أطعمة الجنوب في مهرجان العقبة

جانب من مهرجان الطعام في العقبة- (من المصدر)
جانب من مهرجان الطعام في العقبة- (من المصدر)

أحمد الرواشدة

العقبة - عبر 3 أشهر، تغيرت حياة عائلات وجدت في مهرجان الطعام في العقبة، فرصة لتحسين ظروفها وأحوالها المعيشية الصعبة، والترويج لمنتجات بيتية وتراثية ترتبط بتراث المدينة.اضافة اعلان
ويأتي مهرجان الطعام في مدينة العقبة؛ ليسهم بتخفيف معاناة عدد من الأسر وانتشالها من وطأة الفقر، من خلال مشاركتها في بيع منتجاتها من الأطباق الغذائية الساحلية والجنوبية؛ أبرزها الصيادية العقباوية، إضافة الى الحوح، قراص النار، مدقوقة، رشوف، منسف، كشنا، لزاقيات وأصناف أخرى.
وعادت أكثر من 50 عائلة معوزة إلى إنتاج أكلات شعبية تتسم بخصوصيتها العقباوية، وتنتمي الى أطعمة المدن الساحلية في المنطقة، الى جانب أطباق يشتهر بإنتاجها الأردنيون، لعرضها في مهرجان العقبة للطعام، ضمن حملة "الهوى جنوبي" التي تنظمها سلطة العقبة الخاصة، لتشجيع زيارة المثلث الذهبي.
ومهرجان العقبة للطعام، تجربة ثقافية تتعلق بالطعام المحلي، تشارك في إنتاجها عائلات من مدينة العقبة، ومنها ما سبق لها المشاركة في سوق جار البحر الشهير في المدينة، والذي أوقف قبل جائحة كورونا لإشغال أرض السوق التي كانت ملكية خاصة لأحد المستثمرين.
وأشارت أم أحمد، وهي إحدى المشاركات في المهرجان، الى أنها وبعد مشاركتها بمهرجان العقبة للطعام في نطاق حملة "الهوى جنوبي" لمست تحسنا في وضعها المالي، وساعدها عملها في المهرجان، على تغطية جزء كبير من التزاماتها المالية، مثلما سددت أم أسعد التزامات ابنها الوحيد في دراسته الجامعية لفصلين مقبلين.
وساعد مهرجان العقبة للطعام بعض الشباب المتعطل عن العمل، والذين لديهم موهبة الطبخ والحلويات والوجبات السريعة بدخل مالي خلال الأشهر الثلاثة، ساعدهم على تحقيق بعض متطلبات معيشتهم الحياتية اليومية.
وأكدت الحاجة أم محمد والقادمة من منطقة الديسة، والتي تقوم بعمل خبز "الشراك" البلدي، أنه وبعد إغلاق السوق "جار البحر" قبل كورونا، ساءت حالتها المادية، لعدم توافر مكان لعرض منتجاتها، ما راكم من التزاماتها المالية لأكثر من سنتين، بسبب إغلاق السوق والجائحة.
وأشارت أم محمد الى أنه، وبعد مشاركتها بمهرجان العقبة للطعام في نطاق حملة "الهوى جنوبي"، لمست تحسنا في وضعها المالي، وساعدها عملها في المهرجان، على تغطية جزء كبير من التزاماتها المالية، عبر بيعها منتجات بسيطة في المهرجان كل نهاية أسبوع، والذي يزوره المئات من المواطنين.
ويجذب المهرجان الزوار والسياح في نهاية كل أسبوع، ليقدم لهم تجربة فريدة في الطعام وأطباقه المتنوعة، التي تمزج بين الطهي التقليدي والحديث، ويجمع في جنبات معروضاته، أصالة التاريخ ومظاهر الحياة المعاصرة، في قلب المدينة السياحية بمجمع العقبة الترفيهي، إذ يقدم الى جانب أطباق الطعام المنوعة، معروضات يدوية وتشكيلية وطبيعية وأطعمة مختلفة لعائلات تقطعت بها السبل. ويتجمع أصحاب مشاريع منزلية وحرفيون عاملون في برامج التخفيف من حدة الفقر، في الهواء الطلق، لعرض منتجاتهم المختلفة للزوار والسياح، وسط "دندنات" آلة السمسمية العقباوية.
وحقق مهرجان العقبة للطعام نجاحاً باهراً في عامه الأول، وكان يقام كل يوم خميس وجمعة من كل أسبوع، بعد أن زاره أكثر من 35 ألف زائر، وبمشاركة 50 مشتركا يمثلون أسرا إنتاجية من مختلف مناطق الجنوب منها: العقبة وقراها، البترا، وادي رم، وغيرها، تعمل في التحف والمشغولات اليدوية، والأغذية المنزلية الساحلية والجنوبية تتقدمها الصيادية العقباوية.
وأقيم المهرجان بالتنسيق مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وبإدارة شركة "أنا الأردن" لإدارة الفعاليات، والعلاقات العامة ضمن فعاليات مهرجان "الهوى الجنوبي"، الذي بدأت فعالياته منذ شهر أيلول (سبتمبر) الماضي.
وقد تميز المهرجان بالمنتجات التي يقدمها المشاركون، فقد كان هنالك تنوع كبير بين المنتجات الغذائية والحرف اليدوية المختلفة، والأهم من ذلك الأطباق الجنوبية والعقباوية الساحلية المميزة.
وقد شهد المهرجان في يومه الأخير لهذا الموسم فعاليات مسابقة أفضل صيادية، لتكون عنواناً للجنوب ولتمثل منطقة العقبة على وجه الخصوص، حيث يتسم هذا الطبق بخصوصية عقباوية، بحضور نائب رئيس مجلس المفوضين، مفوض السياحة بسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة شرحبيل ماضي، ولجنة التحكيم الشيف ديما حجاوي، والشيف نضال البريحي والشيف كرمة الطباع، ما أضفى لمسة مميزة، كما نقل المسابقة إلى مستوى عالٍ ومتخصص من المنافسة والأجواء الحماسية الرائعة من قبل اللجنة والجمهور.
وحاز صالح المغربي وهو صياد في العقبة منذ 60 سنة على المركز الأول في مسابقة أفضل صيادية، كما حاز عبدالله درويش على المركز الثاني، أما عبد العزيز الجارحي فقد حاز على المركز الثالث، في الوقت الذي أعلنت فيه سلطة منطقة العقبة الخاصة عن جوائز أخرى ضمن مسابقة خصصت للمشتركين من جميع الفئات، ومنها: جائزة أكثر كشك جذاب، جائزة أنظف كشك، جائزة أكثر منتج أصيل، جائزة أكثر أكلة مبتكرة، وغيرها من الجوائز التحفيزية والتشجيعية للمشتركين؛ لإضفاء جو وروح المنافسة بينهم ولتكون الخدمات المقدمة ذات مستوى يليق بالزوار.
ويقول نائب رئيس سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة شرحبيل ماضي، إن المهرجان يضيف منتجاً سياحياً جديداً، عبر استقطاب الزوار للشراء ومشاهدة ما بداخله من تحف تراثية غنية، تحاكي تراث المدينة وهويتها، إضافة الى المأكولات الأردنية والعقباوية كالصيادية والمنسف والمحاشي والحلى وغيرها.
وأشار إلى أن المعروضات تتنوع بين منتجات حرفية، وأخرى غذائية تتسم بأنها طبيعية خالصة ومصنعة من منتجات الطبيعة، دون أي إضافات كيماوية أو مواد حافظة، مؤكدا أن زائر المهرجان يجد ضالته في هذه الفعالية، بخاصة إذا كان من عشاق المأكولات والحلوى، بحيث سيكون في متناوله أنواع متعددة من المأكولات.
وقالت المدير العام لشركة "أنا الأردن" لإدارة الفعاليات والعلاقات العامة لانا السقا "إن المشاركين توزعوا بين جمعيات خيرية وجمعيات تعاونية، وهم قصص نجاح كبيرة، وأتيحت لهم الفرصة لعرض منتجاتهم، ما أسهم في رفع دخلهم وتحسين أوضاعهم المعيشية".
وأضافت السقا "أن فكرة مسابقة الصيادية جاءت بهدف تسليط الضوء على الأطعمة الشهيرة في العقبة، وتشجيع سياحة الطعام في الأردن، وتم اختيار مدينة العقبة كونها المدينة الساحلية الوحيدة ولتميزها بأطعمة فريدة وشهيرة، فأحببنا أن نرفع مستوى المنافسة ومساعدة الزوار على معرفة أين يمكن أن يجدوا أفضل صيادية عند زيارتهم العقبة، وقد كانت تجربة جداً مميزة وناجحة".
ومن الجدير بالذكر أن مهرجان العقبة للطعام جاء ضمن فعاليات الحملة الوطنية والإقليمية "الهوى جنوبي" بتنظيم من سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ولتنشيط السياحة في منطقة المثلث الذهبي، من خلال فعاليات متنوعة وعروض موسيقية، رياضية، ثقافية، وفنية.