مشاركة الأبناء بتحضيرات المناسبات.. رسم للفرح وتعزيز للثقة بالنفس

مشاركة الأبناء بتحضيرات المناسبات.. رسم للفرح وتعزيز للثقة بالنفس
مشاركة الأبناء بتحضيرات المناسبات.. رسم للفرح وتعزيز للثقة بالنفس

في أجواء ملؤها الفرح باستقبال المولود الجديد، قامت لمياء يوسف بالتحضير لاستقبال مولودها الجديد بالتعاون بينها وبين أختها ووالدتها، بمشاركة طفلتها البكر سلمى التي تبلغ من العمر 6 أعوام.

اضافة اعلان


ولتجاوز مشاعر الغيرة لدى الصغيرة، قامت لمياء بإشراك طفلتها في نفخ البالونات باللونين المفضلين لديها وهما الأزرق والبنفسجي، إلى جانب مساعدتها في ترتيب قطع الحلوى والسكاكر والهدايا في علب خاصة، ليتم توزيعها على الضيوف المهنئين، لافتة  إلى أن فرحة صغيرتها بهذه الأحداث وطريقة سيرها أدخلت لقلبها الفرح وجعلتها متلهفة لقدوم المولود الجديد، بعيدا عن حساسية الأطفال أو الغيرة بين الإخوة التي سمعت وقرأت عنها الكثير.


ويؤكد مختصون، أهمية إشراك الأطفال في المناسبات العائلية مهما كان نوعها، فذلك يساعدهم على الشعور بالارتباط بأسرهم، وينمي الإحساس بالانتماء.


وتتحدث مرام سمارة عن تحضيراتها لحفل زفافها، والتي قررت أن يكون لأطفال العائلة نصيب من هذا الحفل، وذلك عبر توزيع أبناء أشقائها وشقيقاتها الهدايا على المدعوين، وهي "وردة حمراء" وتذكار صغير من أجواء الحفل، وبعد الانتهاء من هذه الفقرة، خصصت "قاعة صغيرة للأطفال" في الحفل، تشتمل على الألعاب، إلى جانب وجود عاملتين مساعدتين للحرص على سلامة الأطفال في المكان.


بدوره يؤكد اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، أن إشراك الطفل في مناسبة معينة تهم العائلة مثل: الزواج، استقبال طفل أو عيد ميلاد أو حتى الأعياد الرسمية، يساعده على تعلم مهارات جديدة، ويمكن أن تكون الأحداث العائلية طريقة مهمة للطفل لتحمل المسؤولية والشعور بأهميته وقدرته على الإنجاز، وذلك بحسب عمره.


ويؤكد مطارنة، أن التعاون العائلي يرسم الفرحة على وجوه الجميع، ويترك ذكريات جميلة لدى الطفل يتحدث عنها في المستقبل، وتعني الكثير له، أحيانا الأهل يريدون الانتهاء من ترتيبات الحفلات أو المناسبات التي تخص أبنائهم بعيدا عنهم أو عن سؤالهم عما يريدونه، وهو ما يزيد الفجوة بين الطرفين، ويشعر الأبناء أن هناك تهميشا لما يحبونه أو يرغبون به.


ويرى اختصاصي علم الاجتماع د. حسين خزاعي، أن رأي الطفل وتفاعله في المناسبات يكون بحسب عمره وكلما أعطى الأهل أبناءهم مساحة للتعبير عما يرغبونه، كلما تطورت مهاراتهم وإمكانياتهم الاجتماعية، إذ توفر الأحداث العائلية للأطفال فرصا للتفاعل مع كل أفراد أسرهم، وتساعدهم على بناء شخصياتهم.


ويلفت إلى أن هذا الإشراك يساعد على تطوير صورة ذاتية إيجابية عن أنفسهم، فيشعرون بالتقدير، كما يغير صورتهم عن ذاتهم أنهم "فاعلين" في عائلاتهم، ويمكنهم تحمل المسؤولية.


ويشدد على أن الطفل بحاجة لأحداث إيجابية في هذه المرحلة العمرية ومخزون جميل في ذاكرته يستطيع أن يتحدث عنه ويستند إليه في الكبر.


وعلى الأهل أن يتحلو بالصبر عند القيام بذلك حتى لا يتحول الأثر الإيجابي لشيء سلبي.


وتتفق التربوية والمرشدة النفسية رائدة الكيلاني مع المختصين، بأن التعامل مع الطفل وإشعاره بكينونته من خلال مواقف معينة تأتي من قبل أهله بداية، عبر مساعدته على بناء شخصيته وإكسابه بعض الصفات المهمة، كالجرأة، والمبادرة، وتحمل المسؤولية، والثقة بالنفس، والإيثار.


وتؤكد، أنه من خلال هذا الإشراك يندمج في وسطه الاجتماعي ويطلق طاقاته المتعددة، فالطفل مليء بالطاقات الإبداعية التي تحتاج إلى تعزيز وتشجيع.
وعند توجيه طاقاته حسب الكيلاني، يمتلك الطفل مع الوقت صفات قيادية ومهارات تساعده في مراحله العمرية اللاحقة.