأن هذه العملية توفر الكثير على أصحاب الدخل المحدود، ويقول إن المصلحة، في هذه الحالة، تكون مشتركة، إذ يتخلص هو من السلع الزائدة، من موديلات العام الماضي، في حين يستفيد الناس من شراء ملابس جديدة بأسعار مخفضة.
وأما خليل، وهو أحد التجار في منطقة الصويفية، فينفي مقولة ان جميع التجار لا يراعون طلب المستهلك، مؤكدا أنه يسعى إلى توفير معظم طلبات الزبون للحفاظ عليه.
ويقول خليل "أنا لا أسعى إلى جلب الكثير من البضائع المستوردة في بداية الفصل، بل أقوم طوال العام بعدة أسفار أستورد، من خلالها، ما أشعر بأنه يلبي حاجة الزبون، وبكميات محدودة، ما يجعلني أحافظ على زبوني، وعلى سمعة محلي".
ومن وجهة نظر الخبير الاقتصادي حسام عايش، فإن هذه العادات السلوكية التي يتبعها التجار ما هي إلا عادات فردية، ولا تعبر عن ثقافة التجار بالأكمل.
ويؤكد عايش أن على التجار بأن يقوموا باحترام طلب المستهلك، ومراعاة اختلاف أذواقهم، ويأخذوا، بعين الاعتبار، القدرة الشرائية للمستهلك.
"التجار يرسبون في كل مرة بامتحان الثقة بينهم وبين المستهلك"، وفق عايش، مؤكدا أنه لا بأس من عرض القديم من السلع، لكن مع إعلام المستهلك بذلك، والعمل على تخفيض أسعارها مقارنة بما مضى، وبالجديد منها، ليكسب التاجر ثقة الزبون، وليجعل القرار بيده بعد ذلك.
ويسعى بعض التجار إلى استغلال المناسبات وخصوصا الأعياد، لتحقيق مكاسب إضافية، فضلا عن أن بعض التجار يعتبرون تصرفهم، في هذه الحالة، مندرجا في إطار "الفهلوة والشطارة".
وينصح عايش بأن يتم إعطاء دورات من الجهات المسؤولة للتجار، لردم الحلقة المفرغة بين التاجر والمستهلك، وكيفية تعامل الأول مع الطرف الثاني، وزرع الثقة بين الطرفين.
وردا على الكثير من الاتهامات التي يتعرض لها بعض التجار، يقول نقيب تجار الألبسة والأقمشة صلاح حميدان "لا يوجد تاجر لا يريد الخلاص من السلع التي يعرضها في محله، قديمة كانت أو جديدة".
ويؤكد أن هناك العديد من التجار الذين يعرضون البضائع القديمة لديهم بأقل من التكلفة بكثير، آملين بالخلاص منها، لكن في الوقت ذاته، يقومون بعرض الجديد حتى لا تتكدس لديهم سلع جديدة أيضا، فيخسرون القديم والجديد معا.
ويشير إلى أن الكثير من التجار يقعون، أحيانا، في "مقلب" كبير، إذ يعمدون إلى استيراد الملابس، ثم يفاجأون بازدياد الرسوم الجمركية عليها، ما يجبر التاجر، في المرات المقبلة، على استيراد البضائع التي يحتاجها المستهلك فقط وبكميات محدودة.
ويؤكد حميدان أن هناك من لا يستطيع شراء الموديلات الحديثة حال نزولها، بل يؤجل شراءها إلى الموسم المقبل أو عند خضوعها للتنزيلات.