"The Equalizer": واشنطن يحقق العدالة بنفسه

مشهد من فيلم The Equalizer  - (أرشيفية)
مشهد من فيلم The Equalizer - (أرشيفية)

اسراء الردايدة

عمان- في فيلم المخرج أنطوني فاكوا "The Equalizer"، بمرافقة دينزل واشنطن الذي يحمل جائزتي أوسكار في رصيده، الدماء والعنف جزء رئيسي.
في التعاون الثاني بين واشنطن وفاكوا بعد فيلم Training Day في العام 2001 والذي ضمن لواشنطن الأوسكار عن أفضل ممثل، يعود هذا الثنائي بفيلم ذي أجواء عنيفة تدور حول عميل  للاستخبارات يريد نسيان حياته الماضية ويبدأ من جديد، حيث يلعب واشنطن دور روبرت ماكول.
العمل الذي أدار تصويره ماريو فوري، فيما موسيقى الفيلم التصويرية لهاري غارغسون، يقدم نموذجا لرجل ذي شخصية هادئة ذكية جدا وقوية وبطريقة معقدة، فهدوؤه ونعومته تخفي في باطنها شخصية رجل عسكري ذي حنكة وسرعة في الحركة وقوي برغم سنه.
سير الفيلم في بدايته لا يكشف أي شيء عن طبيعة ماكول، حتى تتعرض فتاة للضرب، اعتاد ماكول رؤيتها في المطعم كل ليلة، حيث يمضي وقته بقراءة كتاب، بمشاركة الممثلة كلوي غريس مورتيز، بدور تيري، التي تعمل في شبكة مافيا روسية، حيث يبدأ الأكشن والعنف بطريقة ماكويل لتحقيق العدالة.
أداء ماكول "دينزل واشنطن" هو المحرك الأساسي في الفيلم، من خلال رصد الكاميرا لتعابير وجه ماكول، فضلا عن التقاط الحركة في المساحات وكافة التفاصيل من خلال تسويغ اللقطات العريضة  الواسعة، التي تكشف قوة وسرعة ملاحظة ماكول في حركته خصوصا في مشاهد العراك مع أعضاء العصابة الروسية قبل أن يقتلهم في وقت قياسي.
العدالة بمنظور ماكول، تعيد دينزل واشنطن من جديد للشاشة بلعبة القط والفار بينه وبين رجال العصابات، مستخدما مهاراته من الماضي، التي ترتبط بغريزة القتل والإنقاذ.
وعلى الرغم من شدة المشاهد العنيفة في الفيلم التي تقدم أساليب وحشية في تصفية أعضاء العصابة ورجال الشرطة الفاسدين، إلا أنها تسير على قدر من المساواة والتوازن لصالح المحتاجين والضعفاء.
والفيلم مستوحى من سلسلة تلفزيونية حملت الاسم نفسه قدمت في شاشات التلفزة بين الأعوام 1985-1989 على شبكة سي بي اس، لكن السيناريو للفيلم كان بتوقيع ريتشارد ونك ومايكل سلون.
الدور الذي يلعبه دينزل واشنطن، من خلال العميل المتقاعد، تكشف جوانب كثيرة منها هربه من حياته الماضية بطريقة مختلفة، حيث يمضي نهاره في العمل في متجر كبير، فيما الليل يمضية بقراءة كتاب جديد.
نفاصيل محيطه، تكشف اصابته بالوسواس القهري والنظافة الشديدة، فما من شيء يدل على تواجده في شقته ولا حتى متعلقات شخصية أو صور، لكن ايجابياته ترتبط برغبته في تقديم المساعدة وإحداث فرق في تحسين حياة الآخرين بأي طريقة والانتصار لهم.
والأهم من كل هذا يظهر على واشنطن من خلال دوره بشخصية روبرت ذلك التأثر من ماضيه والألم الذي يسيطر عليه ويريد تجنبه هاربا من حياته ليتحول لرجل أشبه بروبن هود ينصر الضعفاء.
وبين فاكوا الذي يتمتع بميل لأفلام العنف والقتل الدموي بشكل كبير وبين حضور واشنطن، حقق الاثنان من جديد عملا ممتعا يترك المشاهد مأخوذا بما يراه.

اضافة اعلان

[email protected]

@Israalradaydeh