آبو آمنة وجريسات يشعلان مسرح الفحيص بوصلات فلكلورية شعبية

الفنانة دلال أبو آمنة والفنان باسل جريسات- (من المصدر)
الفنانة دلال أبو آمنة والفنان باسل جريسات- (من المصدر)

معتصم الرقاد - استمتع جمهور مهرجان الفحيص "الأردن تاريخ وحضارة" في نسخته الثلاثين مساء أول من أمس، في الحفل الغنائي الذي أحيته الفنانة الفلسطينية، دلال أبو آمنة والفنان الأردني باسل جريسات، على المسرح الرئيسي للمهرجان.اضافة اعلان
وتجلت الليلة الرابعة من ليالي الفحيص بالموسيقا والكلمة الملحنة الذي قدمته الفلسطينية دلال أبو آمنة، والأردني باسل جريسات اللذان هزا بصوتهما أركان المسرح الرئيس، في تلك الليلة الاستثنائية التي اتسمت بالغناء والطرب الأصيل بامتياز ضجت فيها الإيقاعات الموسيقية وتعمقت فيها أغاني الفلكلور الشعبي الأردني والنضالي الفلسطيني الذي أطرب الحضور.
وافتتح الفنان الأردني باسل جريسات الحفل بتقديمه وصلة غنائية اشتملت على مجموعة من أغنياته الحديثة والقديمة، كذلك مجموعة من أغنيات التراث والفلكلور الأردني والعربي، متمكناً بأدائه الغنائي من أن يحرك الجمهور الذي تفاعل مع جميع أغنياته التي أداها في هذا الحفل، وخاصة أغنيته "هاي الفحيص هي هي" التي رحب من خلالها بالجمهور، مقدماً بعد ذلك موالاً بعنوان "قاصد حماكم"، لينطلق وسط تصفيق حار بوصلة غنائية فلكلورية بدأها بأغنية سميرة توفيق "ع العين موليتين"، ثم أغنية صباح "جيب المجوز يا عبود"، ليغني بعد ذلك الأغاني الوطنية "بالمجد معمرها"، ليتحول إلى وصلة غنائية للراحل صباح فخري التي تعد من أشهر أغنيات القدود الحلبية.
وفضل جريسات أن يختم فقرته بتأدية أغنية "علي الكوفية" التي حولت المسرح إلى حلقات من الدبكة والفرح.
وفي الوصلة الختامية لليلة الرابعة من فعاليات مهرجان الفحيص، استطاعت الفنانة الفلسطينية الدكتوره دلال أبو آمنة، تحويل المسرح إلى ليلة فرح أردنية فلسطينية، أعادت فيها الأغاني المنسية إلى الذاكرة في موجة غنائية اتسمت بالتنوع الموسيقي ومرجعياته، وبخاصة فيما يتعلق ببلاد الشام والرافدين وبني كنانة والخليج.
بزهاء 100 امرأة من مختلف الأجيال العمرية يرتدين أثواباً تراثية تمثل الأردن وفلسطين وكل بلاد الشام، وفرقة موسيقية متنوعة المرجعيات، حولت الفنانة والأكاديمية الفلسطينية دلال أبو آمنة المسرح إلى منصة وحدة، وفضاء ذاكرة مسننة تأبى النسيان.
أبو آمنة أطلت بوجهها الطفولي وحضورها الناضج لتنادي "حادي العيس" لعله يسلم لها على أمها، ويحدو القافلة صادحاً "يا عزيز عيني"، ولعل القافلة تحط رحالها تحت نخل العراق، فيغني الشمل كله هناك "صغيرون".
"زينوا المرجة" و"الدار داري" و"ليا بليا يا حبيبي" و"هوجي وموجي" و"بياع التفاح" و"عالروزنا" و"مشوار ستي" كله بـ(زفاته) و(مهاهاته) وحجازه ومجازه و(طلعاته) و(نزلاته) ودبكاته، كان حاضراً في أمسية الشجن الطالع من ربوع فلسطين عتابا وميجنا ودلعونا وظريف الطول و"فوق إلنا خل" و"يخلف عليكو كثر الله خيركو" و"هاي دار العز واحنا رجالها.. وما يحلي الدار غير نسوانها"، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح، فـ"سيروا على ما قدر الله والكاتبه ربك يصير، وياللا توكلنا عليك يا ربنا نعم الوكيل".
خيل الخليل وطلتها، ورام الله التحتا والفوكا، وبرج يافا واسمها العالي، وحيفا العربية الرمانة الساحلية، وسوق الترويحة النابلسي وخان نابلس وغندورتها، والطالعين في جنين عالجبل ليكيدوا الأعادي، وبياع التفاح الناصري (إسا إجا وإسا راح)، واللي رايحين على صفد، وحبايب بيت لحم، وطبريا ونسوانها ورجالها، وبديوية النقب، وسور عكا، وشعب الجبارين الذي في غزة، وطلة خيلنا من القدس، وروح الشعب كل الشعب كانت حاضرة في مسرح نابت من عبق التاريخ ليعيد لأرض مغتصبة تاريخ أهلها وغنائها وأفراحها وندائها الأزلي من أجل الحرية والكرامة والنصر والتحرير.
إلى ذلك، غنت دلال أبو آمنة في الليلة الرابعة: "زهرة المدائن" و"بكتب اسمك" خاتمة بمسك "موطني".
أبو آمنة عبرت بمشاركتها الأولى في مهرجان الفحيص عن اعتزازها بالأردن وتاريخه وعراقته وقيادته وعلاقته الوجدانية الأكثر من أخوية الخاصة مع الشعب الفلسطيني، وقالت: "إن الشعب الأردني وقيادته لطالما كانوا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن ما يجمعنا لا يفرّقه أي شيء أو محاولة أو تفصيلة أو حدود".
أبو آمنة قالت إنها وفرقتها يتغنون دائماً بالأردن وجمالها ونخوتها وفلسطين ونضالها وثوراتها وتراثها، وأكدت أن مشروع "مشوار ستي" يشكل نقلة للإنسان في عين المكان، وهو تأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني الذي لا يفرقة خط بأي لون كان. وختمت بالقول: "إن الفن والأكاديمية يمضيان في مسيرتها بشكل متواز لا يسبق خلاله منجزاً آخر.